الخيانة الزوجية .. أسبابها وعلاجها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة
قرأت في منتدانا الجميل الكثير من القصص التي تبكي العين،
ويندى لها الجبين ، قصص مؤثرة لم تمر علي مرور الكرام ، كانت
لي دروسا وعبرا ، أحببت أن أنقلها إليكم ، علها أن تفيد من كان
من الناس غافلا عما يصنع هو بيديه أسباب هلاكه وهلاك أسرته، وتكون
لمن سلمه الله تذكيرا وتنبيها كي لا يسلك سلوك من وقعوا في مثل
تلك الخيانات عافان الله وإياكم منها ومن كافة الزلل.. آمين
أسبابها وعلاجعا
1- ضعف الوازع الديني وهشاشة التربيه
وهو من أعظم الأسباب ، لأن الدين والتربية لهما دور عظيم في معرفة ما يضر النفس من الأفعال
التي نادى الشرع بتجنبها والحياد عنها ، ومعرفة أن كل ما أمرنا الله ورسوله باجتنابه فهو
مضر بنا ولا مصلحة للنفس مصلحة في اقترافه ، ومما نهانا عنه الشرع تكوين العلاقات المحرمة
التي من شأنها هدم كيانات الأسر وتمزيقها وتشتت الأبناء ، وقبل كل هذا اختلاط الأنساب ، لأن
من كون علاقة مشبوهة ، لا يستبعد منه أن يقع في الحرام عياذا بالله.
إن الآباء والأمهات لهم دور عظيم في تعليم الأبناء الحلال والحرام ، وتربيتهم تربية تنشئهم على العفة
وصيانة النفس من كل ما يدنسها من الأقوال والأفعال.
2- إهمال الزوج لزوجته، وإهمال الزوجة لزوجها
وهذه من أخطر الأسباب ، لأن إعفاف كل منهما للآخر مطلب سامي وغاية من الغايات
الجليلة التي شرع من أجلها الزواج ، والإعفاف هنا إعفاف جسدي وإعفاف عاطفي ، وكلاهمالا ينفك عن الآخر ، وإذا
فقد أحدهما فقدت حلاوة الآخر، وعندما يجد أحد الزوجين إهمالا من الآخر ، تتولد عنده ردة فعل
عكسية يحس من خلالها أنه بحاجة إلى من يسد ماعنده من حاجة ، وأن يعطي ما عنده من المشاعر
المكبوته لأي شخص يلوح له أينما كان ، في الشارع ، في الهاتف ، في الإنترنت أو حتى في
الأماكن العامة، وأنا لست أقول هذا مبررا لما يقع من الخيانات ، ولكنها أسباب يجب أن يعيها الأزواج
ويحاول أن ينظر في ما يصلح الخلل فيها بضده ، وعلى العكس فإن من ابتلي بطرف آخر يهمله
قد شرع له الشرع من الحلول ما يكفل إصلاح الحال إما بعودة المهمل عن إهماله ، أو بالطلاق الذي
يتيح له أن يجد ضالته عند غيره.
3- إهمال النظر في جانب الدين عند المرتبط به قبل الزواج
فإن الذي رباه الإسلام لا يمكن أن تصدر منه مثل تلك الأفعال التي تنافي الشريعة.
وهنا تتجلى لنا بينة إحدى معاني حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الجانب
عندما قال مخاطبا الرجال ( فاظفر بذات الدين تربت يداك)
ومخاطبا أولياء الفتيات ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )
4- التأثر بالمسلسلات والروايات والأفلام
قبل سنين ليست بالبعيدة ، كنا نسمع عن ظلم يقع على النساء ، أو إهمال من بعض
النساء لأزواجهم ، ولكن الذي كنا لا نسمعه هو خروج أحدهم عن ماهو فيه وتعويضه بالحرام،
وما ذلك إلا تقليد لما يظهر في المسلسلات والروايات أو ما يقرأ في الروايات التي عجت بها
وسائل الإعلام هذه الأيام.
تقول مبررة : لم أعد أطيق الحال الذي أمر به مع زوجي فاضطررت إلى الخروج مع شخص
تعرفت عليه في برامج المحادثة من غير إرادتي حتى وقعت في الحرام .
وهذا علاجه ما ذكرناه في السبب الأول من ضعف الوازع الديني.
نصيحتي لمن وقع في مثل هذا
أن يتوب إلى الله ويعود إليه ، وإن علم الله صدقه غفر له.
أن يحاول أن يصلح الطرف الآخر المقصر معه .
أن يبدل صحبة الشر التي هو فيها بصحبة صالحة تعينه على طاعة الله ،ولا يخلو مجتمع منهم والحمد لله.
هذا ماستطعت أن أكتبه
إن أحسنت فمن الله
وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
والله المستعان وعليه التكلان