وِرد البيت السعيد - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-2005, 10:28 PM
  #1
عمرية
عضو جديد
 الصورة الرمزية عمرية
تاريخ التسجيل: Aug 2004
المشاركات: 29
عمرية غير متصل  
tongue3 وِرد البيت السعيد




وِرد البيت السعيد د / أكرم رضا
*********

للأوراد فى حياتنا موقع عظيم ، فمنها ما نستجلب به الرزق ، ومنها ما نحصد به الحسنات ، ومنها ما يمحو به الله السيئات ، ومنها ما نستشعر معه الراحة النفسية .

فهناك ورد الصلاة حيث نتواصى بركعات السنن الرواتب ، وركعات الليل الغالية .

وهناك وِرد القرآن ، حيث نتلو أجزاء من القرآن يومياً متدبرين متفكرين.

وهناك وِرد الصوم ، حيث نصوم أياماً من غير الفرض .

وهكذا فأى هذه الأوراد يمكن أن نسميه وِرد الفهم ، وأيها وِرد العمل ، وأى هذه الأوراد يُحدد علاقتنا بالآخرين ، ويضبطها ويقومِّها .

إننى عزيزى الزوج و الزوجة أعرض عليكما شكلاً آخر من أشكال الأوراد القرآنية ، يتعلق بالفهم والإدراك الواعى . هذا الوِرد القرآنى الذى
سميناه (( الدستور القرآنى للبيت السعيد )) اخترنا فيه عشرة مواقع قرآنية تلقى بظلال السعادة على البيت والمطلوب منكما يتلخص فى ثلاث كلمات :-

" .. اقرأ ... افهم ... اعمل ... "

أما متى ؟ أما كيف ؟ فكل هذا متروك لكما ، فقط نفِّذا هذه الثلاث ، اقرأ حتى تكتسب حسنات ، وافهم لتعلم ما لك وما عليك ، واستعن بكتب التفسير ،و اعمل ، لعلك يكون مِنَ الذين جعلوا الأوراد عملاً ، فتصبحا بحق زوجين متدينين .


الدستور القرآنى للبيت السعيد :-

1- " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ
أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {21} " سورة الروم

2- " نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ
وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
{223}" سورة البقرة

3- " وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ
وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ {228} " سورة البقرة


4- " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ {34}" سورة النساء



5- " فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ
فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ
كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً {129} " سورة البقرة


6- " وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً {128}" سورة النساء

7- " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً {19} " سورة النساء


8-" فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ
سَرِّحُوهُنَّ {231}" سورة البقرة


9- "وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {237} " سورة البقرة

10- " وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا
هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا
لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً {74} " سورة الفرقان

عَقدُ الزواج

عُقدَةٌ ... و آيةٌ ... وميثاق غليظٌ

فى أحد احتفالات عقود الزواج دعانى أصحاب العُرس لإلقاء كلمة بين يدى إشهار العقد ، ولما وقفتُ أمام الجموع الجالسة من الجنسين ، ورأيت الفرحة تتراقص فى العيون ، والكل ينتظر الذى سوف يقوله المتكلم فى العقد !

وأحسبهم يتساءلون : وهل الليلة تحتاج إلى كلام ؟! إن نسمات الهواء الراقص حولنا تُعبر عن كل المعانى فى القلوب .

وسكت قليلاً أنظر إليهم حتى لم أعد أسمع إلا الأنفاس ، وبعد الحمد لله والثناء عليه قلتُ متسائلاً :-

- هل أنتم مدركون أنا هناك حشد فى السماء ينظر إلى ما سيجرى الآن ؟

الكل سيجيب : اليوم عقد زواج ، وماذا فى عقد زواج ؟ أنه حدث يتكرر كل يوم تقريباً فى جميع أنحاء الأرض .

ما الذى يحدث فى السماء مقابل ما يحدث فى الأرض؟

هل علم واحد منكم أننا مقدمون على آية من آيات الله تستحق التسبيح ؟!

هل تعلمون أننا مقدمون على رباط ربطه الله يستحق التقديس ؟

هل تعلمون أننا مقدمون على حَدثٍ فى كون الله ، أفاض – سبحانه وتعالى – الحديث عنه فى القرآن الكريم ؟!

نريد أيها الأحباب أن نفهم معنى الزواج وحتى نفهم معنى الزواج لا بُد أن نعرف قَدر العَقدِ فى شريعتنا ، فعندما عبَّر القرآن عنه ، ذكره فى صياغات ثلاث ، فسماه الله تعالى آية ، وسماه عُقدة ، وسماه ميثاقاً غليظاً .

1- آية من آيات الله .

