ملف كامل للشيخ "أحمد ياسين" دروس وعبر وفوائد عديدة - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المواضيع المميزة المواضيع المميزة في المنتدى

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-04-2004, 11:50 AM
  #1
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
ملف كامل للشيخ "أحمد ياسين" دروس وعبر وفوائد عديدة

الشهيد الحي الشيخ ياسين :

ملف كامل للشيخ "أحمد ياسين"

استشهاده دروس وعبر ومواعظ

ومواقف في التربية الجهادية،

والعمل الجماعي والدعوي و الاجتماعي

والإصلاح والسيرة الذاتية


وحوار مع أفراد أسرته ،وكيف نستثمر الحدث

ونحبب الناس في الشهادة، وبيان من حماس، مع بيان

آداب الدعاء وشروطه باختصار، ونشر الشعر الهادف عن الشيخ ، ومقترحات


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، يقول الله تعالى

: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ

وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) الأحزاب: 23.


أولا : استشهاده دروس وعبر :

لقد ودعت الأمة العربية، والأمة الإسلامية رجلا من رجالاتها، والرجال قليل،

إنه الشيخ أحمد ياسين، الذي عاش عمره للدعوة والتربية والجهاد،

ونذر حياته لتحرير وطنه من الاحتلال الصهيوني الغاشم. وأسس حركة (حماس)

لتقوم بدورها في الجهاد والتحرير، وقضى في السجن أحلى سنين عمره وهو صابر

مرابط، عزيز لا يهن ولا يستكين ولا يعتذر، وكان قد حدد غايته بوضوح، وهي: ضرب

الاحتلال ودحره بكل ما يمكن من قوة، وعدم الخروج بهذه العمليات عن دائرة فلسطين

كلها، وتحريم توجيه السلاح إلى صدر أي فلسطيني. فالدم الفلسطيني حرام سفكه، وكان

الشيخ ياسين كان عالي الهمة لا يخاف إلا الله، على الرغم من مرضه وعجزه ، فأخاف الله

به الأعداء (لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ)

فزلزل الله تعالى به الكيان الصهيوني، وأرعب قادته العسكريين والسياسيين .


إن رجولة الرجال لا تقاس بقوة أجسامها، بل بقوة إيمانها وفضائلها.

وقد قال تعالى عن المنافقين: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ) المنافقون: 4،

وقال العرب في أمثالهم: ترى الفتيان كالنخل، وما يدريك ما الدخل؟


إن استشهاد الشيخ أحمد ياسين بهذه الصورة المروعة،

وهو خارج من مسجده بعد أداء صلاة الفجر، ومعه ثمانية آخرون استشهدوا،

وآخرون جرحوا، إن هذا الحادث الجلل ليحمل إلينا وإلى الأمة دروسا يجب أن نعيها:



1- أولها: أن الرجل باستشهاده قد حقق أمنية كان يطلبها لنفسه من ربه،

كما يطلبها كل مجاهد مخلص: أن تختم حياته بالشهادة، لأنه علم مكانتها العالية

ومنزلتها الرفيعة ؟ سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: اللهم آتني أفضل

ما آتيت عبادك الصالحين! فقال له: إذن يعقر جوادك، ويهراق دمك! فهذا أفضل

ما يؤتيه الله عباده الصالحين. ولو كان الشيخ ياسين ينشد السلامة، ويحرص على

الحياة، لاستطاع أن يتجنب الصلاة في المساجد، ولا سيما صلاة الفجر،

وأن يغير مكانه باستمرار، ولكنه أصر على أن يؤدي الصلوات في الجماعة،

فجاء مقتله بعد أن أدى فرضه، وأرضى ربه، ولقيه متوضئا مصليا راكعا ساجدا،

راضيا مرضيا. وقد قال تعالى: (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ . سَيَهْدِيهِمْ


وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ . وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) محمد: 4-6. و إنا لنتمنى وندعو ربنا أن يختم لنا

بخاتمة السعادة، وأن يختارنا للاستشهاد في سبيل نصرة دينه:

( إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِين

َ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) آل عمران:140،

(إن كلماتنا ستظل جوفاء ما لم ترتو بدمائنا ) سيد قطب رحمه الله.


[color=#006600][size=4]2- وثاني الدروس: أن استشهاد الشيخ ياسين لن يضعف من المقاومة،

ولن يطفئ شعلتها، كما تتوهم عصابات الكيان الصهيوني،

بل سيرون بأعينهم أن المقاومة ستزداد اشتعالا، وأن أحمد ياسين ترك وراءه رجالا،

وأن كل الفصائل ستثأر لأحمد ياسين، وكلها توعدت إسرائيل: كتائب القسام، وسرايا

القدس، وكتائب شهداء الأقصى، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، ومناضلو الجبهة

الشعبية، وكل أبناء فلسطين: وحدتهم المحنة، ووقفوا صفا واحدا ضد المجرمين السفاحين

. إن دم الشيخ ياسين لن يذهب هدرا، بل سيكون نارا ولعنة على إسرائيل، وحلفاء

إسرائيل (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) الشعراء: 227.

ولقد جربت إسرائيل القتل والاغتيال للقادة من قديم: جربته في لبنان (أبو يوسف النجار

ورفاقه)، وجربته في تونس (أبو جهاد وأبو إياد)، وجربته في فلسطين:

قتلت يحيى عياش، وفتحي الشقاقي، وأبو علي مصطفى، وصلاح شحادة،

وإسماعيل أبو شنب، وغيرهم ، فلم تتوقف المقاومة، ولم تسكن ريح الجهاد،

بل حمي الوطيس أكثر مما كان، وتم إنشاء كتائب الشيخ ياسين.


وكيف لا وقد علمنا القرآن أن المسلم لا يقاتل من أجل شخص،

ولو كان هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل يقاتل من أجل مبدأ

ورسالة، ولهذا حين أشيع نبأ قتل الرسول الكريم في غزوة (أحد) وفت ذلك

في عضد كثير من المسلمين نزل قول الله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ

الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَّضُرَّ اللهَ شَيْئًا

وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) آل عمران: 144.وضرب لهم مثلا بما حدث لأصحاب الدعوات قبلهم

(وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا

اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) آل عمران: 146.

إن الشعب الفلسطيني البطل شعب ولود،

كلما فقد بطلا، ولد بطلا آخر، بل أبطالا يخلفونه

ويحملون رايته، ولن تسقط الراية أبدا، وما أصدق ما قاله

الشاعر العربي قديما: إذا مات منا سيد قام سيد *** قئول لما قال الكرام فعول!



والبقية بعد قليل
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 04-04-2004, 12:11 PM
  #2
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
تابع ملف الشيخ ياسين المتكامل

- وثالث الدروس:


أن إسرائيل قد طغت واستكبرت في الأرض بغير الحق،

و اقترفت أبشع الجرائم بلا مبالاة، فهي في كل صباح ومساء،

تعيث في الأرض فسادا، وتهلك الحرث والنسل، تسفك الدماء، وتقتل الأبرياء،


وتغتال النجباء،

وتذبح الأطفال والنساء،

وتدمر المنازل، وتجرّف المزارع،

وتقتلع الأشجار، وتنتزع الأرض من أصحابها

بالحديد والنار، وتقيم الجدار العازل على الأرض الفلسطينية

عنوة، جهارا نهارا، وقد توجت جرائمها المستمرة بهذه الجريمة النكراء،

أم الجرائم، اغتيال الرجل القعيد المتطهر المصلي بتخطيط من شارون وإشراف منه.

فهي تجسد إرهاب الدولة بأجلى صوره.


وهذا نذير ببداية النهاية للطغاة،

فإن ساعتهم قد اقتربت،

فإن الطغيان إذا تفاقم،

والظلم إذا تعاظم:

يسوق أصحابه إلى الهلاك

وهم لا يشعرون (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا

بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى

إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ.

فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الأنعام: 45،44.



4- ورابع الدروس:


أن أمريكا شريكة في المسئولية عن هذه الجريمة


وما سبقها من جرائم، فإسرائيل ترتكب مجازرها بسلاح أمريكا،


ومال أمريكا، وتأييد أمريكا . وهي لا تقبل أن تؤدَّب حبيبتها إسرائيل،


أو تدان أو توجه إليها كلمة لوم، وإلا فإن (الفيتو) الأمريكي بالمرصاد.


فالمتهم الأول في هذه القضية هو الرئيس الأمريكي (بوش). فهو المحرض الأول


على الجريمة، وهو الذي أعطى المجرم السلاح، وهو الذي يَعتبر المجرم القاتل

مدافعا عن نفسه، بوش هو الذي أفتى شارون وعصابته بأن

(المقاومة الفلسطينية إرهابية) وفي مقدمتها حماس والجهاد،

ومعنى أنها إرهابية: أنها تستحق القتل، وأن لا عقوبة على من قتل الإرهابيين.

وهكذا صرح زعماؤهم : إن أحمد ياسين كان ممن يستحق القتل.

هذا هو منطق أمريكا وإسرائيل: أحمد ياسين إرهابي مجرم يستحق القتل؛

لأنه يدافع عن وطنه، عن أرضه وعرضه، عن منزله ومزرعته وشجرته،

عن حرماته ومقدساته. أما شارون القاتل السفاح، فهو عندهم ضحية مسكين،

لا يمكنه الفلسطينيون الأشرار من أن يلتهم كل ما يريد من أراضيهم.
[/color]5-


وخامس الدروس:


أن لا أمل فيما سموه (مسيرة السلام) والخيار الأمثل والأوحد،

فإن كل راصد للأحداث بحياد وإنصاف: يستيقن أن إسرائيل لا تريد سلاما حقيقيا:

سلاما عادلا شاملا، يرد الحق إلى أهله، إنها لا تعترف إلا بمنطق القوة،

ولا تتكلم إلا بلسانها ،ولا تفهم إلا لغة الحديد، ، وإنما تلهي

الفلسطينيين والحكام العرب بهذه الوعود الكاذبة،

والأماني الزائفة.


لقد عرفنا بالممارسة والتجربة أن ما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة،

وأن الخيار الوحيد للفلسطينيين هو خيار المقاومة، والبديل عن المقاومة

هو الاستسلام الخاضع لإسرائيل، ولا حد لأطماع إسرائيل. البديل للمقاومة هو الموت.



6- وسادس الدروس:


أن على الفلسطينيين جميعا أن يتحدوا: وطنيين وإسلاميين،

سلطة ومقاومة، فإن عدوهم يضرب الجميع، ويتحدى الجميع،

ولا تدري الضربة القادمة إلى من توجه من القادة؟ فليضع كل منهم

يده في يد أخيه. وليكن شعارهم قول الله تعالى: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ

فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ) الصف: 4.

7- وسابع الدروس: أن على العرب أن

يصحوا من سكرتهم، وأن يخرجوا

من كهفهم الذي ناموا فيه

طويلا، ليؤدوا ما عليهم

نحو إخوانهم، بل نحو أنفسهم،


فقضية فلسطين قضية الأمة كلها، للأسف الشديد،

لم يعد الصراع عربيا إسرائيليا كما كان، بل أصبح فلسطينيا

إسرائيليا، أما العرب فغائبون (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) الحجر: 72.

دافع العرب عن فلسطين سنة 1948م وكانت الجامعة العربية وليدة ضعيفة عمرها ثلاث


سنوات، مكونة من سبع دول، فلما قارب عمرها الستين، وزاد عدد دولها ،

تخلت عن دورها، ونكصت على عقبها، وتركت الفلسطينيين وحدهم يقاومون

بصدورهم وأيديهم أكثر ترسانة عسكرية في الشرق الأوسط،

مؤيدة بالإمكانات الهائلة القاتلة.


8- وثامن الدروس:


لا بد إحياء الشعور بالواجب ، وإيقاظ الضمائر،

وترسيخ معاني الأخوة لجميع أفراد الأمة الإسلامية ،

ما واجبا نحو أرض الإسراء والمعراج، نحو القدس الشريف،

ونحو المسجد الأقصى، الذي بارك حوله، أن الأقصى ليس ملك

الفلسطينيين وحدهم، حتى يكلفوا بالدفاع عنه دون سائر الأمة. لقد اغتصب

المسجد الأقصى قديما من الصليبيين، وبقي أسيرا في أيديهم نحو تسعين عاما،

وكان الذين هبوا لنجدته وتحريره من أجناس وألوان شتى من المسلمين: عماد الدين

زنكي التركي، وابنه نور الدين محمود، وتلميذه صلاح الدين الأيوبي الكردي، والظاهر

بيبرس المملوكي، وغيرهم، و(المسلمون أمة واحدة يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من

سواهم). وفرض عليهم أن يتضامنوا ويتلاحموا حتى يحرروا أرض الإسلام، ومقدسات

الإسلام، ويدافعوا عن حرمات الإسلام والمسلمين.


وإن استشهاد الشيخ أحمد ياسين لهو نذير لهم: أن يعتصموا بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا،

وأن يسمعوا صوتهم، واحتجاجهم بالبرقيات والمسيرات بالدعاء والصلوات. يجب على

المسلمين جميعا: أن يقفوا بجانب إخوانهم في أرض النبوات، يمدونهم بكل

ما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم وذراريهم، وما يقدرهم على العيش بالحد الأدنى،

فحرام على العربي وعلى المسلم أن يأكل ملء بطنه، وينام ملء جفنه،

وإخوانه لا يجدون ما يمسك الرمق. إن الصهاينة وحلفاءهم الأمريكيين أرادوا

أن يجففوا كل المنابع التي تمدهم بالقليل من المال، وعلينا أن نفشل خططم،

ونحبط كيدهم، ونوصل إليهم ما يعينهم على البقاء والجهاد.


الصهيونية الشنيعة المتكررة، والتي لا تدع لها زرعا ولا ضرعا،

وآخرها اغتيال الشيخ القعيد على كرسيه بلا رحمة ولا شفقة. كما ننادي المؤسسات

والهيئات العالمية -وعلى رأسها مجلس الأمن- أن يقوموا بواجبهم في فرض الشرعية الدولية

على الصهاينة الذين يضربون عرض الحائط بكل بالأخلاق والأعراف والقيم والقوانين

.
وختاما نقول للصهاينة: لقد ارتكبتم الفعلة التي لا يغفرها أحد لكم، وإن في ذلك لبشرى


لنا، وتدميرا لكم، ورب ضارة نافعة. وعلى الباغي تدور الدوائر. وإن مع اليوم غدا، وإن غدا

لناظره قريب. "وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ


الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) هود: 102 ،

وهم يعلمون جيدا قرب انتصار المسلمين،

وأن تجمعهم بفلسطين لنيل حتفهم،

فنهايتهم تقترب كما بشرنا

رسولنا الكريم _

وهم أعرف الناس بصدقه_

في حديث متفق على صحته قَال

رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َلَا تَقُومُ السَّاعَةُ

حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ

الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا

عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ).[/size]
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 04-04-2004, 12:55 PM
  #3
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
تابع الملف المتكامل للشيخ ياسين

العنصر الثاني:

ثانيا :مواقف في التربية الجهادية :

الشيخ "أحمد ياسين"- يرحمه الله ـ معين لا ينضب

من الفوائد والعبر، وفي مواقفه الدعوية والتربوية والجهادية؛

بل تفاصيل حياته اليومية زاد لا ينفد لكلِّ مسلم يبتغي الآخرة، ويبتعد عن الدنيا

الفانية، لقد كان دائم القول: "الأرواح بيد الله والأرزاق مكتوبة عند الإله، فعلام الخوف والفرار؟!"

، ونقلت "تايم" قوله:" الإيمان بالله وبرسالة الإسلام يعني أن تطلب الشهادة

ولا تخشى الموت"، وعاش حياته مجاهدًا، يربي النشأ على الجهاد

ضد كل محتل غاصب لتعود لفلسطين بل للأمة الإسلامية


عزها ومجدها، ومن ذلك كان ينطلق بالطلاب

إلى خطِّ الحدود ليمتِّعوا عيونهم

برؤية الوطن المحتل،

فتشتاق نفوسهم لتحريره،

وكان هو المعلم كيف يتحقق التحرير.


الثقة في الله تعالى والعمل مدرسًا: تخرج الشيخ

"أحمد ياسين"- يرحمه الله- في مدرسة فلسطين الثانوية

عام 1378هـ= 1958م، وتطلعت نفسه إلى العمل، وكان ميدان العمل


الذي يغري الشباب في ذلك الوقت التدريس، فتقدم الشاب بطلبه لمدير التعليم

في القطاع، وعُرض طلبه على اللجنة المشكلة لذلك، وفي صبيحة يوم مقابلة اللجنة

قابله أحد أصحابه في الصباح الباكر وهو ذاهب إلى اللجنة قبل الموعد بساعتين تقريبًا،

وهو يغوص برجليه في الرمل فيسقط حينًا على الأرض، ويساعده أحد المارة حينًا آخر في الطريق

فقال له: إلى أين يا أخي "أحمد"؟ فأجابه الشيخ بكل ثقة: "لمقابلة اللجنة، فقد دعتني لمقابلتها"،

فقال صاحبه مترفقًا به: "وهل تتصور أن اللجنة ستوافق عليك؟ وأنت تعرف سمعتها، يا أخى الكريم أرى


أن توفر على نفسك شقاء الرحلة، وتعود من حيث أتيت"، فابتسم الشيخ الأعرج وهو واقف يترنح يمينًا وشمالاً

على أصابع قدميه، وقال: "يا أخي، هل تتصور أنني ذاهب إلى اللجنة لكي أستعطفها؟! لا والله،

فأنا مسلمٌ واثقٌ أن الله إذا أراد لي التعيين، فلن يتمكن بشر من قطع رزقي؛ ألم تقرأ

قوله تعالى: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ* فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ

إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ﴾ (الذاريات: 22-23)،

وهل فاتك حديث الرسول- عليه السلام-

لابن عباس: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن

ينفعوك بشيء ما نفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك،

واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك

إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف"؟! والله إني

واثق من أن الله تعالى لن يخيبني، فأنا متوكل على الله، وماضٍ في سبيله.


