من تجالس؟ - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

الثقافة الاسلامية صوتيات ومرئيات إسلامية ،حملات دعوية ، أنشطة دينية.

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 25-09-2012, 08:23 AM
  #1
ابن عمر محمد
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 335
ابن عمر محمد غير متصل  
من تجالس؟

من تجالس؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:
فهذه وريقات جمعتها من أقوال النبي صل الله عليه وسلم ، وأقاويل العلماء والحكماء في الحث على الجليس الصالح، والتحذير من الجليس السوء، وبيان أثر هذا وذاك.
لم يكن لي من جهد في ذلك سوى الانتقاء والتقييد، والحصر في موضع واحد، لتكون بين ناظري إخواني في الله من الشباب الطموح.

أخي الشاب: اجعل من هذه الأقوال والأحكام نبراسًا تستضيء به، ولا تجعل اختيارك للصديق خاضعًا للمحبة الطبيعية أو الذوق أو المزاج، فكم من إنسان يحتمي من طعام يحبه أو شهوة تتطلع إليها نفسه، خوفًا من مغبتها في العاجل أو في الآجل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبد الله بن علي الجعيثن


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد.
فإن الله– سبحانه وتعالى– حدّد الغاية من خلق الجن والإنس بأنها عبادته وحده لا شريك له، فقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]. وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]، وقال: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 1، 2]. إلى غير ذلك من الآيات الدالة على تحديد الهدف من إيجاد الناس, وأنه عبادة الله وحده.
وقد اقتضت حكمة الله في خلقه أن جعل الإنسان ميالاً بطبعه إلى مخالطة الآخرين ومجالستهم والاجتماع بهم.
وهذه المجالسة والمقارنة لها أثرها الواضح في فكر الإنسان ومنهجه وسلوكه، وهي سبب فعال في مصير الإنسان وسعادته الدنيوية والأخروية. فالمرء يتأثر بجليسه، ويصطبغ بصبغته، فكرًا ومعتقدًا وسلوكًا وعملاً.
وقد دل على ذلك الشرع والعقل والواقع والتجربة والمشاهدة.
فمن دلالة الشرع ما أخبر به سبحانه عن ندم الظالم يوم القيامة, وتأسفه على مصاحبته لمن ضل وانحرف، وكان سببًا في انحرافه وضلاله. قال تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان: 27-29].
قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره ([1]):
(ويوم يعض الظالم المشرك بربه على يديه ندمًا وأسفًا، على ما فرط في جنب الله، وأوبق نفسه بالكفر في طاعة خليله الذي صده عن سبيل ربه، يقول: يا ليتني اتخذت في الدنيا مع الرسول سبيلاً، يعني طريقًا إلى النجاة من عذاب الله). وقوله: {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي}. يقول– جل ثناؤه– مخبرًا عن هذا النادم على ما سلف منه في الدنيا من معصية ربه في طاعة خليله: (لقد أضلني عن الإيمان بالقرآن، وهو الذكر، بعد إذ جاءني من عند الله فصدني عنه)([2]).اهـ.
وقال سبحانه وتعالى: }الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ{ [الزخرف: 67]. فالمتآخون والمتصاحبون على غير طاعة الله بعضهم لبعض عدو يوم القيامة، ومرد هذه العداوة وسببها هو كون بعضهم مُعينًا لبعض على الباطل، وداعيًا له إلى الانحراف والضلال, وأما الأخلاء المتقون فإن محبة بعضهم لبعض يوم القيامة أبلغ وأقوى منها في الدنيا، وذلك لأن بعضهم كان لبعض مُعينًا على الخير، ومشجعًا على الطاعة، ومحذرًا له من الشر.
وقال عليه الصلاة والسلام: «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة»([3]).
فبين عليه الصلاة والسلام أن الجليس له تأثير على جليسه سلبًا أو إيجابًا، بحسب صلاحه وفساده، حيث شبه الجليس الصالح بحامل المسك، فإنك إذا جالسته لا بد أن يحصل لك منه واحدة من ثلاث، إما أن يحذيك، أي: يعطيك ويهدي إليك، أو تشتري منه، أو على الأقل تجد منه الرائحة الطيبة المؤثرة على نفسك وبدنك وثيابك. فكذلك جليسك الصالح لا بد أن تستفيد منه، وتنتفع بمجالسته، كما سأذكر بعد قليل في فوائد مجالسة الصالحين وأهل الخير.
وشبه عليه السلام الجليس السوء بنافخ الكير– وهو زقّ أو جلد غليظ ينفخ به النار ([4])– فهو إما أن يتطاير عليك من شرر ناره فيحرق ثيابك، أو على الأقل تجد منه رائحة كريهة تُصيب بدنك وثوبك. وكذلك جليس السوء لا بد أن تتضرر بمجالسته، كما سيأتي تفصيل ذلك.
قال النووي رحمه الله في الكلام على هذا الحديث:
(فيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير، والمروءة ومكارم الأخلاق، والورع والعلم والأدب، والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع، ومن يغتاب الناس أو يكثر فُجره وبطالته, ونحو ذلك من الأنواع المذمومة)([5]).اهـ.
وقال ابن حجر رحمه الله:
(وفي الحديث النهي عن مجالسة من يتأذى بمجالسته في الدين والدنيا، والترغيب في مجالسة من ينتفع بمجالسته فيهما)([6]).
وقال السعدي رحمه الله:
(مثَّل النبي صلى الله عليه وسلم بهذين المثالين مبينًا أن الجليس الصالح جميع أحوالك معه وأنت في مغنم وخير، كحامل المسك الذي تنتفع بما معه من المسك، إما بهبة أو بعوض. وأقل ذلك مدة جلوسك معه, وأنت قرير النفس برائحة المسك، فالخير الذي يصيبه العبد من جليسه الصالح أبلغ وأفضل من المسك الأذفر، فإنه إما أن يعلمك ما ينفعك في دينك ودنياك، أو يهدي لك نصيحة، أو يحذرك من الإقامة على ما يضرك، فيحثك على طاعة الله وبر الوالدين وصلة الأرحام، ويبصرك بعيوب نفسك، ويدعوك إلى مكارم الأخلاق ومحاسنها، بقوله وفعله وحاله، فإن الإنسان مجبول على الاقتداء بصاحبه وجليسه، والطباع والأرواح جنود مجندة، يقود بعضها بعضًا إلى الخير أو إلى ضده. وأقل ما تستفيده من الجليس الصالح– وهي فائدة لا يُستهان بها– أن تنكف بسببه عن السيئات والمعاصي، رعاية للصحبة، ومنافسة في الخير، وترفعًا عن الشر، وأن يحفظك في حضرتك ومغيبك، وأن تنفعك محبته ودعاؤه في حال حياتك, وبعد مماتك، وأن يدافع عنك بسبب اتصاله بك ومحبته لك, وتلك أمور لا تباشر أنت مدافعتها كما أنه قد يصلك بأشخاص وأعمال ينفعك اتصالك بهم ... إلى آخر ما قال– رحمه الله تعالى-»([7]).
وفي الأسطر المقبلة سأتعرض بشيء من التفصيل للجليس, وأثره سلبًا وإيجابًا، فأذكر بعض الثمرات التي تجنى من الجليس الصالح، وما لصحبته من الأثر الخير على الإنسان في الدنيا والآخرة، وأذيل ذلك بذكر فضائل المحبة في الله وأثرها؛ لأن هناك نوعًا من التلازم بين المجالسة والمحبة، ثم أذكر بعض حصاد مجالس أهل الشر والفساد، وما يحصل لمجالسهم من الضرر والهلاك، ثم أختم البحث بذكر بعض ما أُثر من الترغيب في اختيار الجليس.
ومما لا شك فيه أن الناس يتفاوتون فيما بينهم، فمنهم من هو مفتاح للخير دال عليه، ومنهم من هو مفتاح للشر جالب إليه، كما قال r: «إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر، مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه» [أخرجه ابن ماجه ([8]) وحسنه الألباني ([9])].

ثمرات مجالسة الصالحين


الخير الحاصل والثمار التي تُقطف من مجالسة أهل الخير ومصاحبة الجليس الصالح كثيرة، يصعب إحصاؤها، وتتعذر الإحاطة بها، وحسبي أن أذكر في هذا المقام شيئًا منها.
1- فمنها أن مجالس الصالحين تشمله بركة مجالسهم: ويعمه الخير الحاصل لهم، وإن لم يكن عمله بالغًا مبلغهم. كما دل على ذلك ما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن لله ملائكةً يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم ربهم– عز وجل- وهو أعلم بهم: ما يقول عبادي؟ قال: تقول: [يعني الملائكة] يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك، ويمجدونك» فذكر الحديث بطوله.
وفي آخره: «قال: فيقول الله: فأشهدكم أني قد غفرت لهم، قال: فيقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة». وفي لفظ: «فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم، قال: فيقول: هم الجلساء لا يشقى جليسهم». وفي لفظ: «فيقول: وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم»([10]).
قال أبو الفضل الجوهري رحمه الله:
(إن من أحب أهل الخير نال من بركتهم، كلبٌ أحب أهل فضل وصحبهم, فذكره الله في محكم تنزيله. اهـ. ويعني بالكلب كلب أهل الكهف المذكور في قوله تعالى: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} [الكهف: 18]).
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره بعد إيراده لكلام الجوهري: (قلت: إذا كان بعض الكلاب قد نال هذه الدرجة العُليا بصحبته ومخالطته الصُلحاء والأولياء، حتى أخبر الله بذلك في كتابه جل وعلا، فما ظنك بالمؤمنين الموحدين المخالطين المحبين للأولياء والصالحين)([11]).
وقال الراغب الأصبهاني رحمه الله:
(قال بعض الحكماء: من جالس خيرًا أصابته بركته، فجليس أولياء الله لا يشقى، وإن كان كلبًا ككلب أصحاب الكهف)([12]).
2- ومنها أن المرء مجبول على الاقتداء بجليسه والتأثر بعلمه وعمله وسلوكه ومنهجه. فمُجالس أهل الخير يتأثر بهم. ومن المتقرر عند علماء التربية أن التأثير عن طريق القدوة أبلغ من التأثير بالمقال والنُصح، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل»([13]). فبين أن المرء مُشاكل ومُماثل لخليله وجليسه في الاستقامة والصلاح وعدمهما، ولذا قال مرغبًا في اختيار الجليس: «فلينظر أحدكم من يُخالل» أي: ليتبين من خليله، وليختر الخليل والصاحب المرضي في دينه وخُلُقه.
قال الخطابي رحمه الله: (قوله: «المرء على دين خليله» معناه: لا تُخالل إلا من رضيت دينه وأمانته، فإنك إذا خاللته قادك إلى دينه ومذهبه، فلا تغرر بدينك، ولا تخاطر بنفسك، فتخالل من ليس مرضيًا في دينه ومذهبه)([14]).
وقال سفيان بن عيينة رحمه الله:
(انظروا إلى فرعون معه هامان! انظروا إلى الحجاج معه يزيد بن أبي مسلم شرُ منه، انظروا إلى سليمان بن عبد الملك صحبه رجاء بن حيوة فقومه وسدده)([15]).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه:
(ما من شيء أدل على شيء ولا الدخان على النار من الصاحب على الصاحب)([16]).
وقال ابن مسعود أيضًا:
(اعتبروا الناس بأخدانهم [أي أصدقائهم]، فإن الرجل يُخادن من يعجبه نحوه)([17]).
وقال مالك رحمه الله:
(والناس أشكال كأشكال الطير، الحمام مع الحمام، والغراب مع الغراب، والبط مع البط، والصعو مع الصعو، وكل إنسان مع شكله)([18]).
وقال ابن تيمية رحمه الله:
«الناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض»([19]).
وقال بعض الحكماء:
(اعرف أخاك بأخيه قبلك)([20]). يعني أنه سيكون على مذهب ومسلك أخيه الذي جالسه قبل أن يجالسك.
وقال ابن حبان رحمه الله:
(إن من أعظم الدلائل على معرفة ما فيه المرء من تقلبه, وسكونه هو الاعتبار بمن يحادثه ويوده؛ لأن المرء على دين خليله، وطير السماء على أشكالها تقع)([21]).
وقال عدي بن زيد رحمه الله:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه=== فكل قرين بالمقارن يقتدي
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم === ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي ([22])
وقال المنتصر بن بلال رحمه الله:

يزين الفتى في قومه ويشينه=== وفي غيرهم: أخدانه ومداخلهْ
لكل امرئ شكل من الناس مثله=== وكل امرئ يهوي إلى من يشاكلهْ([23])


وقال عليه الصلاة والسلام: «الأرواح جنودٌ مجندةٌ، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف»([24]).
قال الخطابي رحمه الله:
(يقول إن الأجساد التي فيها الأرواح تلتقي في الدنيا، فتأتلف وتختلف على حسب ما جُعلت عليه من التشاكل أو التنافر في بدء الخلقة، ولذلك ترى البرّ الخيّر يحب شكله، ويحن إلى تربه، وينفر عن ضده، وكذلك الرهق الفاجر يألف شكله، ويستحسن فعله وينحرف عن ضده)([25]).
وقال ابن الجوزي رحمه الله:
(يستفاد من الحديث أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة عن ذي فضل وصلاح, فينبغي أن يبحث عن المقتضي لذلك؛ ليسعى في إزالته فيتخلص من الوصف المذموم وكذا عكسه)([26]).
3- ومنها أن جليسك الصالح يبصرك بعيوبك، ويدلك على أوجه الضعف عندك، وجهات النقص لديك، ومواطن العلل في نفسك وخلقك، فتنطلق نحو العلاج وإصلاح الخلل وإزالة العيوب، ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم شبه المؤمن في كونه مبصرًا لأخيه بعيوبه بالمرآة التي يرى فيها الإنسان عيوبه الظاهرة، فقال عليه الصلاة والسلام: «المؤمن مرآة المؤمن»([27]). فالمؤمن مرآة لأخيه، يرى من خلالها عيوبه السلوكية والمعنوية، وذلك أن أخاه يُريه أشياء قد لا يطلع عليها ولا يُدركها بنفسه، كما أن المرآة تطلعه على عيوب ظاهرة لا يراها إلا من خلالها. وتبادل العيوب بين أهل الخير مسلك متبوع مشهور.
قال الحسن رحمه الله: (المؤمن مرآة أخيه، إن رأى فيه ما لا يُعجبه سدده وقومه، وحاطه وحفظه في السر والعلانية)([28]).
4- أن جلساءك من أهل الخير يصلونك بأشخاص آخرين: فتنتفع بهم كما انتفعت بهؤلاء. فكم من شخص تعرف على واحد من أهل الخير، فما لبث أن تعرف على أفواج من الصالحين من خلال ذلك الشخص, فازداد بذلك خيرًا.
5- أنك تتعرف على أخطائك السلوكية: وفي أمور العبادة من خلال مقارنة أعمالك وسلوكك بما عليه جليسك الصالح من هذه الأمور، الذي لديه علم وإلمام بها، فتصلح تلك الأخطاء.
6- أنك تنكف بسبب جليسك الصالح عن المعصية. فإنك إذا جلست معه استدعى ذلك التأدب بمجلسه، وتخليت عن المعصية مراعاة لحرمته وتقديرًا لمكانته ومنزلته، فيكون ذلك الانكفاف, والترك الوقتي سببًا في الابتعاد الدائم عن هذه المحرمات.
7- أنه يرشدك ويدلك على أمور من أمور الخير ينفعك العلم بها. فيدلك– مثلاً– على أمور واجبة كنت غافلاً عنها أو متكاسلاً عن أدائها، ويُرشدك إلى كثير من النوافل والتطوعات التي تزداد بها خيرًا، وينبهك على أشياء محرمة كنت واقعًا فيها ويحذرك منها، ويشجعك على مشروعات متعددة من مشروعات الخير والبر.
8- أنك تنظر إلى علو مكانته في العلم والعبادة والدعوة والسلوك. وسبقه لك في مجالات كثيرة من مجالات الخير، فيكون ذلك مصلحة ومنفعة لك من وجهين:
الوجه الأول: زوال ما قد يُوجد لديك من العُجْب بالنفس والعمل حينما ترى من هو خير منك، والعُجْبُ من الأمور التي خافها النبي r على أمته، وعدّه أشدّ من الذنب، حيث قال صلى الله عليه وسلم : «لو لم تكونوا تُذنبون لخفت عليكم ما هو أشد من ذلك, العُجْبَ العُجبَ»([29]).
والوجه الثاني: أن ذلك يكون سببًا في منافستك له في هذه الأوصاف والأعمال، فتزداد حرصًا على تحصيل العلم، والقيام بالعبادة، وتحسين السلوك، وغير ذلك.
ولهذا قال عثمان بن حكيم رحمه الله: (اصحب من هو فوقك في الدين ودونك في الدنيا)([30]).
9- أن في مجالستهم حفظًا للوقت الذي هو الحياة، وهو الوعاء لكل الأعمال.
10- أن جليسك الصالح يحفظك في حضرتك ومغيبك، فلا يُفشي لك سرًا، ولا ينتهك لك حرمة، ويدافع عنك في مواطن تحتاج فيها إلى من يُدافع عنك.
11- أن المرء بمجرد رؤيته للصالحين والأخيار يذكر الله تعالى. وقد دل على ذلك الواقع والشرع، قال عليه الصلاة والسلام: «أولياء الله تعالى الذين إذا رؤوا ذُكِرَ اللهُ تعالى»([31]).
وقال في حديث آخر: «ألا أنبئكم بخياركم؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «خياركم الذين إذا رُؤوا ذُكِرَ اللهُ عز وجل»([32]).
فأثبت عليه الصلاة والسلام في هذين الحديثين أن للأولياء والأخيار تأثيرًا على من رآهم، وأن من يراهم يتذكر الله– عز وجل– بمجرد هذه الرؤية. ولعل سبب ذلك ما يجده فيهم من الهدي والسمت والهيبة، ونور الإيمان وحُسن السيرة. فإذا كان هذا يحصل لمن رآهم, فكيف بمن يجالسهم ويخالطهم.
ولهذا قال موسى بن عقبة رحمه الله: (إن كنت لألقى الأخ من إخواني فأكون بلقيه عاقلاً أيامًا)([33]).
وقال سفيان رحمه الله: (لربما لقيت الأخ من إخواني, فأقيم شهرًا عاقلاً بلقائه)([34]).
وقال أبو سليمان رحمه الله: (كنت أنظر إلى أخ من إخواني بالعراق, فأعمل على رؤيته شهرًا)([35]).
12- أنهم زين وأنس لك في الرخاء وعدة في البلاء. وهم خير مُعين لك على تخفيف همومك وغمومك وحل مشكلاتك، فتستنير بآرائهم ومشورتهم، لا سيما إذا ألمت بك الخطوب، وضاقت بك الدروب، وأعيتك المسالك.
خرج ابن مسعود– رضي الله عنه– مرة على أصحابه فقال: (أنتم جلاء حزني)([36]).
وقال أكثم بن صيفي رحمه الله: (لقاء الأحبة مسلاة للهم)([37]).
وقال عمر بن الخطاب– رضي الله عنه -: (عليك بإخوان الصدق، فعش في أكنافهم، فإنهم زين في الرخاء، وعدّة في البلاء)([38]).
وقال علي بن أبي طالب: (عليكم بالإخوان, فإنهم عدة في الدنيا والآخرة)([39]).
وقال رجل لداود الطائي رحمه الله: أوصني؟ قال: (اصحب أهل التقوى، فإنهم أيسر أهل الدنيا عليك مؤونة، وأكثرهم لك معونة)([40]).
وقال شبيب بن شيبة رحمه الله: (إخوان الصدق خير مكاسب الدنيا، وهم زينة في الرخاء، وعدة في البلاء، ومعونة على حسن المعاشرة)([41]).
وقال بعض الحكماء: (اصطفِ من الإخوان ذا الدين والحسب والرأي والأدب، فإنه ردءٌ لك عند حاجتك، ويدٌ عند نائبتك، وأنسٌ عند وحشتك، وزينٌ عند عافيتك)([42]).
وقال عبد العزيز الأبرش رحمه الله:

استكثرن من الإخوان إنهم=== خير لكانزهم من الذهب
كم من أخ لو نابتك نائبة=== وجدته خيرًا من أخي النسب([43])
وقال مهدي بن سابق رحمه الله:

تكثر من الإخوان ما اسطعت فإنهم === عماد إذا استنجدتهم وظهور([44])

13- أن أخوَّتك ومصاحبتك لأهل الخير سبب في دخولك ضمن الذين لا خوف عليهم يوم القيامة ولا هم يحزنون، وكذلك هو ضمان لاستمرار الصحبة وعدم انقطاعها، كما قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ * يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الزخرف: 67، 68].
14- أنك تنتفع بدعائهم لك بظهر الغيب في حياتك وبعد مماتك، فإن من عادة أهل الخير دعاء بعضهم لبعض، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكَّل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكَّل به: آمين، ولك بمثل» [رواه مسلم]([45]).
قال عبيد الله بن الحسن رحمه الله لرجل: (استكثر من الصديق (يعني الصالح)، فإن أيسر ما تصيب أن يبلغه موتك فيدعو لك)([46]).
ومن طريق ما يُروى ما ذكره الخطيب البغدادي رحمه الله في تاريخه في ترجمة الطيب بن إسماعيل رحمه الله (وهو أحد القراء المشهورين): (مِنْ أنه كان له صحيفة مكتوب فيها ثلاثمائة من أصدقائه، وكان يدعو لهم كل ليلة، فتركهم ليلة فنام، فقيل له في نومه: يا أبا حمدون– وهي كنيته-: لم تسرج مصابيحك الليلة!! فقعد فأسرج، وأخذ الصحيفة فدعا لواحد واحد حتى فرغ»([47]).
15- أن مجالس أهل الخير يهابها شياطين الجن والإنس، فمجالستهم حصن حصين من وساوس الشياطين وأذاهم، بخلاف مجالس الأشرار, فإنها مقر هذه الشياطين، وكذلك إذا كان المرء معتزلاً, فإنه عُرضة للوساوس الرديئة والأفكار المنحرفة التي يُلقيها الشيطان؛ ولذلك قال r: «عليك بالجماعة, فإنما يأكل الذئب القاصية»([48]).
16- أن المجالسة والمصادقة, والزيارة في الله سبب لمحبة الله تعالى. كما في الحديث القدسي، قال رسول الله r: «قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتزاورين في، والمتباذلين في» رواه مالك ([49]) رحمه الله بهذا اللفظ من حديث معاذ– رضي الله عنه– ورواه أحمد رحمه الله من حديث عمرو بن عبسة– رضي الله عنه– بلفظ: «لقد حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتصادقون من أجلي»([50]).
وعن أبي هريرة– رضي الله عنه– عن النبي r: «أن رجلاً زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكًا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله– عز وجل– قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه» [رواه مسلم]([51]).
17- أن مجالس الصالحين مجالس ذكر الله– عز وجل– وقد قال r: «لا يقعد قوم يذكرون الله– عز وجل– إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده» [رواه مسلم]([52]). وقال عليه الصلاة والسلام– أيضًا -: «ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله, ولا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم منادٍ من السماء أن قوموا مغفورًا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات»([53]).
18- أن المرء بزيارته لإخوانه في الله يطيب بنفسه، ويطيب ممشاه، ويتبوأ منازل عظيمة في الجنة. كما قال r: «من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله، ناداه منادٍ: أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً» [أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة ([54])– رضي الله عنه -].
وعن أنس– رضي الله عنه– عن النبي r قال: «ما من عبد أتى أخاه يزوره في الله إلا ناداه منادٍ من السماء: أن طبت وطابت لك الجنة، وإلا قال الله في ملكوت عرشه: عبدي زار فيَّ وعليَّ قِرَاهُ ([55]) فلم يرضَ له بثواب دون الجنة» [رواه البزار ([56]) وأبو يعلى ([57])].
وعن أنس– أيضًا– عن النبي r قال: «ألا أخبركم برجالكم في الجنة؟» قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: «النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة» [رواه الطبراني ([58]) وفي آخره زيادة].
19- وبالجملة, فالجليس الصالح منفعة لك من كل وجه في دينك ودنياك. كما قال r: «المؤمن إن ماشيته نفعك، وإن شاورته نفعك، وإن شاركته نفعك، وكل شيء من أمره منفعة»([59]). وقال عليه الصلاة والسلام: «مثل المؤمن مثل النخلة ما أخذت منها من شيء نفعك»([60]).
20- ومن ثمرات مجالسة الصالحين أنها تؤدي إلى محبتهم في الله. فكما أن المحبة تثمر المجالسة، فكذلك المجالسة تثمر المحبة. والحب في الله له ثمرات عظيمة وآثار جليلة على النفوس، وقد رتب الله عليه الأجور العظيمة والثواب الجزيل. ولكثرة هذه الفضائل وتعدد هذه الآثار فإني سأفردها في المبحث الآتي.

ثمرات وفضائل المحبة في الله

أ- منها أن المحبة في الله سبب لمحبة الله للعبد. وقد مر– قبل قليل– قوله عليه الصلاة والسلام: «قال الله– عز وجل -: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسن في ...». وقول الملك للرجل الذي زار أخًا له في الله: «إني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه».
وعن أبي الدرداء– رضي الله عنه– يرفعه قال: «ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبًا لصاحبه» [رواه الطبراني]([61]).
ب- ومنها أن الله– سبحانه وتعالى– يظل المتحابين فيه في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله» فذكر منهم: «ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه» [متفق عليه]([62]).
وعن أبي هريرة– أيضًا– قال: قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي» [رواه مسلم]([63]).
ج- أن الحب في الله والبغض في الله دليل على كمال إيمان العبد.
فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان» [رواه أبو داود]([64]).
د- أن الحب في الله سبب لذوق حلاوة الإيمان وطعمه. كما في الصحيحين ([65]) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يُحب المرء لا يُحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف في النار».
وقال عليه الصلاة والسلام: «من أحب أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله» [رواه أحمد والبزار]([66]).
هـ- أن المرء بمحبته لأهل الخير لصلاحهم واستقامتهم يلتحق بهم, ويصل إلى مراتبهم، وإن لم يكن عمله بالغًا مبلغهم. ففي الصحيحين ([67]) عن ابن مسعود– رضي الله عنه– قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قومًا ولم يلحق بهم؟ قال: «المرء مع من أحب» وفيهما– أيضًا– عن أنس– رضي الله عنه– أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ قال: «ما أعددت لها؟» قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله، قال: «أنت مع من أحببت» قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت مع من أحببت» فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم ([68]). وعن علي– رضي الله عنه– مرفوعًا: «لا يحب رجل قومًا إلا حُشر معهم» [رواه الطبراني في الصغير]([69]).
و- ومن فوائد المحبة في الله أن الله يكرم من أحب عبدًا لله. وإكرام لله للمرء يشمل إكرامه له بالإيمان، والعلم النافع، والعمل الصالح، وسائر صنوف النَّعم. عن أبي أمامة– رضي الله عنه– قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أحب عبد عبدًا لله إلا أكرمه الله» رواه ابن أبي الدنيا في كتاب (الإخوان) والمقدسي في كتاب (المتحابين في الله)([70]).
ز- أن المتحابين في الله لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء.
كما في الحديث الذي أخرجه الترمذي ([71]) عن معاذ– رضي الله عنه– قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله– تعالى-: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء» قال الترمذي: حديث حسن صحيح ([72]).
وبعد أن رأينا ثمرات مجالسة أهل الخير، وتبين لنا أن الجليس الصالح منفعة لمجالسه من كل وجه، في الدنيا والآخرة، ننتقل إلى الطرف المقابل، وهو الجليس السوء، لنرى ما تؤدي إليه مجالسته ومودته من الفساد والشقاء في الدنيا والآخرة.

أضرار الجليس السوء

الجليس السوء مضرة على صاحبه من كل وجه، وشؤم عليه في الدنيا والآخرة، ويتعذر تتبع كل ما يترتب على مجالسة أهل السوء من المفاسد والأضرار، ولعل ذكر شيء منها يكفي في تحذير العاقل من هذه المجالسة.
1- فمن أضرار الجليس السوء أنه قد يشكك في معتقداتك الصحيحة، ويصرفك عنها، كما قال تعالى في سورة الصافات: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ} [الصافات: 50-53].
واسمع إلى قصة وفاة أبي طالب على الكفر والدّور الذي قام به جليس السوء في موته على تلك الحال. أخرج البخاري ومسلم عن المسيب بن حزن. قال: (لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال: «يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله»، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب؟!، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمه: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله)([73]). فانظر– أخي– كيف صنع جليسا السوء، أضلاه في حياته، وما زالا به حتى أسلماه إلى النار، والعياذ بالله.
2- أن الجليس السوء يدعو جليسه إلى مماثلته في الوقوع في المحرمات والمنكرات. ويحب ذلك منه. كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (... وذلك أن كثيرًا من أهل المنكر يحبون من يوافقهم على ما هم فيه، ويبغضون من لا يوافقهم. وكذلك في أمور الدنيا والشهوات كثيرًا ما يختارون, ويؤثرون من يشاركهم؛ إما للمعاونة على ذلك؛ كما في المتغلبين من أصحاب الرياسات وقطاع الطرق ونحوهم، وإما بالموافقة؛ كما في المجتمعين على شرب الخمر، فإنهم يختارون أن يشرب كل من حضر عندهم، وإما لكراهتهم امتيازه عنهم بالخير إما حسدًا على ذلك، لئلا يعلو عليهم بذلك ويحمد دونهم، وإما لئلا يكون له عليهم حجة، وإما لخوفهم من معاقبته لهم بنفسه، أو بمن يرفع ذلك إليهم، ولئلا يكونوا تحت منَّته وخطره. ونحو ذلك من الأسباب. قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة: 109]. وقال تعالى في المنافقين: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: 89]. وقال عثمان: ودت الزانية لو زنى النساء كلهن»([74]).
3- أن المرء بطبيعته يتأثر بعادات جليسه وأخلاقه وأعماله. وقد مرَّ معنا ([75]) قوله عليه الصلاة والسلام: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل» فإذا كان الجليس سيئًا تأثر به المرء, واصطبغ بصبغته. قال بعضهم: إياك ومجالسة الشرير؛ فإن طبعك يسرق من طبعه, وأنت لا تدري ([76]).
4- أن رؤيته تذكر بالمعصية سواء كانت ظاهرة عليه أو خفية، وكنت تعرف ذلك منه، فتخطر المعصية في بال المرء بعد أن كان غافلاً أو متشاغلاً عنها، وكما أن رؤية المطيع تذكر بالله الذي وفقه للطاعة، فرؤية العاصي تذكر بالشيطان الذي جره إلى المعصية. قال الراغب الأصبهاني رحمه الله: (وليس إعداء الجليس جليسه خلقه بمقاله وفعاله فقط، بل وبالنظر إليه، فالنظر في الصور يؤثر في النفوس أخلاقًا مناسبة إلى خلق المنظور إليه)([77]).
5- أنه يصلك بأناس سيئين يضرك الارتباط بهم، وقد يكونون أشد انحرافًا وفسادًا من هذا الجليس.
6- أنه يخفي عنك عيوبك ويسترها عنك، ويحسن لك خطاياك، ويخفف وقع المعصية في قلبك، ويهون عليك التقصير في الطاعة.
7- أنك تُحرم بسببه مجالسة الصالحين وأهل الخير، لانهماكك معه في الشهوات والملذات، أو لتحذيره ومنعه لك من مجالستهم، أو هيبتك لهم بسبب مجالستك لهذا المنحرف؛ فيفوتك من الخير والصلاح بقدر بُعدك عنهم.
8- أن الذي يجالس أهل السوء يقارن أفعاله السيئة بأفعالهم، فيستقل سيئاته بجنب سيئاتهم، فيكون ذلك سببًا في زيادة طغيانه وانحرافه وتقصيره في الأعمال الصالحة، وعلى الأقل يُصاب بالعُجب بما هو عليه، والعُجب مرض مهلك, كما تقدم ([78]).
9- أن مجالسهم لا تخلو من المحرمات والمعاصي كالغيبة والنميمة والكذب واللعن ونحو ذلك، فربما يوافقهم جليسهم فيما هم فيه أو ينكر عليهم، لكن لا يُفارق مجلسهم فيقع في الإثم؛ لأن الإنكار– كما يقول العلماء– يستلزم مفارقة المجلس إذا استمر المنكر، لقوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68]. وقال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} [النساء: 140].
10- أن إخاءه وصحبته عرضة للزوال عند وجود أدنى خلاف أو تغير مصلحة، بل وتحصل البغضاء بدون ذلك. قال عبد الله بن المعتز رحمه الله: (إخوان السوء ينصرفون عند النكبة، ويقبلون مع النعمة)([79]).
وقال علي بن داود الرقي رحمه الله:

كل من كان لا يؤاخيك في الله === فلا ترجُ أن يدوم إخاؤه
إن خير الإخوان من كان في الله === له دام وده وصفاؤه([80])

وقال أبو الحسن التهامي رحمه الله:

شيئان ينقشعان أول وهلة === ظل الشباب وخلة الأشرار([81])

وكان نقش خاتم بعض الحكماء: (من ودك لأمر ولى مع انقضائه)([82]).
وقال ابن حبان رحمه الله: (العاقل لا يصاحب الأشرار؛ لأن صحبة صاحب السوء قطعة من النار تعقب الضغائن، لا يستقيم وده ولا يفي بعهده)([83]).
وقال ابن تيمية رحمه الله: (والناس إذا تعاونوا على الإثم والعدوان أبغض بعضهم بعضًا، وإن كانوا فعلوه بتراضيهم. قال طاوس: ما اجتمع رجلان على غير ذات الله إلا تفرقا عن تقال. فالمخاللة إذا كانت على غير مصلحة الاثنين كانت عاقبتها عداوة، وإنما تكون على مصلحتهما إذا كانت في ذات الله، فكل منهما, وإن بذل للآخر إعانة على ما يطلبه, واستعان به بإذنه فيما يطلبه، فهذا التراضي لا اعتبار له، بل يعود تباغضًا وتعاديًا وتلاعنًا، وكل منهما يقول للآخر: لولا أنت ما فعلت أنا وحدي هذا فهلاكي كان مني ومنك». اهـ ([84]).
11- أنها لو دامت مودتهم في الدنيا, فإنها سرعان ما تنقشع في الدار الآخرة، وتنقلب إلى عداوة وبغضاء، كما قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67]. وسبب تبدل الخلة والصداقة إلى عداوة هو ما أورثته هذه المخاللة, والصداقة من التعاون على الإثم والعدوان. وقال سبحانه: {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [العنكبوت: 25].
قال ابن تيمية رحمه الله: (وهؤلاء لا يكفر بعضهم ببعض, ويلعن بعضهم بعضًا لمجرد كونه عصى الله، بل لما حصل له بمشاركته ومعاونته من الضرر)([85]).
12- أن غالب مجلس أهل الفسق لا يُذكر الله فيها، فتكون حسرة وندامة على أصحابها يوم القيامة, كما قال عليه الصلاة والسلام: «ما من قوم يقومون من مجلس لم يذكروا الله تعالى فيه، إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان ذلك المجلس عليهم حسرة يوم القيامة» رواه أبو داود ([86])، وصحح إسناده النووي ([87]) والألباني([88]).
13- أن في مجالستهم تضييعًا للوقت الذي سيحاسب العبد على التفريط فيه يوم القيامة.
14- أنك به تعرف، ويساء بك الظن من أجل صحبتك له. وبالجملة, فإن مخالطة أهل السوء ضرر على صاحبها في الدنيا والآخرة.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: (وبالجملة, فمصاحبة الأشرار مضرة من جميع الوجوه على من صاحبهم، وشر على من خالطهم، فكم هلك بسببهم أقوام، وكم قادوا أصحابهم إلى المهالك من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون)([89]).اهـ.
ولذلك قال أبو الأسود الدؤلي رحمه الله: (ما خلق الله خلقًا أضر من الصاحب السوء)([90]) فعلى العاقل الناصح لنفسه الذي يريد لها النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة أن يتجنب مخالطة هؤلاء، ويفر منهم غاية الفرار، ولا يتهاون في ذلك.
وفي ختام هذا البحث وبعد أن رأينا آثار الجليس الصالح ومضار الجليس السوء، أنقل لكم بعض الأقوال المأثورة في اختيار المجالس والترغيب في ذلك.

أقوال مأثورة في اختيار الجليس

قال عليه الصلاة والسلام: «لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي» رواه أحمد والترمذي وأبو داود ([91])، وحسنه الترمذي والبغوي ([92]) وابن مفلح([93]).
قال الخطابي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث في كتاب العزلة([94]): (معناه: لا تدع إلى مؤاكلتك إلا الأتقياء؛ لأن المؤاكلة توجب الألفة وتجمع بين القلوب، فتوخَّ أن يكون خلطاؤك وذو الاختصاص بك أهلَ التقوى).
وقال لقمان لابنه: «يا بني، لا تعدم بعد تقوى الله من أن تتخذ صاحبًا صالحًا»([95]).
وقال عمر بن الخطاب– رضي الله عنه: (لا تتكلم فيما لا يعنيك، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله– عز وجل– ويطيعه، ولا تمشِ مع الفاجر, فيعلمك من فجوره، ولا تطلعه على سرك، ولا تشاور في أمرك إلا الذين يخشون الله سبحانه)([96]).
وقال– أيضًا -: (ما أعطي عبدٌ بعد الإسلام خيرًا من أخ صالح)([97]).
وقال علي بن أبي طالب– رضي الله عنه([98]): (عليكم بالإخوان؛ فإنهم عدة في الدنيا والآخرة، ألا تسمع إلى قول أهل النار: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} [الشعراء: 100، 101]).
وقال الغزالي رحمه الله في الإحياء: (قال عيسى ابن مريم عليه السلام: جالسوا من تذكركم اللهَ رؤيتُه، ومن يزيد في عملكم كلامه، ومن يرغبكم في الآخرة عمله)([99]).
وقال الحسن رحمه الله: (ما ازداد أحد منكم أخًا في الله إلا ازداد به درجة)([100]).
وقال أبو الدرداء– رضي الله عنه -: (لولا ثلاث لأحببت أن أكون في بطن الأرض لا على ظهرها، لولا إخوان لي يأتوني ينتقون طيب الكلام كما ينتقي طيب التمر، أو أعفر وجهي ساجدًا لله– عز وجل– أو غدوة أو روحة في سبيل الله عز وجل)([101]).
وقال محمد بن واسع رحمه الله: (ما بقي في الدنيا شيء ألذ به إلا الصلاة جماعة، ولقي الإخوان)([102]).
وقال بلال بن سعد رحمه الله: (أخ لك كلما لقيك ذكرك بحظك من الله خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك دينارًا)([103]).
وسئل بعض الحكماء: (أي الكنوز خير؟ قال: أما بعد تقوى الله, فالأخ الصالح)([104]).
وقيل لسفيان رحمه الله: (ما ماء العيش؟ قال: لقاء الإخوان)([105]).
وقال بعض السلف: (أعجز الناس من قصر في طلب الإخوان، وأعجز منه من ضيَّع من ظفر به منهم)([106]).
وقيل لمحمد بن واسع رحمه الله: (أي العمل أفضل في الدنيا؟ قال: صحبة الأصحاب، ومحادثة الإخوان إذا اصطحبوا على التقى والبر، فحينئذ يذهب الخلاف من بينهم)([107]).
وقال مالك بن دينار ([108]) رحمه الله: (إنك أن تنقل الأحجار مع الأبرار خير لك من أن تأكل الخبيص مع الفجار، وأنشد:

وصاحب خيار الناس تنجُ مسلمًا === وصاحب شرار الناس يومًا, فتندما

وقوله: "الخبيص": المراد به نوع من الحلوى صنع من التمر مخلوطًا بالسمن».
وقال هلال الرأي رحمه الله: (أوثق المودات ما كان في الله – عز وجل)([109]).
وقال المأمون: (إن غلب شيء على حب المال والولد فالأخ الصالح)([110]).
وكان سفيان الثوري رحمه الله يتمثل:

ابلُ الرجال إذا أردت إخاءهم === وتوسمن أمورهم وتفقد
فإذا وجدت أخا الأمانة والتقى === فبه اليدين قرير عين فاشدد ([111])

وقال محمد بن عمران رحمه الله:

وما المرء إلا بإخوانه === كما تقبض الكف بالمعصم
ولا خير في الكف مقطوعة === ولا خير في الساعد الأجذم ([112])

وقال بعض الشعراء– كما نقله القرطبي– رحمه الله في تفسيره:

تجنب قرين السوء واصرم حباله === فإن لم تجد عنه محيًا فداره
واحبب حبيب الصدق واحذر مراءه === تنل منه صفو الود ما لم تماره([113])

وقال آخر:

اصحب خيار الناس أين لقيتهم === خير الصحابة من يكون ظريفًا
والناس مثل دراهم ميزتها === فرأيت منها فضة وزيوفًا ([114])

وختامًا الزم – أخي – جلساء الخير وأهل الصلاح، ووطن نفسك على ذلك، واستفد من علومهم وأخلاقهم وأعمالهم، واستنر بآرائهم وتوجيهاتهم، ولا أنسى أن أذكرك بالصبر على ما قد تجده من أذى أو تقصير من بعضهم بسبب استيلاء النقص عليه، واختلاف الطبائع والسلوك، واجعل هذه الآية دومًا أمام ناظرك، وأمرها على صفحات قلبك، وهي قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28].
أسأل الله أن يوفقني وإياكم لجلساء الخير الذين يأخذون بأيدينا إلى السعادة الدنيوية والأخروية، وأن يرزقنا فعل الخيرات، وترك المنكرات، وأن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأن يجمعنا جميعًا في مستقر رحمته آمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


رابط التحميل << اضغط هنا >>





ثبت المراجع

1- «الآداب الشرعية والمنح المرعية»، لابن مفلح، مكتبة الرياض الحديثة بالرياض.
2- «إتحاف السادة المتقين شرح إحياء علوم الدين»، للزبيدي، دار الفكر.
3- «إحياء علوم الدين، للغزالي»، مكتبة دار الإرشاد، القاهرة.
4- «الإخوان لابن أبي الدنيا»، ت محمد عبد الرحمن طوالبة، ط دار الاعتصام.
5- «أدب الدنيا والدين»، للماوردي، ت مصطفى السقاء، مطبعة مصطفى الحلبي.
6- «بلوغ المرام من أدلة الأحكام»، لابن حجر، ت محمد حامد الفقي، المكتبة التجارية الكبرى.
7- «بهجة قلوب الأبرار، وقرة عيون الأخيار، شرح جوامع الأخبار»، للسعدي، مطبعة الكيلاني.
8- «تاريخ بغداد»، للخطيب البغدادي، دار الكتاب العربي، بيروت.
9- «الترغيب والترهيب»، للمنذري، مكتب الإرشاد.
10- «تفسير القرآن العظيم»، لابن كثير، ط دار الشعب.
11- «جامع البيان عن تأويل آي القرآن»، لابن جرير الطبري، ط مصطفى الحلبي، الطبعة الثالثة 1388هـ.
12- «جامع الترمذي» ت: أحمد محمد شاكر، المكتبة الإسلامية.
13- «الجامع لأحكام القرآن»، للقرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
14- «حلية الأولياء»، لأبي نعيم الأصبهاني، دار الكتاب العربي، بيروت.
15- «الدرر المنثور في التفسير بالمأثور» للسيوطي، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت.
16- «دليل الفالحين شرح رياض الصالحين»، لابن علان الصديقي، مطبعة الحلبي.
17- «ديوان أبي الحسن التهامي»، مكتبة المعارف، الرياض، 1402هـ.
18- «الذريعة إلى مكارم الشريعة»، للراغب الأصبهاني، مكتبة الكليات الأزهرية بمصر.
19- «روضة العقلاء ونزهة الفضلاء»، لابن حبان، ت. محمد محي الدين عبد الحميد، ط. دار الكتب العلمية، بيروت.
20- «رياض الصالحين»، للنووي، ت: الألباني، ط المكتب الإسلامي.
21- «الزهد»، للإمام أحمد، دار الكتب العلمية، بيروت.
22- «الزهد» للإمام ابن المبارك، ت: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية، بيروت.
23- «السلسلة الصحيحة»، للألباني، المكتب الإسلامي.
24- «سنن ابن ماجة»، ت: محمد فؤاد عبد الباقي، المكتبة الإسلامية، تركيا.
25- «سنن أبي داود»، ت: عزة عبيد الدعاس، دار الحديث، حمص.
26- «سنن النسائي»، بعناية عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب.
27- «شرح السنة»، للبغوي، ت: شعيب الأرناؤوط وزهير الشاويش، المكتب الإسلامي.
28- «الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب»، للسيوطي، ت: أحمد عبد الفتاح، مكتبة التراث الإسلامي، القاهرة.
29- «صحيح البخاري» ت: محمد فؤاد عبد الباقي، مع فتح الباري، ط السلفية.
30- «صحيح الجامع الصغير وزيادته»، للألباني، ط المكتب الإسلامي.
31- «صحيح سنن ابن ماجة»، للألباني، ط المكتب الإسلامي.
32- «صحيح سنن أبي داود»، للألباني، ط المكتب الإسلامي.
33- «صحيح سنن الترمذي»، للألباني، ط المكتب الإسلامي.
34- «صحيح سنن النسائي»، للألباني، ط المكتب الإسلامي.
35- «العزلة»، للخطابي، ت: ياسين السواس، دار ابن كثير، دمشق.
36- «عمدة القاري شرح صحيح البخاري» للعيني، ط مصطفى الحلبي، مصر.
37- «الفتاوى»، لابن تيمية، جمع عبد الرحمن بن قاسم وابنه محمد، تصوير، الطبعة الأولى.
38- «فتح الباري شرح صحيح البخاري»، ت: محمد فؤاد عبد الباقي، ط السلفية.
39- «فيض القدير شرح الجامع الصغير»، تأليف المناوي، دار المعرفة، بيروت.
40- «كتاب المتحابين في الله»، للمقدسي، ت: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن، القاهرة.
41- «كشف الأستار عن زوائد البزار»، للهيثمي، ت: حبيب الرحمن الأعظمي.
42- «المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح»، للدمياطي، ت: محمد رضوان وآخر، مؤسسة الخدمات الطباعية، بيروت.
43- «مجمع الزوائد ومنبع الفوائد»، للهيثمي، دار الكتاب العربي، بيروت.
44- «المستدرك على الصحيحين»، لأبي عبد الله الحاكم، دار الكتاب العربي، بيروت.
45- «مسند أبي يعلى الموصلي»، ت: حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث بدمشق.
46- «مسند أحمد بن حنبل»، المكتب الإسلامي، بيروت.
47- «مسند الشهاب»، للقضاعي، ت: حمدي السلفي، مؤسسة الرسالة، بيروت.
48- «مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة»، للبوصيري، ت: موسى محمد علي وآخر، ط دار التوفيق النموذجية.
49- «المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية»، لابن حجر، ت: حبيب الرحمن الأعظمي، المطبعة العصرية بالكويت.
50- «معالم السنن للخطابي»، مع مختصر المنذري، ت: أحمد شاكر ومحمد الفقي، دار المعرفة، بيروت.
51- «المعجم الصغير»، للطبراني، نشر المكتبة السلفية، المدينة المنورة.
52- «المعجم الكبير»، للطبراني، ت: حمدي السلفي، الدار العربية، بغداد، ط أولى 1398هـ.
53- «المغني عن حمل الأسفار في الأسفار تخريج ما في الإحياء من الأخبار»، للعراقي، بهامش الإحياء، مكتبة دار التراث، القاهرة.
54- «المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج»، للنووي، ط المطبعة المصرية.
55- «موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان»، ت: محمد عبد الرزاق حمزة، دار الكتب العلمية، بيروت.
56- «موطأ الإمام مالك»، ت: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربية.
57- «النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح»، للعلائي، ت: عبد الرحيم قشقري.

------------------------------------------------------------

([1]) تفسير الطبري (19/7).
([2]) ذكر السيوطي في تفسيره (6/250) أثرًا عن ابن عباس, وصحح إسناده في بيان سبب نزول هذه الآيات، وأنها نزلت في عُقبة بن أبي معيط حينما أسلم ثم ترك الإسلام مراعاة لصديق له كافر كان غائبًا بالشام، فحضر وغضب على عقبة، فكفر نزولاً على رغبة هذا الخليل. لكن قد تقرر في علم الأصول: (أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)؛ ولذا قال ابن كثير: (وسواء كان سبب نزولها في عقبة بن أبي معيط أو غيره من الأشقياء, فإنها عامة في كل ظالم) اهـ. (تفسيره 6/116).
([3]) رواه البخاري (4/323/ رقم: 2101)، و(9/660/ رقم: 5534)، ومسلم (4/2026/ رقم: 2628) من حديث أبي موسى. واللفظ المذكور لمسلم.
([4]) عمدة القاري (9/308).
([5]) شرح صحيح مسلم (16/178).
([6]) فتح الباري (4/324).
([7]) بهجة قلوب الأبرار، الحديث الثامن والستون.
([8]) سنن ابن ماجة (1/86/ رقم: 237).
([9]) صحيح سنن ابن ماجة (1/46).
([10]) صحيح البخاري (11/208/ رقم: 6408)، ومسلم (4/2070/ رقم: 2689).
([11]) الجامع لأحكام القرآن (10/372) في تفسير سورة الكهف.
([12]) الذريعة إلى مكارم الشريعة (ص192).
([13]) رواه أبو داود (5/168)، والترمذي (4/589/ رقم: 2378)، وأحمد (2/303)، والبغوي في شرح السنة (13/70) وحسنه الترمذي والبغوي, والألباني في الصحيحة رقم (927)، وحنسه العلائي في كتاب النقد الصحيح رقم (11)، وصحح إسناده النووي في رياض الصالحين رقم (371).
([14]) كتاب العزلة (ص141).
([15]) كتاب العزلة (ص141).
([16]) أدب الدنيا والدين للماوردي (ص167).
([17]) كتاب الإخوان لابن أبي الدنيا (ص120).
([18]) روضة العقلاء لابن حبان (ص109).
([19]) الفتاوى (28/150).
([20]) أدب الدنيا والدين (ص167).
([21]) روضة العقلاء (ص108).
([22]) أدب الدنيا والدين (ص167).
([23]) روضة العقلاء (ص109).
([24]) أخرجه مسلم (4/2030/ رقم: 2638) من حديث أبي هريرة، وعلقه البخاري عن عائشة (6/369/ رقم: 3326).
([25]) معالم السنن (7/187 بهامش المنذري).
([26]) دليل الفالحين (2/237) والفتح (6/370).
([27]) رواه أبو داود (5/217/ رقم: 4918) من حديث أبي هريرة وحسنه العراقي في تخريج الإحياء (2/182)، وابن حجر في بلوغ المرام باب الترغيب في مكارم الأخلاق، والألباني في الصحيحة رقم (926) وصحيح سنن أبي داود (3/929).
([28]) كتاب الإخوان لابن أبي الدنيا (ص131).
([29]) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (2/320/ رقم: 1447)، والبزار في مسنده «كشف الأستار» (4/244/ رقم: 3633)، وقال المنذري في الترغيب (4/20) والهيثمي في مجمع الزوائد (10/269): إسناده جيد. وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (658).
([30]) الإخوان (ص125).
([31]) عزاه السيوطي في الجامع الصغير للحكيم عن ابن عباس مرفوعًا، وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم (2557).
([32]) أخرجه ابن ماجة في سننه (2/1379/ رقم: 4119) من حديث أسماء بن يزيد، وحسن إسناده البوصيري في الزوائد (3/273) وله شواهد منها: عن عبد الرحمن بن غنم وعبادة بن الصامت وعبد الله بن عمر وابن عمرو وابن عباس وغيرهم.
([33]) روضة العقلاء (ص92).
([34]) المصدر السابق (ص93).
([35]) السابق (ص92).
([36]) روضة العقلاء (ص92).
([37]) الإخوان لابن أبي الدنيا (ص155).
([38]) السابق (ص116)، والمتحابين في الله للمقدسي (ص31) وروضة العقلاء (ص90).
([39]) إحياء علوم الدين (2/160).
([40]) كتاب الإخوان (ص124).
([41]) كتاب المتحابين في الله (ص30).
([42]) أدب الدنيا والدين (ص168).
([43]) روضة العقلاء (ص93، 94).
([44]) روضة العقلاء (ص93، 94).
([45]) صحيح مسلم (4/2094/ رقم: 2733) عن أم الدرداء.
([46]) كتاب الإخوان (ص113).
([47]) انظر: تاريخ بغداد (9/361).
([48]) أخرجه أحمد (5/196 و 6/446) وأبو داود (1/37 رقم: 547) والنسائي (2/106) وحسنه الألباني في صحيح النسائي (1/184).
([49]) موطأ مالك (2/953) وصحح إسناده ابن عبد البر، والنووي في رياض الصالحين رقم (387) والمنذري في الترغيب والترهيب (3/340). وقال الألباني: صحيح (صحيح الجامع رقم: 4331).
([50]) قال المنذري في الترغيب (4/47): رواه أحمد ورواته ثقات والطبراني في الثلاثة، واللفظ له، والحاكم وقال: (صحيح الإسناد) اهـ. وقال الدمياطي في (المتجر الرابح) (ص535): رواه أحمد بإسناد صحيح. اهـ. ورواه أحمد أيضًا عن عبادة بن الصامت بسند صححه المنذري والدمياطي في الموضعين المشار إليهما.
([51]) أخرجه مسلم: كتاب البر والصلة، باب فضل الحب في الله (4/1988/ رقم: 2567)، ومعنى قوله: «فأرصد» أي أقعده يرقبه. و«المدرجة» - بفتح الميم والراء– هي الطريق، سميت بذلك لأن الناس يدرجون عليها أي يمضون ويمشون. وقوله "تَرُبُّها" أي تقوم بإصلاحها, وتنهض إليه بسبب ذلك. انظر: شرح النووي لمسلم (16/124).
([52]) صحيح مسلم (4/2074/ رقم: 2700).
([53]) رواه أحمد (3/142), وقال الألباني: هذا إسناد حسن إن شاء الله (الصحيحة 2210), وذكره في صحيح الجامع بنحوه, وصححه (2/981).
([54]) جامع الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في زيارة الإخوان (4/365/ رقم: 2008)، سنن ابن ماجة، كتاب الجنائز، باب ما جاء في ثواب من عاد مريضًا (1/464/ رقم: 1443)، وليس عنده «أو زار أخًا له في الله». قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب)، وصححه ابن حبان (موارد الظمآن رقم: 712), وحسنه الألباني في صحيح جامع الترمذي (2/195).
([55]) أي: ضيافته.
([56]) كشف الأستار عن زوائد البزار، كتاب البر والصلة، باب الزيارة (2/388/ رقم: 1918).
([57]) مسند أبي يعلى (7/166/ رقم: 4140). قال المنذري في الترغيب (3/239), والدمياطي في المتجر الرابح (ص534): (رواه البزار وأبو يعلى بإسناد جيد), وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/173): (رواه البزار وأبو يعلى، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان, وهو ثقة).
([58]) المعجم الصغير للطبراني (1/46), قال الدمياطي في المتجر الرابح (ص345): (إسناده جيد إن شاء الله). وأخرجه الطبراني أيضًا بلفظ مقارب من حديث كعب بن عجرة في المعجم الكبير (19/140/ رقم: 307), وحسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم: 2604).
([59]) رواه أبو نعيم في الحلية (8/129) وقال: ثابت صحيح عن النبي r من حديث ابن عمر.
([60]) رواه الطبراني في الكبير (!2/411)، من حديث ابن عمر, وصححه الألباني في صحيح الجامع (5848).
وأصل الحديث في الصحيحين بلفظ: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي ... ثم قال: هي النخلة»، صحيح البخاري (1/145/ رقم: 61)، صحيح مسلم (4/2164/ رقم: 2811).
([61]) في المعجم الأوسط كما في مجمع الزوائد (10/276) وقال المنذري في الترغيب (4/46) رواه الطبراني بإسناد جيد قوي.
([62]) صحيح البخاري (2/143/ رقم: 660)، وصحيح مسلم (2/715/ رقم: 1031).
([63]) صحيح مسلم (4/1988/ رقم: 2566).
([64]) سنن أبي داود (5/60/ رقم: 4681). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5965).
([65]) صحيح البخاري (1/60/ رقم: 16)، ومسلم (1/66/ رقم: 43).
([66]) مسند أحمد (2/298)، كشف الأستار عن زوائد البزار (1/50/ رقم: 63)، وقال الهيثمي: (رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات (المجمع 1/90). ورواه الحاكم (4/178), وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5958).
([67]) صحيح البخاري (10/557/ رقم: 6169)، ومسلم (4/2034/ رقم: 2640).
([68]) صحيح البخاري (7/42/ رقم: 3688) و (10/557/ رقم: 6171) و (13/131/ رقم: 7153)، ومسلم (4/2032/ رقم: 2639) وهو عندهما بألفاظ متعددة.
([69]) المعجم الصغير (2/40) وقال المنذري عن إسناده: جيد. الترغيب والترهيب (4/51).
([70]) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (ص104 رقم: 20), والمقدسي في كتاب المتحابين في الله (ص27 رقم: 8) واللفظ لهما، ورواه أحمد في المسند (5/259) بلفظ: «إلا أكرم ربه عز وجل», وقال الألباني عن إسناد الحديث: هذا إسناد شامي جيد (الصحيحة 1256) وحسنه السيوطي والمناوي فيض القدير (5/410).
([71]) جامع الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في الحب في الله (4/597/ رقم: 2390) وصححه– أيضًا– الألباني في صحيح الجامع (4312).
([72]) المصدر السابق.
([73]) صحيح البخاري في مواضع متعددة، وهذا اللفظ في (3/222/ رقم: 1360) ومسلم (1/54/ رقم: 34).
([74]) فتاوى شيخ الإسلام (28/150-151).
([75]) في الثمرة الثانية من ثمرات مجالسة الصالحين.
([76]) الذريعة إلى مكارم الشريعة للراغب الأصفهاني (ص193).
([77]) الذريعة، الموضع السابق.
([78]) في الثمرة الثامنة من ثمرات مجالسة الصالحين.
([79]) كتاب العزلة للخطابي (ص194).
([80]) كتاب المتحابين في الله (ص37 رقم: 28).
([81]) ديوان أبي الحسن التهامي (ص315).
([82]) كتاب العزلة (ص151).
([83]) روضة العقلاء (ص101).
([84]) الفتاوى (15/128-129).
([85]) الفتاوى (15/129).
([86]) سنن أبي داود (5/180/ رقم: 4855).
([87]) رياض الصالحين (رقم: 838).
([88]) صحيح الجامع (5750).
([89]) بهجة قلوب الأبرار، الحديث الثامن والستون.
([90]) الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب للسيوطي (ص32).
([91]) مسند أحمد (3/38)، جامع الترمذي (4/600/ رقم: 2395)، سنن أبي داود (5/167/ رقم: 4832).
([92]) شرح السنة (13/169).
([93]) الآداب الشرعية (3/561).
([94]) العزلة (ص142).
([95]) كتاب العزلة (ص110 رقم: 25).
([96]) العزلة (ص144).
([97]) إتحاف السادة المتقين (6/131).
([98]) إحياء علوم الدين (2/160).
([99]) الإحياء (2/159).
([100]) المطالب العالية (4/10).
([101]) الزهد للإمام أحمد (ص135).
([102]) الزهد لأحمد (ص313).
([103]) الزهد لابن المبارك (ص167)، الحلية (5/225).
([104]) الإخوان (ص133 رقم: 61).
([105]) روضة العقلاء (ص93).
([106]) الإحياء (2/180).
([107]) الإخوان (ص128)، كتاب المتحابين في الله (ص30).
([108]) تفسير القرطبي (13/27)، وهو في روضة العقلاء (ص100) بدون البيت.
([109]) تهذيب تاريخ دمشق (1/439).
([110]) جنة الرضا في التسليم لما قدر الله وقضى للغرناطي (3/68).
([111]) الإخوان (ص115)، روضة العقلاء (ص105).
([112]) روضة العقلاء (ص86).
([113]) تفسير القرطبي (13/26).
([114]) روضة العقلاء (ص102) تفسير القرطبي (13/26).[/
رد مع اقتباس
قديم 29-09-2012, 07:24 PM
  #2
ابو عقيل الهاشمي
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 3,663
ابو عقيل الهاشمي غير متصل  
رد : من تجالس؟


الله يعطيك العافيه يابن عمر /

ماشاء الله عليك ..

اتابع مواضيعك الله لا يحرمنا منهأ

والموضوع مع التنسيق غير ممل بالرغم من ضخامته بصراحه

..
رد مع اقتباس
قديم 30-09-2012, 08:59 AM
  #3
العابده
قلب المنتدى النابض
تاريخ التسجيل: Feb 2004
المشاركات: 1,181
العابده غير متصل  
رد : من تجالس؟

جزاك الله خير الجزاء


مشكور على موضوعك المميز
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:37 PM.


images