السلام عليكم
كثيراً من الأخوات سواء المتأخرات بالزواج أو المطلقات والأرامل يعانين من حالة مزاجية
سريعة التقلب ، فخلال لحظات تنقلب من انسانة مبتسمة إلى انسانة كئيبـة ، لاتستطيع
في معظم الأحيان فعل أي شئ رغم وجود الفراغ ولكن لاوجود للمزاج لفعل الشئ !!
إلا مايتناسب مع الحالة المزاجية التى هي عليها ،
المؤسف أن المقربون ومن معها بالبيت لايدركون ترجمة تلك المشاعر والتعامل معهــا
بشي من الواقعية ، فتتهم بالكسل ، والعصبية ، واللامبالات ، وتواجه كثير من الانتقاد
وخاصة من قبل الأم ، لدرجة أن البنت تتصور نفسها ثقيلة ظل وعبء وأن أمها تحتقرها
ولاتراها انسانة تستحق الإشادة ،
تلك الأشياء تضاف إلى ماتعانية البنت من ضغوط داخلية بسبب شعورها بالوحدة العاطفية
والحرمان الغرائزي والرغبة في الاستقرار في مملكتها الخاصة ، والشعور بالنقص ،
والضغوط الاجتماعية المعروفة التي تواجهها كل واحدة متأخرة بالزواج أو مطلقة أو ارملة
ولأن الصورة تتكرر يوميا قد يصل ببعضهن الملل والرفض اللاشعوري للواقع إلى سهولة
الانجراف خلف البحث عن مخرج ولو كان غير شرعي ،
ربما لاحت فرصة للخروج الشرعي من هذا الوضع ولكنها ليست مقنعة أو هو الخوف مــن
المستقبل ، والخـوف من الفشـل في التجربة الزوجــية أو مايصاحب التجربة من مصاعـــب
أو يحدوها الأمل في تقدم خاطب آخر ربما يكون أفضل ظروف ، أو أنه انتهى الأمر إلـــى
لاشئ من قبل المتقدم او غير ذلك 00
وهنا يزداد الضغط عليها وتتهم ايضا بأنها ترفض الخطاب كل مرة وليست جادة في الزواج
ولا تريد إلا الكسل والنوم واللامبالات أو ان حظها عاثر مع المتقدمين وتلام على كل ذلك مع
ان الحالة خارج إرادتها وليس في يدها ، فرفضها بسبب الخوف شعور كان يحتاج لشئ من
التشجيع وإيضاح الصورة والأخذ بيدها بهدوء لتخليصها من هذا الشعور، وعدم انتهاء الأمر
بالزواج بسبب المتقدم لاذنب لها فيه ولايفترض اتهامها بعدم وجود حظ حتى يصبح الأمر عقدة
في نفسيتها ،
لايوجد من يفهم مشاعرها الفهم الصحيح ويحاول أن يتعامل معها بشكل عقلاني ومنطقـي
ويقدر مخاوفها وتعثر الحظ في بعض الحالات ، وهذا مايزيد من حالة الإحباط والمزاجية الحادة
لذلك أختى عليك أن تدركي بأن من حولك غير قادرين على ترجمة أحاسيسك وفهمك بشكل
صحيح ولا تلوميهم فلكل انسان قدرات ، حاولى أن تفهمي انت مشاعرهم فلا تظني أنهــــم
يكرهونك أو أنك ثقيلة عليهم أو يريدون التخلص منك حتى وإن كانت تصرفاتهم توحي بذلك
عليك ان تكوني شجاعة في حال تقدم لك رجل لاعيب في دينه وخلقه لاتوقعي نفسك ضحية
مثاليات زائفــة فـإن كنت تقدمت كثيرا بالسـن فلا بأس أن تكوني زوجـة ثانية لرجل يحتـاج
لأخرى وقادر على التعدد بشروطـه ، ولاتوهمي نفسـك أنك قادرة على العيش دون زوج ولا
رغبة لك في الأبناء فتلك غلطة لم تكتشفها غيرك إلا بعد فوات الآوان حين تفرقت الأسرة وكل
انشغل بنفسه ،
وإن كنت متقدمة بالسن نوعا ما فلا تنشدى الكمال في كل من يتقدم إليك ولابد من التحلــي
بالشجاعة والإقدام على التجربة والتوكل على الله فلا تعلمين أين الخير ، ولاتجعلى ماتسمعينه
من مشاكل زوجيه صورة مرعبة تثنيك عن الزواج فلست أول ولا أخر من أقدمت على الزواج وهن
كن مثلك خائفات من التجربة ولكنهن توكلن على الله وتشجعن وما وجدن إلا كل خير رغم كل
ماتسمعينه منهن من شكوى فالانسان بطبيعة الحال خلق هلوعا 0
وإن كنت ممن خذلهن الحظ في مرات عديدة ولم يتم امر الزواج بسبب المتقــدمين فاحــــذري أن
تؤمني بعدم وجود حظ لك في الزواج ، وان تصدقي تلك الكذبة الشيطانية فكل مافي الأمر أن
الله لم يكتب لك فيهم نصيب وسيأتي بإذن الله من هو نصيبك وانت نصيبه فلا تبتأسي أبـــــدا00
ولحين وجود متقدم حاولى أن تغيري من نمط حياتك ومزاجينك أشعري نفسك بالنشاط والحيوية
وتلمسيى مواطن القوة في نفسك وكوني انسانة منتجة نحلة في النشاط احرصي على الأعمال
التي تقربك من الله وترضيه عنك كالاعمال الخيرية والتطوعية وإدخال البهجة والسرور لمن حولك
حاولى تغيير جدولك اليومي ببعض التعديلات التى تقضى على فراغك من قراءات وصلاة وتعلم00
اسأل الله ان يشرح صدوركن بالايمان وسعة الخاطر ويرزقكن بالأزواج الصالحين ويستر عليكن 0
أخوكن الكـبـيـــر