فماذا من أمر اللجنة؟ لقد رأت اللجنة شابًّا متفوقًا لبقًا ذكيًّا، قادرًا على العطاء؛

لكنه أعرج! وأرادت أن تبرهن على نزاهتها، وكان الناس يشكُّون فيها ، فأدرجت اسم الشيخ

"أحمد" في الكشف المرفوع إلى الحاكم الإداري العام ليبدي الرأي فيها، وكتب أمام اسمه: "قدراته

ممتازة، درجاته مرتفعة ومتفوق؛ لكنه أعرج"، وتأثر الحاكم الإداري العام بهذه العبارة؛ إذ كان ولده الصغير

قد وُلِد أعرج! فصاح معلقًا باللهجة المصرية: "وإيه يعنى أعرج! يعنى ما يشتغلش، يعنى يموت من الجوع"، وأشَّر بقلمه

الأحمر أمام اسم "أحمد ياسين" بعبارة: "يُعَيَّن"، وكان دائم القول: "إن الأرواح بيد الله والأرزاق مكتوبة عند الإله، فعلام الخوف

والفرار؟!".



الداعية المربي صاحب الدعوة :


استثمر الشيخ "أحمد" تعيينه في المدرسة في دعوة الطلاب

وتربيتهم، ووجههم إلى المسجد ليكمل لهم عقب صلاة العصر شرح الدروس

مرتين أسبوعيًّا ، وسُرَّ بذلك أولياء الأمور إلا بعضهم، فقد جاء أحد كبار ضباط السلطة

ليشكو للناظر أمر هذا المدرس الذي يجمع الأولاد في المسجد؛ وهو ما لم يتعود الناس عليه، فأجاب

الناظرُ الضابطَ بما أقنعه وأفحمه: "أنا سعيد جدًّا بهذا المدرس، وسأقدم له كتاب شكر على ذلك؛ فأين لنا المدرس

الذي يدرِّس الدين عمليًّا في المسجد؟! وحبذا لو كان في كل مدرسة في القطاع مدرس مثله" ، وشكاه أحد أولياء الأمور طبيبًا


شيوعيًّا، وقال: " قبلنا أن يصلي الولد، وقبلنا أن يذهب إلى المسجد، أما أن يصوم (اثنين) و(خميس)


من كل أسبوع، فهذا أمرٌ صعبٌ، ولا نقبلُ به!"فأفحمه الناظر كالذي سبقه .


أكمل الشيخ استقطاب الطلاب وتوجيههم إلى المسجد، بدأ يعمل في كل مسجد مجموعة

من الطلاب، تمارس نشاطها الرياضي والثقافي من خلال حلقات الدروس والاجتماعات

والمسابقات الرياضية

والرحلات التي كان يقيمها الشيخ ومساعدوه،

وأسهم الشيخ "أحمد" إسهامًا كبيرًا في عملية التربية الإيمانية

والجهادية لهؤلاء الشباب، وكرر الانطلق بالطلاب إلى الحدود ليمتعوا عيونهم برؤية

الوطن المحتل خلف الأسلاك ،

وليفكروا في كيفية تحريره خلاصه من الاحتلال .


الوعي والشجاعة في مواجهة التآمر على الإسلام: بعد عام 1387هـ= 1967م،

واحتلال اليهود لقطاع غزة، قدَّم مستشرق سويدي يلبس ثوب الصوفية، ويعمم رأسه

بعمامة خضراء، ويقلد رقبته بمسبحة تتدلى حتى وسط بطنه! قدم إلى القطاع بصحبة أحد الأدعياء

لنشر (البهائية) ، وكانت محطتهم الأولى عند الشيخ "إبراهيم الخالدي"- شيخ الطرق الصوفية في القطاع-

وكان هذا الرجل لا يعرف من الإسلام إلا التسابيح والأذكار، وعرض القوم خطتهم الخبيثة للتعاون معه في نشر (البهائية)

في القطاع على أنها حركة إسلامية صوفية هدفها خدمة الإسلام والمسلمين، وكاد الشيخ "إبراهيم" يوافق؛

بل رحَّب بالفكرة! حتى حضر الشيخ "أحمد ياسين" وبعض مساعديه، وبعد حوار ونقاش

مع المستشرق السويدي ومساعديه اكتشفوا أن اللعبة خطيرة،

فقاموا بإفحامهم أولاً، وفضح أمرهم بين الناس في المساجد، وتحذير الناس


من خطتهم؛ حيث كانت حيفا بفلسطين المحتلة مركزا للبهائية بعد مقتل زعيمها في إيران ،


وقد فشل القوم في إيجاد موطئ قدم لهم في القطاع كله، وعادوا من حيث أتوا خاسئين.


وللحديث بقية
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 04-04-2004, 06:03 PM
  #4
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
تابع الملف المتكامل للشيخ ياسين

بقية العنصر الثاني :

الدعوة والحركة في جميع أنحاء فلسطين :

تدرج الشيخ "أحمد" في العمل كخطيب للجمعة ومتحدث بعدها أو قبلها،

فمن مسجد (الشاطئ) إلى مسجد (الكنز) إلى مسجد (العباس) ليصبح بعد الاحتلال

أشهر خطيب عرفه القطاع، وبلغت شهرته كل مدن وقرى القطاع، كما أنه طوَّر العمل

في المسجد طبقًا لرسالته الحقيقية الأولى، فجعل دروسًا للنساء إضافة للرجال وثالثة للأطفال،

وقدمت المساجد عدة أنشطة في جميع المجالات، فلم يكتف باستقطاب جمهور المصلين فحسب؛

بل أسس صناديق في كل مسجد وأسس لجانا تسعى على الأرملة والمسكين، تساعد الفقراء والمحتاجين،

وقد انتشرت هذه الصناديق، وأصبح الصرف منها سرًّا للفقراء- في ظل الاحتلال- حتى لا تتعرض للمصادرة،

أو يتعرض القائمون عليها للسجن والاعتقال.


بدأ الاتصال بمسلمي فلسطين المحتلة عام 1368هـ= 1948م،

وذلك بتيسير رحلات يقوم بها هو ومساعدوه والطلاب والمدرسون من قطاع غزة

إلى الأرض المحتلة عام 1368هـ= 1948م والضفة الغربية؛ فيحيى مساجد مهجورة في مدينة (الرملة)،

و(اللد)، و(يافا)، و(عكا)، أو يشترك في المساجد العامرة بالنشاط، تلك التي ترتادها العناصر الإسلامية

في الأرض المحتلة عام 1948م.


تجربة ناجحة في الدعوة الفردية :


اتصل الشيخ بـ"عبدالله نمر درويش" في بلدة (أم الفحم) بفلسطين المحتلة 1948م،

وكان لا يزال يقوم أعمال سكرتير الحزب الشيوعي في تلك البلدة، وفتح معه حوارًا

ومناقشة هادئة أطلعه فيها على انحراف الشيوعيين ومواقفهم العرجاء من القضية،

وأن الإسلام كفيل بحل جميع مشكلات الناس؛ لأنه نظام رباني محكم، وكان ممَّا أسفر

عنه ذلك تحول الرجل من الشيوعية إلى أن أصبح رجلاً مسلمًا يعمل للإسلام.


بعد نكبة يونيو 1967م = 1387هـ واحتلال اليهود لبقية فلسطين الحركة الدعوية المستمرة والنحت في الصخر :


مرَّ شعب فلسطين بعد الاحتلال بحالات من التردي والسقوط والانحلال، وكان يصعب معها على داعية واحد


أو شخص بمفرده أن يكافئ بمجهوده الذاتي حجم الذهول والاستغراب والافتتان بالمحتل

والقابلية لمحاكاة نموذجه الاجتماعي والسلوكي والثقافي، فأنَّى يلتفت

الناس له وينصتوا لخطابه؟! ظلت الحال كذلك إلى أن بدأ الشيخ

يأخذ طريقًا آخر في الدعوة مع حفاظه على لغة الخطاب المباشر

في تجمعات الناس ومجالسهم العامة.. بدأ الشيخ دعوته الفردية بالاجتماع بوجهاء

الناس ونشطاء الطلاب والرموز والفاعليات التربوية والثقافية في مدارس (وكالة غوث اللاجئين)،

وقد استطاع من خلال انطلاقته وخلواته وجولاته الميدانية لتجمعات الطلاب أن يوظف نخبة منهم كانت

نواة لمنهجية جهادية على نمط دار (ابن الأرقم)؛ حيث اعتاد الشيخ "أحمد ياسين" ومعه الأستاذ "محمد الغرابلي"-

يرحمهما الله- السفر معًا لزيارة المجموعات المنتقاة من الطلاب للالتقاء بهم، والتحدث معهم، وعرض رسالة الإسلام إليهم،

وإبراز حيوية وأهمية الدور المطلوب منهم والمناط بهم للأخذ بحال الأمة من حال الانحطاط والاستعمار والتبعية إلى مستوى قيادة

البشرية.


