السلام عليكم ورحمة الله بركاته

شيخي الفاضل ابومالك آل أحمد زادكم الله علما وتقى وهدى وصلاح و انت وجميع المسليمن

عندي بعض الاسئلة التي تدور في بالي من فترة طويلة و لو سمح وقتك راح استطرد الاسئلة الباقية

س 1 قال الله تعالى ﴿ االْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾

صدق الله عظيم

الاية واضح جدا معناها لكن لماذا هناك اختلاف و جدال في امور الدين بين المذاهب و الائمة و الفقهاء

وانا لا انكر الاية معاذ الله لكنني اتسائل

جزاك الله خير

الحمد لله والصلاة والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي المبارك: (فارس مكة) وفقه الله.
فهذا السؤال الذي سألت عنه قد صنف فيه العلماء مصنفات ومن أهمها: (كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام) وهناك أيضا رسالة للإمام ابن عثيمين رحمه الله بعنوان: أسباب الخلاف بين العلماء، وتحتاج هذه المسألة لشئ من البسط، خلاصتها:

1 ـ أن نعتقد اعتقادًا جازمًا أن الله قد أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، فلم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وبيّن دين الله أكمل بيان.

2ـ أن الخلاف قد وقع بين الصحابة على عهد النبوة، ولكن الوحي قد حسم ما وقع الخلاف فيه.

3ـ أن نعلم أن الصحابة قد ظفروا بعلم الوحي وتفرقوا في الأمصار فبث كل واحد منهم ما ظفر به.

4ـ أن نعلم أنه ليس بمقدور كل إنسان الإحاطة بعلم الشريعة وكل الأدلة التي جاءت بها.

5ـ ينبغي أن نعرف أن هناك مسائل لا يسوغ الخلاف فيها وهي قطعية الدلالة والثبوت، والخروج بها عن مفهومها يوقع الإنسان في المحذور.

6ـ مما ينبغي فهمه أن الخلاف في مسائل الفروع في الشريعة مما يسوغ، بل هو مما امتازت به شريعتنا حتى تستوعب كل النوازل التي لم تكن فيمن قبلنا.

7ـ هناك أصول ينبغي التحاكم إليها عند الاختلاف وهي: القران والسنة والاجماع والقياس.

أخي بعد هذه القواعد في مسوغات الاختلاف أتكلم عن سبب الاختلاف، فمن أسبابه:

1ـ عدم بلوغ الدليل للمفتي في هذه المسألة.

2ـ أن المفتي قد يصحح أو يضعف الحديث الذي ورد في المسألة حسب قواعد التصحيح والتضعيف وحسب منهج المفتي، هل يأخذ بمنهج المتقدمين أو المتأخرين في هذا الفن؟!

3ـ الاختلاف في فهم النص، فكل مفتي له فهم للنص يفتي به حسب فهمه وما أدى إليه اجتهاده.

4ـ دلالة فهم اللغة العربية له دور في الفتوى، فغزارة معاني اللغة العربية تجعل لكل مفتي فتوى مناسبة لفهمه للمعنى اللُغوي.

5ـ معرفة الناسخ والمنسوخ، فمن العلماء من يجعل الدليل ناسخا ومنهم من يجعله منسوخا ومنهم من يقول بالجمع بين الأدلة، مما يجعل الاختلاف واقعا بين العلماء.

وهناك أمثلة لكل مسأل ولكن ليس هذا مقامها، ولعلك تراجع الكتب التي تم ذكرها.


خلاصة القول: أن الخلاف إذا كان له مسوغ شرعي مبني على دليل وفهم، فهو مما امتازت به شريعتنا حتى تستوعب جميع الحوادث النازلة ويمكن معها الاجتهاد من العالم المعتبر.

وفقنا الله لفهم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

والله أعلم.

شيخي أبو مالك أبدعت و أجزت في ردك واكثر ما جذبني في ردك مسالة الاختلاف ميزة الإسلام

نعم اختلاف العلماء رحمة و يدل على سماحة الإسلام



لكن لو تكرمت عندي المزيد من الاستفسارات انت كريم و أن شاء الله أكون استاهل كرمك

س 2 ما صحة خروج المهدي لأنني بصراحه قرات كتاب قبل عدد سنوات يتكلم عن استحالة خروج المهدي

وكتاب صيغ بصيغة علمية إسلامية وذكر أحاديث و أقوال تبث عدم صحة خروج المهدي

أتمنى منك شيخي التوضيح في هذه المسالة وسامحني على كثرة الاستفسارات

لكن بصراحة انت فرصة منحها الله لي كي استفيد منها وأصنع منها عقيدة صحيح خالية من الانحرافات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
فالمهدي قد وردت فيه أحاديث كثيرة منها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع ومع ذلك فلأحاديث الصحيحة في خروجه ثابتة صحيحة وقذ ذهب شيخنا ابن باز رحمه الله ٱلى أنها بلغت حد التواتر المعنوي وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بخروجه آخر الزمان قرب الدجال والمسيح عيسى عليه السلام ويملأ الأرض عدلا كما ملأت جورا وظلما وهذا مهدي أهل السنة واسمه محمد بن عبدالله من آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام وأما مهدي الرافضة فهو نسج من الخيال لا يصح .

جزاك الله خير استاذي الكبير ‏ابومالك آل أحمد

س 3 ما حكم من انكر امر من امور الخلاف والاجتهاد ؟

وضح مقصودك بأمور الخلاف والإجتهاد

الحجاب و النقاب

إسبال الثياب او تقصيرها

الاناشيد التي بدف او بدون دف

طبعا هي كثيرة لكن هذا اللي يحظرني

الحمد لله والصلاة والسلام عل رسول الله
وبعد
هناك فرق أخي الكريم بين إنكار الأدلة وإنكار اجتهاد العالم في فهم الدليل فمثلا مما ذكرت الحجاب وإسبال الثياب فمن قال أنكر أدلة الحجاب أو أدلة النهي عن الإسبال فهذا إنكار للنص وهذا يعرض نفسه للكفر ﻻنه رد النص الشرعي وأما من قال أنا لا أرى صحة استدلال من قال بوجوب تغطية الوجه وإنما أرى قول جواز كشف الوجه وأن الحجاب ليس في تغطية الوجه فهذا إن كان عن هوى في نفسه فإنه يأثم وإن كان اتباعا لعالم معتبر في الفتوى فيجوز عمله بقول هذا المفتي.


خلاصة القول فرق بين إنكار النص أو العمل بأحد القولين في المسألة ورد القول الآخر.
اتمنى أني وصلت لما تريد التعبير عنه

وفقك الله

جزاك الله خير شيخي الفاضل لكن انا قصدي من سؤال

يعني إذا شخص رأى أمراءه محجبة وهي منتسبه الى مذهب من مذاهب أهل السنة

أو أخذت بقوال العلماء اخرين معتبرين لهم احترامهم و فضلهم في آلامه

في هذا الحالة هل يجوز لشخص أن ينكر عليها حجابها و ينكر أقوال هؤلاء العلماء الأفاضل

هذا ما قصدته شيخي الفاضل