لقد ذكر الله هذا العقد وتلك العلاقة الإنسانية (الزواج) ضمن مجموعة من الآيات الكونية :
آيات سورة الروم (17-27) التى تبدأ بالتسبيح لجلال الله وعظمته فى خلقه " فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ " {17} سورة الروم

وثَنَّى بالحمد على ما خلقه – سبحانه وتعالى - ،
و أن كل ما خلقه مِن نَعَم للإنسان تستحق أن يشكر ربه عليها " وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ {18}" سورة الروم

وتنتهى بالثناء عليه – سبحانه وتعالى – وبيان عزته فى خلقه ، وحكمته وقَدرِه سبحانه وتعالى :- " وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " {27} سورة الروم


وبين التسبيح والحمد والثناء والحكمة مجموعة آيات مُبهرات من خَلقِه سبحانه وتعالى ، والعجيب أن هذه الآيات المُبهرات تَمُرُّ علينا ، ولكن فى الحقيقة معجزات ، يقف العقل أمامها مبهوراً ، من آيات خلق السموات والأرض ، واختلاف الألسنة والألوان ، والنوم ، والسعى .

ثن آيات البرق والمطر ، وإحياء الأرض وقيام السموات والأرض بمهماتهما ، كل ذلك بأمره سبحانه وتعالى .

بين كل هذه الآيات تأتى آية الزواج ، وكأنها آية من الآيات ، ومعجزة من المعجزات ، حيث يدعو الله فيها إلى التفكر وإمعان البصر .




" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ
أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون َ" {21} سورة الروم


فهى آية ؛ أن خَلَقَ الله الزوجة مِن نَفسِ الزوجِ ، وآية أن جعل الزوجةَ سَكَنٌ للزوج ، و آية أن جعل بينهما مودة و رحمة ، كل هذه آيات لقوم يتفكرون .

هل أدركتم أننا مقدمون على آية من آيات الله تستحق التسبيح ؟!

2- العَقدُ ... عُقدَة !!

سَمَّاه الله – تعالى – فى قرآنه عُقدَةً :-

يقول تعالى :- " وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ... {235} " سورة البقرة

ويقول تعالى : " إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ
الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ... " {237} سورة البقرة

و واضح مدى الرباط الشديد الذى يصنعه الزواج حتى يسميه الله – تعالى – عقدة ، وتأتى كلمة العَقدِ مِن هذه العقدة ، فإذا بنا ينادينا
ربنا – سبحانه وتعالى - : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ .. " {1}سورة المائدة

فنحن مقدمون على عَقدٍ ، نعقد فيه عقدةً وثيقة ، وأمامنا هذا الأمر الربانى : " أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ " فهل نلبى النداء ؟ ونوفى؟؟


3- الميثاق الغليظ

وسماه الله – تعالى – ميثاقاً غليظاً .

و الميثاق هو الحبل الذى يُوثق به ، و واضح الرباط بين الميثاق والعقدة ، و هو غليظ قوى ... تذكره دائماً .


ويُعرضه الله – تعالى - فى هذا الموقف الأسَرِىِّ ؛ حيث احتمال فك العقدة ، فيُذَكِّرُ سبحانه به ، فيقول :- " وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ
بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً {20} وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى
بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً
غَلِيظا ً {21} " سورة النساء

وبالنظر إلى القرآن نجد أن هذه العبارة – (( ميثاق غليظ )) - ، ذُكِرَت ثلاث مرات :-

الأولى :- فى هذه المرة ، تعبيراً عن عقد الزواج بين الرجل والمرأة .

الثانية :- فى قوله تعالى :- " وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ
وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً {7}" سورة الأحزاب
ذلك العهد بين الأنبياء – أفضل خلق الله – و ربهم بتوصيل الرسالة ، وبيان الحق والصدق فيه .

ويُعَقَّبُ الله – تعالى – على هذه الآية بقوله : " لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً {8} " سورة الأحزاب

ذلك العهد الذى أخذه على خَلقٍ مِن خلقه أن يحملوا رسالة التوحيد فى الأرض ، ذلك الميثاق الذى احتاج أن يرفع الطور فوقهم جبلاً يكاد يقع على الرؤوس تحذيراً ألاَّ يوفوا ، ولكنهم خانوا العهد ، ونقضوا الميثاق ، فحق عليهم الطرد واللعنة .

" فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ
بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ
فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً {155} " سورة النساء

والعلاقة الزوجية ميثاق غليظ بين الرجل والمرأة ، وكأن الله – تعالى – يُبينُ أننا نستطيع – بالالتزام بهذا الميثاق و الوفاء به – أن نرتقى إلى مرتقى الأنبياء ، وأن تُظَلِّلَ بيوتنا السََّكِينة ، وأن يحفنا رضا الله ، وأن تكون بيوتنا بيوت صادقين .

وإذا خُنَّنا هذا العهد ونقضنا الميثاق يكون مَثلُنَا مِثلَ هؤلاء الذين لعنهم الله ، و جعلهم قردة و خنازير ، وطَبَعَ على قلوبهم ، وتهوى الجبال على بيوتنا حزناً و نكداً وشقاء ً .

فهل أدركنا ما نحن مقدمون عليه اليوم ؟ إننا مقدمون على آية من آيات الله تستحق التسبيح ، وعُقدةٌ يعقدها الله سبحانه وتعالى تستحق التقديس ، وميثاقٍ غليظِ يستحق الوفاء .




المصدر:- وِرد البيت السعيد ل د / أكرم رضا
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:17 PM.


images