الفجوة العاطفية بين الزوجين ..


يخيل للكثيرين من الأزواج أن جذوة الحب بين الزوجين متقدة بذاتها ولوحدها ...

والحقيقة أن جذوة الحب الزوجي حتى بين زوجين يعيشان سعادة زوجية هي نار تحتاج إلى حطب يزكيها ويشعلها ...
الفجوة العاطفية لا تشمل خصومة مؤقتة بين الزوجين بل حياة كاملة ....

وبالعكس أحيانا الخصومة المؤقتة قد تؤجج نار الحب والتقريب بينهما ..

الغريب أن أحد أهم أسباب هذه الجفوة ، هو التعلق الزائد بالشريك لدرجة أن يخاف أحد الطرفين من أن تكون حياته معلقة على الطرف الآخر وأن يخذله الطرف الآخر ، فيبدأ بالانسحاب والجفاء والتقوقع للابتعاد تدريجيا عن الطرف الآخر ..

أو أن ينظر الطرف الآخر لتعلقه وحبه بأنه ضعف ، فيستبدّ ويستغل هذا الضعف ....



أي يبدأ الطرفان بداية رائعة مشبوبة المشاعر والحب ، ثم يبدأ الخوف من هذا الالتصاق والالتزام ، حتى تضعف الرغبة ويتقوقع الحب إلى صدفة مشاعر متبلدة خوفا من التصدع والارتباط الزائد ...

فيبدأ أحد الطرفين أو كلاهما بالتشاغل وادعاء التعب واللامبالاة تجاه رغبات ومشاعر الطرف الآخر ، وأحيانا افتعال الغضب للانسحاب ، والانتقاد للطرف الآخر ...


أحيانا قد يشعر الطرفان بالذنب ويحاولان التقرب من جديد ، ثم يعود القلق والخوف ، والابتعاد ، فتكون حياتهما ما بين اقتراب وفجوة ، وهكذا ...


في مجتمعنا غالبا الرجل يرى هذا التعلق ضعف وأنه من صفات الأنثى ولا يليق برجولته فيحاول الابتعاد و إحداث الفجوة والجفوة ظنا منه أن هذا استقلال وقوة ..


والمرأة غالبا لا تخاف من الالتصاق العاطفي ، إلا أنها تخاف الاعتماد الكلي على الرجل ، فتبدأ أيضا بالانسحاب ظنا منها أن هذا يحميها ، وخاصة بعد إعطاء أذنها لمشاكل وأحاديث الأخرين ...

ويستعجلون الشر قبل حدوثه ، وهذا نوع من ضعف الثقة بالله والتوكل عليه ...


هناك اعتقادات خاطئة يعتقدها كلا الجنسين عن الآخر ، تجعل توقعاتهما تتحطم على صخرة الزواج ..


لذلك ومن تجربة شخصية ، مررت فيها بلحظات خفتُ من أعطي كل حبي له ومن اعتمادي عليه ، ومن شعوري بأن فقدانه لا يحتمل ، إلا أنه كان عندي ثقة بالله ثم بنفسي ، وحاولت جاهدة لكسب ثقته ، وبتحرير مشاعري رويدا رويدا ، حتى لا أصبح فارغة تماما ، وما زلت أجعله يكتشف فيَّ أشياء جديدة ، أو لا يتوقع ردود فعلي كلها ، حتى أكون عالما غامضا يجذبه ، فا تركوا العنان لاختبار عواطفكم وتوكلوا على الله دائما ، فالحياة لا تصفو لأحد ، المهم أن نعرف كيف نتعامل مع المشكلات ....

ولا تتقوقعوا أبدا عاطفيا ، فهذا ليس ضعفا ، ابقوا جذوة الحب مشتعلة ، بالتحدث معا والنقاش وإيجاد الحلول وليس الدوران حولها ، والتكتم على أسراركم الزوجية لأن هذا يعطي الثقة ، والصبر في الضرّاء والسرّاء ، و بترك مسافة من الاحترام والغموض للاحتفاظ بشيء تقدمونه كحطب عند بدء الشعور بخبو الجذوة ...



***

بقلم أختكم :
مؤيدة بنصر الله ..