كانت رسالة الشيخ "أحمد" وأخيه الأستاذ "الغرابلي" تعيد دفق الدم في العروق،

وتجلَّى أثرها في التزام الأفواج الأولى من هؤلاء الطلاب بالخط الإسلامي ومنهجه في الدعوة والحركة..

كانت الأمور تتحرك ببطءٍ شديدٍ لوعورة الطريق وتكاثر الشوك؛ لكن الشيخ كان يراهن على جيل جديد يفهم

الدعوة ويقاتل من أجلها حتى يتحقق له عودة المسلمين لدينهم ثم النصر والتمكين.


العمل الاجتماعي والمؤسسات الدعوية والتربوية والاجتماعية : في السبعينيات بدأ الشيخ ومن معه


من الشباب في التفكير في فتح مؤسسة (ثقافية- دينية- تعليمية- رياضية- صحية) كالمجتمع الإسلامي،

وفعلاً استطاع الشيخ أن يستقطب العاملين في المجال الإسلامي في قطاع غزة من مختلف أنحاء ا

من (رفح) حتى (بيت حانون)، واتفقوا على إقامة جمعية (المجمع الإسلامي) على أساس أنها مؤسسة ثقافية

صحية اجتماعية، وأصبح (المجمع الإسلامي) جمعية القطاع كله، الجمعية الأساسية الدينية والصحية والفكرية والإسلام

والرياضية؛ بل الجمعية السياسية أيضًا.


ويخاطبه أحد تلامذته قائلاً: " لا أنسى يوم فكرت في بناء (المجمع الإسلامي)،

فجئتك لائمًا أن كيف يا شيخنا تبذل المال والجهد في الصحراء؟! إن المكان بعيد حقًّا، وليس حوله أناس،

فقلت لي قولتك: "اصبر، وسترى".. وقد رأيت.


ومن المواقف التي لا تُنسى في العمل الاجتماعي الإيجابي، في الفترة ما بين 1975م و1976م،

ما تعرضت له بلدية (غزة) القائمة على نظافة المدينة من إهمال لقلة إمكاناتها، فأثار ذلك اهتمام الشيخ "أحمد"

وشباب الحركة الإسلامية في القطاع، فقرر مباشرة تنظيف الشوارع بأنفسهم في مجموعات كان يشرف عليها الشيخ

"أحمد"؛ بهمَّة ونشاط.


العمل في جميع المجالات:


وأخذ الشيخ يتحرك عبر الدوائر الاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية

على الرغم من ضعف حالته الصحية وتعطل معظم طاقته الحركية بسبب الشلل الذي استولى على

أغلب أعضاء جسمه ،فلا تكاد تسمع عن مسجدٍ أو نادٍ أو جمعية خيرية أو علمية إلا كان للأستاذ درس فيها،

أو نصيحة لها، أو حضور من أجل المنفعة العامة وحصول البركة؛ حتى تكاثرت أماكن الدعوة، وتعالت منابرها،

وكان الشيخ "أحمد ياسين" هو الشخصية الأكثر حضورًا وإسهامًا في مجالات الدعوة والتثقيف، وكان لأفكاره ومشاريعه

في تطوير العمل الإسلامي أكبر الأثر فيما شهدته مدن وقرى ومخيمات قطاع (غزة) من نهضة إسلامية على مستوى بناء المساجد


ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، وإنشاء لجان الزكاة ومجالس (المصالحات وفض النزاعات)، ثم فتح مدارس التقوية ورياض الأطفال،

إضافة إلى الجمعيات والنوادي الإسلامية والمستوصفات الطبية، ثم (جامعة غزة الإسلامية).
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 04-04-2004, 07:11 PM
  #5
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
تابع الملف المتكامل

تابع العنصر الثاني:

قدوة في العمل الاجتماعي وإصلاح المجتمع:

أصبح الشيخ "أحمد ياسين" يفصل في قضايا؛ كالزواج،

والميراث، والطلاق، والأرض، والمشكلات التي تقع بين الجيران،

وفي كل ما يتنازع الناس فيه، وكثير منهم يرتضونه الحَكَمَ لهم، فيفصل بينهم

بما يرضي الله ورسوله.


صار بيت الشيخ "أحمد ياسين" ساحة قضاء،

يأتي إليه المتخاصمون يطلبون الصلح والحق، لقد كان الشيخ-

بحق- يتمتع بجاذبية وحجية وإقناع؛ وهو ما شد الناس للاستماع إليه وتفويضه في

أمر خلافاتهم ليقضي بينهم، وكان يقترح لهم الحلول، فكان رأيه لا يُردُّ، وحكمه بينهم قضاء،

حتى جُنَّ جُنون قوات الاحتلال، فجاءه الحاكم العسكري لقطاع (غزة) وقال له بكل حقد وغل - وفي هذيان مجنون

-: "إيش إنت؟! عاملِّي حكومة، وفاتح بيتك محكمة؟! اعلم أننا نحن هنا حكومة، وأننا.. وأننا.."!


الإصلاح بين الناس : وعلى الرغم من أن الشيخ ياسين كان قبل استشهاده منشغلا كثيرا

في قيادته لحركة "حماس"، إلا أنه كان يعطي الجانب الاجتماعي والإصلاح

بين الناس أهمية كبيرة توازي في تأثيرها الجانب السياسي،

وكانت له صولات وجولات في هذا الأمر، وهو ما جنب الفلسطينيين إراقة الكثير من الدماء،

من خلال عمله على حل مشكلات وقضايا معقدة ظلت عالقة لسنوات طويلة في المحاكم. ولم يغلق الشيخ

ياسين في يوم من الأيام باب منزله في وجه أحد قصده ليحل له مشكلاته، لاسيما الضعفاء من الناس، كما إن كافة

شرائح وفئات وطوائف المجتمع كانت تتوجه إليه لحل مشكلاتها، بمن في ذلك العديد من النصارى (المسيحيين)،

وكان يعمل على حلها حلا عادلا، حتى إن الكثير من المواطنين كانوا يسحبون قضايهم من المحاكم، ومن عند المحامين،

ويتوجهون بها للشيخ ياسين، من أجل إنصافهم. وقال بسام حنا رباح، وهو نصراني (مسيحي) من مدينة رام الله،

في الضفة الغربية، إنه لم يتردد عام1418 هـ= 1988 في التوجه للشيخ ياسين، حينما تعرض لعملية

احتيال من قبل أحد المواطنين في غزة، حيث تمكنت لجنة الإصلاح، التي كان الشيخ مرجعتيها

من أن تنصفه من خصمه. وأضاف رباح لوكالة "قدس برس": "إنني كنت أسمع عن الشيخ

ياسين واللجنة التي كانت يمكنها أن تحصل للناس على حقوقهم، ولم يخطر ببالي

أنني لأني نصراني( مسيحي) ممكن للشيخ أن يغلق بابه في وجهي، بل بالعكس وجدت منهم

كل جدية في متابعة القضية، وتمكنوا من أن ينصفوني، حيث أرجعوا لي حقوقي، وقمت بالتبرع

بجزء من المال، الذي حصلت عليه من الرجل، الذي احتال عليه إلى أحد المساجد بغزة".


ولم يكن حنا وحده من النصارى(المسيحيين) الذين توجهوا للشيخ ياسين لحل مشكلاتهم،

بل كان هناك عدد آخر منهم سمعوا عن الشيخ وعدله، وتوجهوا له، وعمل على حل مشكلاتهم،

مثلهم مثل بقية الناس المسلمين، وهم بالمئات. وقال الشيخ زياد عنان أحد أعضاء لجنة الإصلاح في غزة،

والتي شكلها الشيخ ياسين للإصلاح بين الناس، إنه "منذ تأسيس المجمع الإسلامي كجمعية عثمانية، كانت الغاية

من ذلك الإصلاح بين الناس، حيث عملنا على حل مشكلات كثيرة لكل فئات وشرائح وأطياف المجتمع الفلسطيني،

بمن فيهم إخواننا النصارى"، مشيرا إلى أن ذروة العمل كانت بعد بدء الانتفاضة الأولى عام 1987، وذلك في ظل

غياب القانون. فما كان من الناس إلا التوجه إلى الشيخ ياسين. ( منقول بتصرف من وكالة "قدس برس"


التوسع في لجان الإصلاح : شكل الشيخ ياسين لجان إصلاح في كل منطقة، على مستوى القطاع،

وهو كان مرجعية لهذه اللجان، التي كانت تتوجه له في حال واجهتها أي صعوبة، في حل أي مشكلة.

وقال أحد الأعضاء ( عنان) :"كان الرجل (الشيخ ياسين) رغم مرضه وضعف قدراته البدنية؛ كان

شعلة من النشاط والطاقة، وأنا لم أنس موقفا حصل معي، حيث كان ذلك في أحد

الأعوام في شهر رمضان، كنا عنده في البيت لحل مشكلات، وكنا منهكي القوى،

وننتظر بفارغ الصبر أذان المغرب، حتى نتناول طعام الإفطار، فجاء رجل صاحب مشكلة،

أثناء رفع آذان المغرب، فتوجهت له وقلت له تعال غدا". وأضاف عنان: في حديثه أن "الشيخ ياسين

نظر لي نظرة غضب، بعد أن طلبت من الرجل أن يأتي في يوم آخر، وقال الشيخ لي إذا أنت تعبان، اذهب إلى

بيتك، وجلس مع الرجل واستمع له بابتسامته المعهودة، قبل أن نتناول طعام الإفطار، وظل معه قرابة ساعة". وتابع

عنان "أن الشيخ ياسين قال لي بعد أن ذهب الرجل، أهكذا الدعوة يا زياد". وأردف عنان قائلا "هذا الموقف لم أنساه

في حياتي.. علمني كيف أتعامل مع الناس، حيث قال لي أنت تريد أن توصل رسالة إسلامية للناس، فكيف تريد

أن تكون إنسانا داعية للحق بسلوكك هذه الطريقة، وكان دائما يوصينا أن نكون رفقاء بالناس،

ولا نستخدم أي أسلوب قاسي، مع أي منهم حتى المعتدي". وأكد أنهم عملوا على

حل مشكلات لها عشرين سنة، عالقة في المحاكم. وكانوا يعودون للشيخ

إذا صعبت الأمور عليهم، مشيرا إلى أن توجه الناس للشيخ، وليس للمحاكم، كان بسبب

"أن الناس كانت عندهم قناعة كاملة أن هذا الرجل (الشيخ ياسين) كان عمله لله تعالى،

وليس لأي مصلحة، وأنه عادل".


نصرة الضعفاء :

أورد عنان "قصة رجل من عائلة كبيرة بغزة، تزوج من امرأة عائلتها ضعيفة،

وكان يعاملها بقسوة، فتوجهت الزوجة للشيخ، وقالت له إن زوجي فلان من عائلة كبيرة

اعتدى علي، وأخذ ذهبي وطردني، فقال الشيخ احملوني وخذوني إليه، وذهبنا إلى هذا الرجل

وقال له إن هذه البنت هي بنتي وإياك أن تتعدى عليها وارجع لها حقوقها".

وأضاف "أن الناس أصبحوا يعرفون أن الشيخ يعمل لله، وينصر الضعيف،

فانتشر اسمه بعنوان الإصلاح، فأصبح الناس يسحبون أوراقهم من المحامين والمحاكم،

ويتوجهون للشيخ، الذي كانت عنده قدرات مميزة في هذا الأمر، ونحن حينما

اعتقل الشيخ عام 1419هـ= 1989 افتقدناه، لكن الشيخ كان من أهدافه توزيع المهام،

ولما استطاع أن يوزع المهام أصبح العمل الاجتماعي يسير بهمته، ويقام على أكمل وجه".


وقال: "إن الشيخ كانت عنده حلول سحرية، حيث إن هناك مشكلات نحن كنا نقف أمامها عاجزين،

ولا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نحلها، وعندما نتوجه إلى الشيخ ويجلس مع الأطراف، وخلال الجلسة،

يتحدث الشيخ بلكمات مقنعة جدا، ويتمكن من حل هذه المشكلة" بين المتخاصمين.
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 04-04-2004, 08:44 PM
  #6
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
تابع الملف المتكامل للشيخ ياسين

سر النجاح في الإصلاح:

وأضاف "أن الشيخ كان يقول لنا إذا أردتم أن تنجوا في الدنيا والآخرة عليكم بتقوى الله..

هذه قواعد رسخها الشيخ في قلوبنا، وهذا الرجل عندما كنا نجلس معه كنا نخرج بعزيمة كبيرة جدا،

ويذكرنا بأن العدل بين الناس هو النجاح، وكنا عندما تأتي المشكلة نتذكر كلمات الشيخ ومعنوياته".

وتابع "صحيح أن الشيخ ترك فراغا كبيرا، ومن الصعب أن يملأه أحد، لكن سنواصل هذا العمل، لأن الإصلاح

بين الناس عمل رائع، كما إن الشيخ في هذا الجانب زرع بذورا وهذه البذور ستنمو وتترعرع ". وأوضح عنان

أن الإصلاح بين الناس كان من أولويات الشيخ، وأهم شيء في حياته، مشيرا إلى أن الدعوة التي قام عليها

الشيخ هي الإصلاح بين الناس، دون النظر إلى الجنس أو اللون. وأضاف أن "الإسرائيليين كانوا يعرفون أهمية

هذا الأمر، وكانوا يحسبون له ألف حسابه، لأن الإصلاح بين الناس يجمعهم، والاحتلال من هدفه التفرقة، حيث تم

استدعائي لدى المخابرات الإسرائيلية قبل اعتقالي بسبب عملي في لجنة الإصلاح". وتابع عنان "أنا سألت ضابط

المخابرات لماذا قلق من هذا العمل (الإصلاح بين الناس)؟ فقال: يقلقني جدا أني أجد إنسانا علاقته ممتازة مع جيرانه".

وأضاف "عند اعتقالي في السجون الإسرائيلية عام 1410هـ= 1990 أكدت لهم أني أعمل على حل المشكلات بين الناس،

قال هذا كلام غير صحيح.. أنتم منتشرين كالأخطبوط في كل شرائح المجتمع، وكل القضايا، فمن أين لكم القوة، قلت

له أننا نستمد القوة من العدل وقوة المنطق". وأوضح كذلك أن الشيخ ياسين ظل يتابع قضايا الموطنين ومشكلاتهم

حتى آخر لحظة في حياته، إما من خلاله مباشرة، أو من خلال لجان الإصلاح المنتشرة في كل أرجاء فلسطين. وقال

"إنه وقبل اغتياله بأربعة أيام، ورغم الظروف الأمنية الصعبة، إلا أن الشيخ جلس معنا جلسة مطولة، من أجل متابعة

عمل هذه اللجان، ومن أجل الاستماع إن كانت هناك أية مشكلات تواجهننا، والعمل على تطوير عمل هذه اللجان،

والوصول بها إلى أكبر عدد من المواطنين من أجل حل مشكلاتهم".


وهكذا فإن خروج غزة عن بكرة أبيها في تشيع جنازة الشيخ الشهيد أحمد ياسين كان أمرا متوقعا،

لاسيما وأنه تمكن من الوصول إلى كافة أفراد المجتمع، من خلال عمله الاجتماعي والإصلاحي بين الناس..

فرحم الله الشيخ ياسين.

الحركة من منطلق عقائدي صحيح: "إذا لم يكن الفرد منَّا مخلصًا لدعوته مستعدًّا لخدمتها، فأحسن له أن يتركها من الآن،

ولا داعي لأن يتعب نفسه"، وتنقل مجلة (تايم) عنه قوله: "إن الإيمان بالله وبرسالة الإسلام يعني أن تطلب الشهادة،

وأن لا تخشى الموت".

وتنقل مجلة (كريستيان ساينس مونيتور) عنه قوله: "... ونحن كمسلمين أيضًا نؤمن بالله،

ونعتقد أنه سيمنحنا القوة للتخلص من الاحتلال، إن الزمن يعمل لصالح المؤمنين، أولئك الذين يعيشون لله،

ويتبعون منهجه".

الوعي السياسي العميق من منظور إسلامي:


كان يوقن بأن قضية فلسطين قضية المسلمين الأولى والكبرى، ومحور الصراع الرئيس بين الإسلام وخصومه..

يقول د. "عبدالله محمد": "سألني ذات مرة: أي الشعوب التي أعرفها أكثر التزامًا بالإسلام؟ فأجبته بما أعلم،

فقال: وكيف اهتمامهم بالقضية الفلسطينية؟ قلت: ضعيف، فقال: إذًا فهم لا يفهمون الإسلام حق الفهم".


وكانت له قراءة جيدة وواعية للواقع الفلسطيني والعربي والإسلامي،


وهاهي مقتطفات من حوارات وتصريحات له على فترات زمنية متباينة تبين مدى ما تمتع به من حنكة سياسية:


فكان من حواره مع صحيفة (النهار المقدسية) أن سأله المحاور:ألا يُعتبر تهاون الدول العربية تجاه قضية

فلسطين مبررًا للمرونة التي تبناها "عرفات"؟ الجواب : والله لا أعتقد أنه إذا أخطأ الآخرون أن نخطئ مثلهم،

علينا أن ندرك ذلك، إذا أخطأ العرب وتهاونوا، فليس لنا الحق في أن نخطئ ونفعل مثل ما فعلوا. ولكن القضية.

. قضية عربية؟ بل هي أكبر، إنها- في نظري- قضية إسلامية. ولكن ألا تلاحظ تخاذل المسلمين؟ الزمن جزء من العلاج،

والعالم اليوم سيختلف بعد سنوات عما هو عليه الآن.

س: هل تعترف بالكيان الصهيوني :

لو اعترفت بالكيان الصهيوني لانتهت المشكلة، ولم يتبق لي حق في فلسطين.


وفي حديث لمراسل صحيفة (يديعوت أحرونوت) الصهيونية، قال:

"إن الحل إقامة دولة إسلامية على كامل التراب الفلسطيني، يعيش فيها العرب واليهود

والمسيحيون تحت قيادة المسلمين".


والعنصر الثالث والرابع ، السيرة الذاتية : ومع أسرة الشيخ إن شاء الله غدا الاثنين
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 05-04-2004, 10:53 AM
  #7
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
بسم الله

العنصر الثالث والرابع ، السيرة الذاتية ، ومع أسرة الشيخ

ثالثا : سيرته الذاتية :

فقد أعطي من نفسه القدوة للمسلمين ،

واقتدى هو بالصحابي الجليل الذي قدم نفسه للجهاد وبإمكانه أن يتخلف

وقد رفع الله عنه الحرج، ولكنه أراد أن يطأ بعرجته أو برجله بعد أن تشفى الجنة ،

وقد قدم أبنائه الأربعة للجهاد ، فقد أَتَى عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أُقْتَلَ أَمْشِي بِرِجْلِي هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ

وَكَانَتْ رِجْلُهُ عَرْجَاءَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ ، فَقُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ وَمَوْلًى لَهُمْ

فَمَرَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:" كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّة"ِ. رواه أحمد وغيره.


فحين نسمع عن إنجازات الشيخ ياسين ندرك تمامًا قول الله تعالى في الحديث القدسي: "فإذا أحببته كنتُ: سمعه الذي يسمع به،

وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها" رواه البخاري.


قسوة الحياة مبتدؤه :


ولد الشيخ أحمد إسماعيل ياسين الذي عام 1357هـ= 1938م

في قرية (الجورة) قضاء (المجدل) جنوبي قطاع غزة، لجأ مع أسرته إلى

قطاع غزة بعد حرب العام 1368هـ= 1948م، ليعيش بعدها فترة من شظف العيش وقسوته؛

فقد مات والده وهو ابن خمس سنين، واضطر إلى اللجوء إلى قطاع غزة عقب هزيمة عام 1948م

وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، واقتات هو وأهله ما كان يتبقى من معسكرات الجيش المصري هناك،

ثم كانت ثالثة الأثافي في عام 1952م حين تعرض لحادثة وهو ابن الرابعة عشرة أثناء ممارسته الرياضة مع بعض أقرانه؛

حيث أصيب بكسر في فقرات العنق، نتج عنه شلل جميع أطرافه شللا تامًّا؛ ليعرف حينها أنه سيبقى رهين الكرسي طيلة حياته.


الأمراض : بالإضافة إلى إصابة الشيخ بالشلل التام، فإنه يعاني من أمراض عدة منها (فقدان البصر في العين اليمنى

بعد ضربه عليها أثناء التحقيق، وضعف شديد في قدرة الإبصار للعين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن، حساسية في الرئتين،

وأمراض والتهابات باطنية ومعوية)، وقد أدى سوء ظروف اعتقال الشيخ وتكرار ذلك إلى تدهور حالته الصحية ممَّا

استدعى نقله إلى المستشفى مرات عدة.


قوة الإرادة والاعتقال :


كان ما أصاب الشيخ ياسين وهو في سنه الصغيرة

تلك كفيلا بأن يقضي على حياة أي إنسانٍ؛ ليموت وهو ما زال حيًّا،

لكن الشيخ لم يكن من ذلك النوع المستسلم اليائس؛ إذ سرعان ما أكمل تعليمه الثانوي في العام الدراسي 57/1958م،


شارك "أحمد ياسين" وهو في العشرين من العمر في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجًا على العدوان الثلاثي الذي استهدف


مصر عام 1375هـ= 1956م، وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة؛ حيث نشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على


غزة، مؤكدًا ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم. ثم نجح في الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض على حالته الصحية؛

فعمل مدرسًا للغة العربية والتربية الإسلامية، ثم خطيبًا في مساجد غزة، فقد كانت مواهب "أحمد ياسين" الخطابية قد بدأت تظهر

بقوة، ومعها بدأ نجمه يلمع وسط دعاة غزة، الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابرات المصرية العاملة هناك،

فقررت عام 1385هـ= 1965م اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية،

والتي استهدفت كل من سبق اعتقاله من جماعة (الإخوان المسلمون) عام 1374هـ= 1954م،

وظل حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر ثم أفرج عنه، وقد تركت فترة الاعتقال في نفسه آثارًا مهمة

لخصها بقوله "إنها عمقت في نفسه كراهية الظلم، وأكدت فترة الاعتقال أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل

وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية.وأصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيب عرفه قطاع غزة لقوة حجته وجسارته

في الحق، وانتمى إلى الإخوان المسلمين فكرًا وتنظيمًا. وبعد هزيمة 1967م استمر الشيخ أحمد ياسين رغم الاحتلال

في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه، ونشط كذلك في جمع التبرعات ومعاونة

أسر الشهداء والمعتقلين، ثم أسس المجمع الإسلامي في غزة عام1376هـ= 1973م، وبقي رئيسًا له حتى عام1404هـ= 1984م.


الاعتقال مرة أخرى بيد اليهود : وفي عام1403 هـ= 1983 اعتقل الشيخ أحمد ياسين بتهمة حيازة أسلحة، وتشكيل تنظيم

عسكري، والتحريض على إزالة الدولة العبرية من الوجود، وقد حوكم الشيخ أمام محكمة عسكرية صهيونية أصدرت عليه حكمًا

بالسجن لمدة 13 عامًا، ثم ما لبث أن أفرج عنه عام 1405هـ 1985م في إطار عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة

الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، بعد أن أمضى 11 شهرًا في السجن.


التنظيم : ثم أسس الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من النشطاء الإسلاميين الذين يعتنقون أفكار الإخوان المسلمين تنظيمًا لحركة

المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة عام 1407هـ= 1987م، وكان هدف هذا التنظيم مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بغية تحرير

فلسطين.. كل فلسطين، وكان له دورٌ مهمٌّ في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في ديسمبر من العام نفسه، والتي اشتهرت

بانتفاضة المساجد، ومنذ ذلك الوقت والشيخ ياسين يُعتبر الزعيم الروحي لتلك الحركة.


الاعتقال المتكرر:

ومع تصاعد حملات المقاومة الفلسطينية ازدادت ملاحقة إسرائيل للشيخ ياسين؛ فقاموا في عام1418 هـ= 1988م

بتفتيش بيته، وهددته بدفعه بكرسيه المتحرك عبر الحدود، ونفيه إلى لبنان، ثم قامت في 1989م باعتقاله مع المئات

من أعضاء حماس في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال

ومستوطنيه، واغتيال العملاء. وفي1410هـ= 1991م أصدرت المحكمة الإسرائيلية عليه حكمًا بالسجن مدى الحياة مضافًا إليه 15 عامًا،

ولبث في السجن بضع سنين .


الإفراج:

أفرج عنه عام 1417هـ= 1997م بموجب اتفاقٍ جرى التوصل إليه بين الأردن

والكيان الصهيوني للإفراج عن الشيخ مقابل تسليم عميلين صهيونيين اعتقلا في الأردن

عقب المحاولة الفاشلة لاغتيال الأستاذ "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

التعرض للاغتيال:حاولت إسرائيل اغتيال الشيخ التي عدة مرات كان آخرها في1423 هـ= 2003م حين استهدفت

المروحيات شقةً في غزة كان يوجد بها الشيخ، وكان معه الأستاذ إسماعيل هنية و أصيب الشيخ على إثرها بجروح

طفيفة في ذراعه اليمنى.
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 05-04-2004, 11:39 AM
  #8
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
الحوار منهجه :


كان الشيخ دائمًا من المنادين بالوحدة الوطنية،

وقد تبنى طوال حياته مواقف مرنة تجاه السلطة الفلسطينية،

وقد حظي مرارًا باحترام رئيس السلطة الفلسطينية وكبار القادة،

وعمل على تحسين العلاقات مع السلطة. كما عُرف عن الشيخ ياسين استعداده للحوار مع الجميع،

وقد صرح مرة قائلا: "نحن في حركة المقاومة الإسلامية حماس لم نغلق الباب أمام الحوار مع أي دولة

في العالم ولا الولايات المتحدة الأمريكية، بل هي مفتوحة للجميع".


