بِسْم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم
منذ مدة ليست بالقصيرة تراودوني فكرة أن أفتح موضوع يربط هذا القسم الجميل المفيد بالسنة النبوية المطهرة و أضع فيه أحاديث نبوية شريفة تختص بالزواج و الأسرة و علاقة الزوج بزوجته ، ولا ألزم نفسي فيه بترتيب معين فقط ذكر الحديث مع تخريجه (الكتاب الذي ذكر فيه ) و مع بعض التعليقات البسيطة حول دلالات الحديث النبوي من كلام أهل العلم و خاصة سلف الأمة لما لهم من أهمية في ديننا الحنيف و سأحاول أن يكون الكلام من أقوال القرون المفضلة بإذن الله
فخير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم . أو كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
والله تعالى أسأل أن ينفع به الجميع و أن يفتح عليَّ فيه مفاتيح العلم و الخير و كل من قراءه
و أبدأ بهذا الحديث الشريف العظيم
1-
عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) أخرجه بالبخاري في صحيحه برقم 1
قال إبن البطال رحمه الله المتوفي 445 هجري :
...وقال جماعة من العلماء: إن هذا الحديث ثلث الإسلام، وبه خطب النبى (صلى الله عليه وسلم) حين وصل إلى دار الهجرة وشهر الإسلام. وقال أبو عبد الله بن الفخار: إنما ذكر هذا الحديث فى هذا الباب، لأنه متعلق بالآية التى فى الترجمة، والمعنى الجامع بينهما أن الله، عز وجل، أوحى إلى محمد (صلى الله عليه وسلم) وإلى الأنبياء قبله أن الأعمال بالنيات، والحجة لذلك قول الله، عز وجل: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) [البينة: 5] . وقال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين) [الشورى: 13] . وقال أبو العالية (توفي 90 و قيل 93 هجري): فى هذه الآية وصاهم بالإخلاص لله، عز وجل، وعبادته لا شريك له. وقال مجاهد فى قول الله تعالى: (ما وصى به نوحا) ، قال: أوصاك به وأنبياءه كلهم دينا واحدا. وقال أبو الزناد بن سراج:
إنما خص المرأة بالذكر من بين سائر الأشياء فى هذا الحديث، لأن العرب فى الجاهلية كانت لا تزوج المولى العربية، ولا يزوجون بناتهم إلا من الأكفاء فى النسب، فلما جاء الإسلام ساوى بين المسلمين فى مناكحهم، وصار كل واحد من المسلمين كفئا لصاحبه، فهاجر كثير من الناس إلى المدينة، ليتزوج بها، حتى سمى بعضهم مهاجر أم قيس.
شرح إبن البطال لصحيح البخاري
يتبع...