رحلتى العلاجية الى ألمانيا مع جيش عرمرم من أسرتى .. بالصور .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( هذه المشاركة بالكامل منقولة عن أخى وحبيبى أبو سلطان الكاتب القدير )
( وذلك بتصريح خاص والتعامل مع المشاركة كيفما شئت من ادراج أو ردود )
الحلقة الأولى : مرض نبحث له عن علاج ..
كانت البداية محاولة للتوصل لحل مشكلة الوالدة المرضية المزمنة شفى الله مرضانا
ومرضاكم ومرضى المسلمين .. تتلخص المشكلة في معاناتها من مرض نفسي عضوي
طوال ثلاثين عاما لم نجد له علاجا ناجعا غير الأدوية المهدئة!! .. ومنذ أن وعيت أنا
على الدنيا والوالدة تشكو من المرض إلى يومنا هذا وإن خفت الأعراض قليلا .. المرض
عبارة عن اكتئاب مزمن تصاحبه آلام في جميع أنحاء الجسم قد يتحول إلى صداع
شديد دون وجود مشاكل في الدماغ أو آلام شديدة في الكبد أو الكلى .. رغم أن
جميع الفحوصات السريرية تثبت أن وظائف الجسم تعمل بصورة طبيعية .. كما كانت
الوالدة تعاني من تبلد أحاسيس الفرح أو الحزن وكأنها آلة جامدة تؤدي عمل معين
بكل ميكانيكية ..
عندما تنظر إلى نفسها في المرآة لا تستطيع الإحساس بأن الصورة صورتها وإنما
صورة شخص آخر!! .. وعلشان لا يروح بالكم بعيد فإن صورتها التي تظهر في
المرآة إنعكاس لصورتها الشكلية الظاهرية الحقيقية ولكنها تشعر بأن صورتها التي
في المرآة لا تنتمي إليها ( فهم هذه النقطة صعب ومعقد!!) .. تصاب بقلق شديد وتوتر
يصل إلى مرحلة الهستيريا لو تأخر أحد أبنائها خارج البيت ( أذكر أنها أغمي عليها
عندما اتصلت بأختي على الجوال وكان مغلقا واتضح أن أختي في الغرفة المجاورة!!) .
عانيت أنا شخصيا معاناة كبيرة عندما لم تكن وسائل الاتصالات متوفرة كالجوال
وجهاز النداء الآلي وكان لزاما علي أن أتصل بالبيت كل نصف ساعة لكي تطمئن
الوالدة أنني بخير!! ..
والمواقف والأحداث المرتبطة بهذا القلق المرضي يمكن أن أسود فيها صفحات وصفحات
لكن خلينا في رحلة ألمانيا لكي لا نخرج عن الموضوع!! .. ولو أصيب أخي أو
أختي بعارض صحي بسيط لا تنام الليل وتكتسحها المخاوف الوساوس من كل مكان ..
كان خوفها وقلقلها مرضيا مزمنا .. رغم انها متدينة وتخاف الله لكن هذا المرض
النفسي أرهقها وأتعبها وأقض مضجعها .. حتى نحن صرنا نعاني معها .. من
الأعراض المرضية التي كانت تحس بها أيضا شعورها بأن يدها ليست يدها في
الحقيقة وإنما يد امرأة أخرى!! .. وأن كل عضو في جسمها لا يمت لها بصلة ..
زرنا كثيرا من المشايخ والمقرئين .. سواء في حياة الوالد أو بعد وفاته وعندما استلمت
أنا مقاليد الأمور .. وقيادة هذه العائلة الصغيرة إلى بر الآمان .. تعبت كثيرا عندما
كنت طالبا أدرس في الجامعة ومسؤل عن والدتي المريضة وأخي وأختي .. كنت
بمثابة الأب لهم .. صراخ والدتي في الليل وآلامها التي لا نعرف ما سببها .. لا نجد
العلاج في المستشفيات .. ولا الدواء الذي يزيل هذا المرض غير الدعاء وبعض المهدئات ..
عندما أفكر في مرض الوالدة الآن أستغرب كيف استطعت أن أنهي الجامعة وأعمل
رغم كل هذا الجو الكئيب الذي كنت أعيش فيه ؟! .. ولكنها رحمة الله الذي يبتلي
المؤمن بالمصائب لكي ترتفع درجته .. نسأل الله لكم ولنا النجاة من النار ..
أخوكم / أبو سلطان
التعديل الأخير تم بواسطة محمد الشرقاوى ; 29-03-2005 الساعة 01:56 PM