قالت وهي تزفر قهراً … إنّ ابنتي لا تحترمني في المنزل … ولا أمام الآخرين .. هي ترفع صوتها عليّ … وترد كلامي تجاهلاً … لا تستجيب لطلباتي … ولا تسمع لنداءاتي … ولا تتفاعل مع نصائحي وتوجيهاتي …. فماذا أفعل … ؟ … قلت وماذا تريدين … قالت …أريدها أن تكون ابنتي كما ينبغي … ؟ قلت : حسناً سأجيبك…
الحـــلّ :
إنّ العلاج سهل وميسّر ، و لكن يحتاج إلى ثلاث مقدمات :
الأولى : تهيئة نفسية .
الثانية : تهيئة ثقافية .
الثالثة : تضحية ذاتية .
ولتحقيق التهيئة النفسية اتبعي الخطوات التالية :
1. اجعلي ابنتك صديقتك ، في لطف الكلام ، وحسن المعاملة ، والاستشارة في بعض الأمور ولو كانت بسيطة ، واشكريها على ما تشير به ولو كان لا معنى له .
2. أطلقي عليها وصفاً جميلاً ، يكون هو لقبها عندك عندما تنادينها ، مثل ( الوفيّة ، أو الدكتورة ، ونحوها ) .
3. تقبلي أخطاءها غير المقصودة مثل كسر الكأس ، أو إتلاف أثاث و نحوه ، من الأخطاء التي لم تقصدها ، إذ لا فائدة من الصراخ عليها لأن الكأس قد انكسر ، ولا فائدة من العتب لأنها لم تقصد ، ولكن يأتي التوجيه بعد أن تهـدأ من روعها .
4. أشعريها بقيمتها المعنوية بين قريناتها من بنات عمها وقريباتها ، لا بالاهتمام بمظهرها فقط ، ولكن بعقلها وحسن خلقها وحيائها .
ولتحقيق التهيئة الثقافية اتبعي الخطوات التالية :
1. اقرئي ما يهمك في العلاقات الأسرية وتربية الأولاد من الكتب والمجلات المتخصصة . أو مواقع الإنترنت الموثوقة ، وتثقفي بما يكفي لتستعينين به على النجاح ، وأنصحك باقتناء كتاب ( تربية الأولاد ) لمؤلفه / عبدالله ناصح علوان .
2. احرصي أن تكوني قدوة حسنه لها ، فإنه لا يمكن أن تنتظري منها تجاوب إذا كنت أنت على خطأ .
3. لا تأمريها بكل ما يرد في ذهنك ، ولا تنهها عن كل ما تكرهين ، فإنها ليست نسخة منك ، بل هي كيان مستقل لها مشاعر وأحاسيس ، وهموم ورغبات .
4. لا تكثرين عليها الأوامر والنواهي ، بل نوعي في أسلوبك ، فربما تحصلين على ما تريدين عن طريق القصة أو الطرفـة أو اللغز ، وربما عن طريق لقطة في التلفزيون أو بلوتوث مؤثر ، أو ورقة تعلّق على الحائط .
و لتحقيق التضحية الذاتية اتبعي الخطوات التالية :
1. اصبري وتحملي ، لأن ابنتك لا تخلو من أن تكون في مراحل العمر التالية :
ـ دون السنة السابعة فهي صغيرة جاهلة بريئة .
ـ فوق السابعة ودون البلوغ فهي مميزة ، ولكنها فترة معاندة ومحاولة إبراز الذات .
ـ مرحلة البلوغ وهي مرحلة الاستقلال والمراهقة بكل تفاعلاتها العاطفية والنفسية ، وتسودها في الغالب العصبية والبكاء وفرض الرأي ولو كان خاطئاً .
2. إن الصبر لا يعني أن تكتمي الغضب في نفسك ، فهذا مضر بكِ ، بل لا تحملي الغضب أصلاً حتى تستطيعي أن تعالجي المشكلات ، فإن الغضب يمنع من التفكير السليم والعمل الصحيح .
إنّك ـ بحول الله ـ إذا سلكتي هذه المقدمات سترين احتراماً متبادلاً ، وامتثالاً وتجاوباً ……….
__________________
الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة....