السلام عليكم
لا ألوم كثير من المتأخرات بالزواج أو المطلقات والأرامل على قلقهن وترقبهن وحرصهن على
الإرتباط الزوجي ،
فلا شك أنه قلق من فوات الأيام ، وملل من القيل والقال ، واحتياج نفسي وعاطفـي ورغـبـة
ملحة في الشعور بالاستقرار والأمان وبناء أسرة وحنين إلى الأمومة وغير ذلك من دوافع جدا
مقنعـة ، ودافعـة للرغـبة في الارتباط الزوجي ، ولكن
كل تلك الدوافع والأسباب لايجب أن تكون سبـبا للتـنازلات الضارة والتغاضى عن دين وخلق
الزوج ، وموافقة لمجرد الهروب من واقع أتعـبك ، واعلمى أن هذا الواقع الذى ترفضينــــه
قد يكون أفضل الف مرة من واقع قد تصادفيه مع رجل لايخاف الله وأخلاقه سيئة يجعلك بين
نار الصبر ونار الفراق والفشل الزوجي وغالبا سيكون إنسان انتقامي لن تحصلى منــه عـلى
الخلاص بسهولة ، لاتقولى أنا كبرت ولا تقولى ليس هناك من يتقدم لى وطال انتظاري !!
كوني صبورة فا الرمضاء أخف من النــار حتى يسوق الله إليك من ترضين دينه وخلقه وكـم
تنازل الناس وقبلوا برجل أخلاقه سيئة وظنوا أنه مع الزواج سيعتدل وأن الزوجة ستروضــه
وما روضته ولا استطاعت عليه بل عادت وخلفها من الأطفال ماتبكي لحالها وحالهم تضيـــق
بها الدنيا وتتجرع مرارة العيش ، وكم تتمنى لو بقيت دون زواج 0
وكم زوجة بذلت من الجهد ما الله به أعلم لتصلح حال الزوج ولكن الطبع لايتغير ، تعبت وضحت
وسترت ، وصبرت ، ومازادها ذلك إلا ألما وحسرة ،
تأكدى من الرجل واسألى عنه كثيراً فهناك أناس سامحهم الله يخفون عيوب الرجــل حـيـــن
يسألون عنه ظنا منهم أن حاله سوف تنصلح بعد الزواج ، وكان الأولى بهم ذكر عيوبه وترك
الخيار للزوجة وأهلها ليقرروا ، فذلك ليس من الغيبه ولا النميمة فحين سألت صحابية رسـول
الله عمن تختار من ثلاثة تقدموا لها بين لها عيوب كل واحد منهم وكان عيب أحدهم الفـقـــر
وأشار عليها به الرسول صلى الله عليه وسلم فقبلت به 0
إحذرى أن يدفعك أي سبب لتقبلي برجل لادين ولا خلق له مهما كان مركزه ومهما يكن من
رجل وإن قسم الله وخدعتي فيه ووجدتيه إنسان لايعـرف الدين ولا الخـلق الجميـل فابذلـى
جهد لإصلاحــــة قبل أن يكون لك منه أبناء ، فإن يأستي من حاله فاتركيه ولا تندمي عليه
أبدا ، وأسألى الله أن يعوضك خيراً فالطلاق أجمل من عشرة رجل لايصلى ولا يخاف اللــه
أختي نحن في زمن كثر فيه الخداع والغش فلا تكونى مستعجلة تدفعك اللهفة فقد يكون الثمن
أغلى مما تتصوري ، صدقينى أن بيت أهلك أرحم وأن كل ماتعانين من ظروف أرحم بكثير
من حياة زوجية أشبه بالجحيم ، لاتتنازلى ولا تتغاضى وأسألى عنه كثيرين ولا تهتمي أو
تخافي من كثرة السؤال خشية أن ينتقد الرجل كثرة سؤالكم عنه فتلك حياة ومصير وليـس
فيه مجاملة ولا حياء ، وإن غضب من كثرة السؤال وانصرف فلا تندمي عليه لأنه إنـســـان
لايعي ولا يفهم معنى المسئولية ولايقدر الأمور بميزانها الصحيح ،
أسأل الله في هذه الليلة المباركة ان يرزقكن الأزواج الصالحين ويستر عليكن في بيــوت
آمنه مطمئنة بحياة زوجية سعيدة ويصرف عنكن كل خادع وغشاش 0
أخوكــن الكـبـيـــر