الإيمان كلماته :السر يكمن في الإرادة، وإيمان الإنسان بالمبدأ الذي يسير عليه؛

فمن يريد الدنيا يقول: لو أن الدنيا ذهبت منه فقد خسر كلَّ شيء، لكن الإنسان المؤمن الذي

يؤمن أنه يعمل لله ويتأهب للموت ويتمنى الذاهب إلى جنة عرضها السماوات والأرض يريد أن ينتقل

من دنيا فانية إلى الراحة والطمأنينة والاستقرار عند رب العالمين؛ فهو ينتظر هذا اليوم، ويجاهد و يضحي

ويستبسل ويقاتل من أجل الفوز به ، ويحاول أن يثبت في الميدان حتى آخر رمق في حياته" ، وهذه بعض كلماته :


- "إن من مظاهر وعلامات السلامة أن تشعر الأمة بقلق إزاء قضية فلسطين، قضية الأمة، ولكن المقاومة مستمرة،

وفي كل يوم هناك عمليات وشهداء وتضحيات، أما قضية السور فهي هامشية".


- "أؤكد لكم أن الله غالب على أمره، وأن ثقتنا في الله أولا، ثم في شعوب أمتنا المسلمة، الشعوب

المؤمنة كبيرة وعالية، وأننا بفضل الله ثم بدعائكم ودعمكم سننتصر، وسيجعل الله لنا ولكم بعد عسر يسرًا".


- "هؤلاء المهرولون الذين انتصروا لمعصية الله لا يصلحون أن يدافعوا عن قضايا الأمة، وأن يقفوا في وجه الأعداء،

وسيلفظهم التاريخ كما لفظ من قبلهم، والأيام دول، وصدق الله العظيم القائل: {وتلك الأيام نداولها بين الناس}، وصدق الله العظيم

القائل: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}؛ فهؤلاء مفسدون لا بقاء لهم

في سجل الخالدين لا أحياء ولا أموات".


- "أؤكد لكم أن الشعوب أقوى من الأنظمة؛ فالشعوب تتحرك في هذه الأيام على

عكس ما ترى تلك الأنظمة وما يخطط له العدو؛ فسينتصر الإسلام، وسيهزم المشروع الأمريكي

الصهيوني على فلسطين بإذن الله، خاصة أن مبشرات النصر قائمة يرسمها شعبنا كل يوم بثباته وتضحياته

ومقاومته التي فرضت موازين الردع والرعب مع هذا العدو الذي ظن أنه لا يقهر، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".


الحرص على الشهادة :


لقد سار الشيخ على درب السلف الصالح متحديا الاحتلال بجبروته

انه الرجل الصامد المجاهد الشيخ ياسين ، الذي نذر حياته للإسلام ،

على الرغم من مرضه ، وأرعب الله تعالى به جنرالات بني صهيون ، ولم يمنعه المرض

و الشلل في ممارسة الجهاد بالنفس واللسان على أرض فلسطين حتى اللحظة الأخيرة


وهو يقول نحن طلاب شهادة ومشاريع شهادة .


الشهادة خاتمته :

في فجر يوم الاثنين غرة صفر 1425هـ الموافق 22 من مارس 2004م شاء الله تعالى أن يحقق للشيخ ما تمناه منذ سنين؛

حيث لقي الشيخ أحمد ياسين ربه شهيدًا بعد أدائه صلاة الفجر في المسجد، إثر غارةٍ صاروخية إسرائيلية اغتالته هو و8 من


الفلسطينيين أمام المسجد؛ لتنتهي قصة بطولة هذا القعيد الذي دعا واجتهد وأيقظ الأمة ، ولتتوقف أنفاسه،


معلنة جهاد جيلٍ بناه يواصل الصمود والثبات على القيم والفضائل كما رباه الشيخ بدمه وبقلبه


وبعقله وبإيمانه، فلن ينقطع عمله بموته فالصدقات مستمرة. حسن توكله :


قال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي مرة: "أنا لم أرَ إنسانًا في حياتي فوَّض أمره إلى الله كالشيخ أحمد ياسين".


فوض أمره لربه سبحانه في قسوة حياته حيث ولد ونشأ، وفي الشلل حيث سلبه ريعان شبابه، وفي جهاده واعتقاله ومحاولات


اغتياله، وأخيرًا في شهادته التي لقي الله تعالى بها. إنه القعيد الذي أقام العالم ولم يزل.. إنه الشيخ أحمد إسماعيل ياسين رحمه


الله تعالى، وتقبله في الشهداء.



رابعا : مع أسرة الشيخ ياسين :


صفاته وكلماته وسيرته من حوارات مع أفراد أسرته.



عطوف كريم مصرُّ على الشهادة..


لا يخشى تهديد شارون أو غيره.. هذا هو الشيخ المجاهد أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس،

الذي فجع الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية باستشهاده، فذرفت الدموع في فلسطين والعالم الإسلامي،

وصدمت الملايين بهذا الخطب الجلل، ولكن لماذا البكاء؟ أليس الشيخ على الحق؟ أليس شارون على باطل؟

أليست هذه أمنيته التي طالما تمناها؟! عطوف كريم هذا ما قاله شقيقه أبو نسيم قال : توفي والدي عام

1940 وكنت حينها مسؤولاً عن العائلة لأني الأكبر سنًا بين إخوتي، وكان الشيخ أحمد حينها في الخامسة من عمره،


كان نشيطًا ومجتهدًا، وعاش فترة صباه ومراهقته في رحاب المساجد ثم التحق في بدايات شبابه بالإخوان المسلمين،

حتى أصبح قائدًا للجماعة في القطاع، وعندما انتقلنا للسكن في معسكر الشاطئ شارك في بناء المسجد الغربي،

ثم المسجد الشمالي الذي بناه ثلاث مرات؛ حيث كان يهدم بفعل الأمطار. وأضاف أبو نسيم أنه كان يحب الخير ويكثر

من مساعدة الفقراء والأيتام والأرامل والطلاب المحتاجين والمرضى، وكان سخيًّا كريمًا في خدمتهم، وأذكر بأني

في إحدى المرات أرسلت له العشرات ليخدمهم، حتى إننا أردنا أن نشتري له أرضًا ليبني عليها سكنًا له فلم نجد

في بيته قرشًا واحدًا، فاشتريت أنا الأرض له ، كما أنشأ العديد من المؤسسات والجامعات والمدارس، وكان ينوي شراء

أرض ليبني عليها جامعة. وعندما سألنا أبو نسيم عن خصال أخيه الشيخ أحمد توقف برهة لتذرف دموعه بغزارة ثم قال:

لقد كان عطوفًا كريمًا، توفي وليس في بيته مال، كان يشاورني في كل أمر من أمور حياته.. صابرًا..؛ فقد عانى

من المرض منذ عام 52 إلا أنه لم يتأفف..، فهل يعتقد الصهاينة أنه مات أو أن حماس ستنتهي؟ لا.. فقد ربّى جيلاً مؤمنًا مجاهدًا.


مشتاق للجنة :


أما د. نسيم ياسين ابن شقيق الشيخ فقال: إن سبب شلل الشيخ المجاهد أنه أصيب أثناء

ممارسته للرياضة مع زملائه على شاطئ البحر عام 52 مما كان سببًا في شلل جسمه، ولكن ذلك لم يبعده

عن أداء دوره وواجبه. وأضاف أنه التحق بصفوف الإخوان المسلمين، وأثبت جدارته في مجال الدعوة خاصة بعد تعيين

مدرسًا في غزة، ولم يبخل يومًا على الدعوة بجهد أو وقت؛ فقام بأعباء الدعوة، في مساجد غزة، وأنشأ المسجد الشمالي،

الذي كان النواة الحقيقية لجماعة الإخوان في فلسطين، وأفنى حياته داعية حتى قوي وجود الإخوان في فلسطين،

وكان من ثمرة ذلك تأسيس العديد من المؤسسات الخيرية الإسلامية التي بدأت بالمجمع الإسلامي عام 73، وأوضح

أنه كان مثال الأب والأخ والعم الصالح الطيب الذي كان يعامل الجميع معاملة إسلامية، فيها من المرح والحب والرحمة

ما فيها، لقد كان عطوفًا حنونًا على الجميع؛ فكان يساعد المحتاجين، كما كان عطوفًا على الأطفال لدرجة أنهم كانوا يتعلقون به

فقد كان ابني عندما يأتي الشيخ إلى منزلي يركض في أرجاء المنزل فرحًا لما يراه من مداعبة ومرح من الشيخ له.


