السلام عليكم
تقرأ كثيرا لبعض المتزوجـات أن الـزواج عليهـا تدميـرا لحياتها وبيتـها ولاتكتفــي
بذلك بل تبث هذه النظرية الغيـر دقيقة بين الأخريـات ، وتحاول كل ماجـاء الحديث
عن الزوجة الثانية أن تتكلـم عن ذلك وكأنها كارثة زوجيـة تدميـرية وتنفـي تماما
إيجابيات التعدد بل تهول سلبـياته ، وتحـتقـر كل مـن توافق على أن تكون زوجـة
ثانية وتعتبرها أنانية تبني سعادتها على شقاء أخرى ،
تظهر أمام الأخريات أنها قوية الشخصية ولاتسمح بذلك لزوجها بحال من الأحـوال
ولاتهمها حال أختها المطلقة دون ذنب أو الأرملة التي توفـى اللـه زوجهـا أو التي
كبرت ولم يتقدم لها الشخص المناسب 0
وتنسى أن الله سبحانه يسمع حديثها ويراى جبروتها ، وطغيانها ، وقلة حمدها
وشكرها على الستر ، فيحل بها غضب الله وعقوبته ليذيقها حال المطلقات فتخسر
زوجها وبيتها دون أن تعلم مالذي حصل وكيف تم ذلك ، ومع الأيام تتمنى لو تكون
زوجة ثانية أو حتى رابعة ، ويتسائـل من حولـها أيـن جبروتهـا ؟ أين طغيانها ؟
أين شخصيتها القويه ؟ وعندها ستدرك كم كانت مخطئة حين ظنت أن من توافــق
على أن تكون زوجة ثانية لم تكن أنانية ولم تكن تبني سعادتها على شقاء أخرى0
أختى المتزوجة : أمسكى لسانك وأحمدي الله وأشكريه أن سترك بزوجك وبيتــك
حتى وإن كنتى غصبا عنك تكرهين أن تشاركك أخرى بزوجك فلا ألومك ولكــن
أمسكي لسانـك ولاتـتهمـي من هن دون أزواج بالأنانية أو تحتقري من ترضى أن
تكون زوجة ثانية ، أو تنشري تلك النظرية الخاطئة 0
فكم دمرنا أنفسنا وحياتنا ، وأضعنا نعم الله منا بكلمات نحسبها سهلة وهي عند
الله كبيرة وعقوبتها شديدة فاحذري 0
وأنتن أخواتـي اللاتي تقـدم بكن السن أو طلقـتن أو ترملتـن هـذا ماقسـم الله لكن
فاحمدنه واشكرنه واستغفرنه فلربما أنكن وصلتن لهذا الحال لذنب تجهلنه فا دعونه
التـوبة والعـوض ، وتوكلـن علـى الله ولاترفضن متـزوج بأخـرى فقـط لهـذا السبـب
فإن ستر النفس وإعفافها بالحلال رضى لله ولو سخـط الناس اجمعـين ، ومن أرضى
الله بسخط الناس رضى الله علـيه وأرضى الناس عـنه ومـن أرضى النـاس بسخط الله
سخط الله عليه وأسخط الناس عليه ،
أقبلن بالرجل الصالح ولو كان لديه زوجة أخرى وأعففن أنفسكن بالحـلال وأجعـلن
النية رضى الله وطلب الستر ، وسيكون الله بإذنه تعالى معكن وإن سخط من حولكن
فالله سيرضيهم ، ويهديهم للصواب ،
أرفعن الظلم عن انفسكن بما أحل الله لكن واسألنه الغنى به عمن سواه وبحلاله عن
حرامه واحمدنه واشكرنه الذي أباح التعدد وتذكرن أن العمر قصير وإن طال فلايجب
أن نحرم أنفسنا من نعم الله ليرضى غيرنا ، فقد تقودنا النفس الأمارة بالسوء لما حرمه
علينا خشية الناس وننسى خشية الله ، وهذا والله هو الخسران المبـين 0
اسأل الله أن يغنينا جميعا به عمن سواه وبحلاله عن حرامه وأن يـيسر لنا جميعا كل
مافيه خير ويكتبنا مع الصالحين بمنه وجوده وكرمه أنه سميع مجيب 0
أخوكم الكبير