وقال د. نسيم ياسين ـ وقد بدا عليه التأثرـ: في آخر زيارة للشيخ إلى منزلي والتي كانت قبل عشرة أيام تقريبًا جلسنا

حتى الواحدة بعد منتصف الليل ونحن نتحدث في قضايا المسلمين، فقلت له أريد أن أنام، فقال لي اجلس وهل تتكرر هذه الجلسات؟

اجلس لنتحدث عن الجنة، فكلمته عن الجنة والحور العين، وأنا أقرأ عليه آية أو حديثًا، وهو يرد علي بآية

أو حديث أو قصة عن الجنة حتى طلع الفجر؛ فشعرت أن أجله قد اقترب، فقلت له هل أنت مستعجل للذهاب إلى الجنة؟

فقال لي: ومن لا يستعجل الذهاب إليها؟! ثم ذرف الدموع من عينيه، ثم ذكرت له رؤيا رآها أحد الأخوة الأفاضل حيث

رأى أن الشيخ يمشي على قدميه؛ فسأله أين عربتك يا شيخ؟ فقال: تركتها. وبعد أن ذكرت له ذلك قلت له:

إنك ستستشهد يا شيخ فهز رأسه وابتسم!.
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 05-04-2004, 12:06 PM
  #9
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
أداء الواجبات والتحدي لشارون :

وكان الشيخ لا يتوانى في مد تقديم العون لخدمة الأقارب ؛

فقد قدم بيتًا لصهره خميس مشتهى الذي استشهد معه، نظرًا لوضعه الصعب،

ولم يمنعه انشغاله من تقديم الواجبات الاجتماعية تجاه الأهل والأقارب ، فقد حضر مناقشة

الماجستير لأحد الأقارب من الساعة 9 صباحًا وحتى 2 ظهرًا، رغم مشاغله الكثيرة. وأضاف أحد أقاربه

: أن البيت قبل الاغتيال كان يعيش جوًّا من التوتر والقلق على حياة الشيخ نظرًا للتهديدات الكثيرة والمحاولة الفاشلة

التي تعرض لها، وكنا عندما نسمع أزيز الطائرات تحدث حالة طوارئ، وقد كنت عنده يوم الجمعة الماضي، وكان مريضاً،

فألححت عليه في الطلب بأن يخرج من المنزل للعلاج من ناحية، وخوفًا من الاغتيال من ناحية أخرى إلا أنه كان يرد علي بالقول:

سأتحدى شارون. وكان – رحمه الله – لا يحبذ التستر والتخفي، وأذكر بأن أحد الصحفيين قام بإجراء حوار معه قبل

أسبوع من استشهاده؛ فكان أن جاء في مقدمة الصحفي قوله: "بأننا نجري حواراً الآن مع الشيخ

من مكان ما في غزة لا نحدده لدواع أمنية"؛ فغضب الشيخ وقال أنا مستعد أن أجري

معك حوارًا في البيت، أنا لا أختبئ ، وقد قال سابقًا ألا يخجل موفاز من تهديد رجل مدني مشلول ؟.


هذا حوار مع ابنة الشيخ مريم ياسين وردودها بتصرف يسير قص ولصق من إسلام أون لاين


السؤال الأول : عن بيته :

والجواب: بيت الشيخ يتكون من 3 غرف،

في البيت شبابيك متهالكة جدا.. بيت متواضع جدا.. أبي لا يحب الدنيا،

يحب بيوت الآخرة. وقد عرض على أبي الكثير أن يكون له بيت مثل بيوت الرؤساء.

عرض عليه من السلطة بيت ضخم في أرقى أحياء غزة، لكنه رفض هذا العرض؛ لأنه يريد الآخرة

ولا يهتم بهذه الشكليات الدنيوية، البيت مساحته ضيقة. لا يوجد بلاط. المطبخ متهتك جدا. في الشتاء بارد جدا

. والصيف حار جدا. لا يفكر مطلقا في تجديد البيت؛ لأنه كان مشغولا في تجهيز بيته في الآخرة. أما عن الوضع النفسي

فالحمد لله رب العالمين صابرون. وإن شاء الله نراه في الآخرة.. صابرون ونتمنى الشهادة مثله. والحمد لله الميتة مشرفة وترفع

رأسنا. الحمد لله صابرة. الوالدة تأثرت جدا. والآن الحمد لله صابرة وإن شاء الله تكون من الصابرين، والأخوات جميعا صابرات.

ويتمنين الشهادة مثله. والأخوة ربنا يخفف عنهم ويشفيهم، حيث هم في العناية المركزة ووضعهم صعب. والحمد لله

عبد الغني خرج من العناية. الوالد كانت معاملته طيبة جدا لنا. كان أبا حنونا رحيما بأطفاله وشعبه وكان عطوفا جدا.

كان يعطف على الصغير والكبير، لم يبخل على أي أحد. استشهد معه زوج أختي خديجة أحمد ياسين، واستشهد معه

خميس مشتهي رحمه الله.


السؤال الثاني :

هل كانت قضية فلسطين تشغله عن بيته، أم أنه كان يجد متسعا من الوقت ليوفق بين مختلف أمور حياته؟


الجواب: لا شك أن اهتمامه بقضية وطنه كانت تملأ عليه كيانه، وتأخذ معظم وقته، إلا أنه كان يقتطع

من أوقات راحته القليلة ليتابع أمور زوجته وأولاده وأحفاده. فهو رغم مشاغله

لم ينقطع عني في أي مناسبة؛ فكان يشاركني أفراحي في ميلاد أبنائي،

وكان في رمضان لا ينسى أن يمر في أوله وآخره. وفي الأعياد كان يجلس بين أحفاده يداعبهم ويقبلهم؛

فكان رغم المشاغل الكثيرة مثالا للأب الحنون والإنسان العطوف. لم يكن ليِّنا فقط مع أبنائه وبناته، ولكن أيضا مع جيرانه؛

فكان يشاركهم في جميع مناسبتهم كما لو لم يكن عنده من مشاغل وهموم وطنية.


السؤال الثالث :كيفية الحرص على مستقبل الأبناء ؟ الشيخ رحمه الله كان

حريصا على أن يكون مستقبل أبنائه مستقبلا إيمانيا؛ فكانت تهمه عبادة الله وعلاقتهم

مع الله سبحانه وتعالى. كان يهتم بمستقبلهم الدنيوي؛ فعلمهم وأوصلهم إلى التوجيهية (الثانوية العامة)؛

حيث لم تكن ظروفه المادية تسمح له أن يدخلهم الجامعات. ورغم أن أبي كان يستطيع أن يتصرف في كثير من الأموال

فإنه لم يسمح لنفسه أن يستخدمها مطلقا في أمور شخصية. ولذلك فالحمد لله جميع بناته منقبات. وجميع أبنائه من أبناء الحركة


الإسلامية. وإخواني عبد الحميد وعبد الغني كانا مشاركين لوالدي في مشواره الجهادي، والحمد لله كانت تنشئنه لنا إيمانية،

وضمن لنا مستقبلا دنيويا مستورا.


السؤال الرابع :

تهنئة ووصية ، الأخت الفاضلة أم همام، نحن لا نعزي بالشهداء،

ولكن نهنئ بشهادتهم؛ فقد حازوا أعلى الأوسمة رغم أنف عدوهم، والعدو الصهيوني

أراد قتل الشيخ أحمد ياسين، ولم يعلم أنه كان سببا في حياته الأبدية، فأقول لكل فلسطيني

وكل أهل الشيخ ياسين: هنيئا لكم حياته الجديدة الأبدية عند رب العالمين بين النبيين والصديقين،

وحسن أولئك رفيقا. ولكل من يحب الشيخ ياسين عليه أن يعمل بعمله ويلتزم بوصيته.


والسؤال الخامس:


ألم يكن شيخ الشهداء يعلم أنه مرصود،

وأنه لم يكن أبدا بعيدا عن مرمى العدو في كل وقت؟

وبرأيك ما الهدف من توقيت هذه العملية في هذا الوقت بالذات والعدو الصهيوني


يعلن عن اعتزامه الانسحاب من غزة وفك الارتباط؟ •

بصفتي أحد الفلسطينيين في بلاد الغربة

وقد ولدت وعشت طوال سنوات

عمري حتى الآن في الغربة بعيدا عن وطني،

وقد شغلتنا الحياة وما يسمى بالبحث عن لقمة العيش اليومية

عن ساحات الأحداث والتغلغل في أعماق الإحساس الفلسطيني، والاكتفاء بالمتابعة عن بعد

، والتأثر لحظيا بالأحداث ثم نسيانها بسبب الانشغالات اليومية. أقول: كيف كان يفكر شيخ الشهداء

في فلسطينيي الغربة والشتات؟ وكيف كان يراهم من منظوره الخاص؟ و هل كانت له تطلعات خاصة بالجيل

الجديد ممن ولدوا في خارج وطنهم؟ لماذا لم تكن له توجيهات عبر وسائل الإعلام المتاحة لشحذ همم الشباب بالخارج وتقوية


مشاعرهم التضامنية واستجلاب دعمهم لضمان استمرار الدعوة لتحرير الأرض من الداخل والخارج؟

هل كان يعلم شيخ الشهداء عندما أطلق سراحه من المعتقل بأنه كان ضمن

صفقة لتبادل شيخ المجاهدين باثنين من الخونة الحثالة؟

وهل كان موافقا على ذلك؟ ولماذا؟
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129
قديم 05-04-2004, 12:11 PM
  #10
بلوبيرد
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,722
بلوبيرد غير متصل  
اخي همام
شكرا لك على هذا الموضوع الاكثر من رائع
وهذا اقل جميل ان نرده لهذا الشهيد البطل
وهو تذكير للاجيال بالتضحيات التي قدمها ويقدمها
الشعب الفلسطيني يوميا .

جزاك الله خير الجزاء اخي الحبيب

اخوكم
بلوبيرد
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:27 AM.


images