الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله للعالمين وآله وصحبه أجمعين ومن اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
الحديث عن الأعراض والاتهامات فيما يخص الشرف تحاط بسرية ويضاف لها أيمان وقسم بالله واستغفار من إثم النقل و( الله لا يبلانا) ثم يقال سمعت أن فلان أو سمعت أن فلانة كذا وكذا وهذه الرواية تنتقل مع إضافات وكذلك الواتس وغيره وقد أدبنا القرآن الكريم فيمثل هذا كيف نتعامل معه لذلك.
هذه فوائد من الآيات الكريمة التي بيّن الله فيهاحادثة الإفك.
هي حادثة وقعت لزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة واتهمت فيها بعرضها واتهم أحد الصحابة في عرضه كذلك والقصة مبسوطة بتفاصيلها في كتب التفسيروالحديث :
1- (إن الذين جاؤوا بالإفك).
سماه الله إفكا فهو ليس بحقيقة ومن أصدق من الله قيلا.
2- (عصبة) أي جماعة متفقين مسبقاً على أمر.
3- (منكم) فالفتنة ليست فقطمن الأعداء بل تأتي منّا ضدنا ومن أناس لهم ديننا وأخلاقنا ويعيشون معنا.
4-(لا تحسبوه شرّاً لكم) ليستكل فتنةشراً خالصاً.
5- (بل هو خير ) هناك فوائد غير منظورة في هذه الفتنة ستتظح لاحقاًمنها
- اختبار لمصداقيتكم عند بعضكم.
- كيف تتعاملونلاحقاً مع مثلهذه الفتنة.
- فرز لشخصيات المجتمع ممن يصدق أو يكذّب ومن الثقة ومن ليس بثقة.
- إعادة تشخيصكم لكيفية التعامل مع البيت النبوي.
- معرفةقيمة الأعراض وخاصة للمرأة المسلمة.
- طلب رد الاتهام بطلب الأدلة والإثبات الواضح الصريح.
- التحري والدقة والفحص قبل النشر مهما كان مصدر الخبر.
6- (لكل امريءٍ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره له عذابٌ عظيم). أفراد العصابة حسابهم بحجم تنفيذهم لدورهم والعقل المدبر عقابه بحجم فعله.
7- (لولا إذ سمعتموه) هنا ننتبه إلى أننا نسمع فقط أي لم يروا ولم يشاهدوا ولم يتأكدوا بأنفسهم وهذا غالب الخلل في النقل.
8- ( ظن المؤمنين والمؤمنات بأنفسهم خيراً) ما دام الحديث عن أمرأة ورجل من بين أفراد المجتمع فيجب إفتراض أن الإيمان يردعهم عن الذنب وكلمة أنفسهم أي أن من يتهم ابن بيئه ومجتمعه فكأنه يتهم نفسه.
9- ( وقالوا هذا إفكٌ عظيم) يقولون لمن نقل لهم الخبر تبرأةً لمن هم منهم هذا إتهام باطل وذلك تبرأةً لأفراد المجتمع الذي هم منهم أي رد الاتهام عن أنفسهم برد الإفك ليرى ناشر الإفك أن كلامه مردود بحسن ظن المجتمع بأفراده.
10- (لولاا جائوا عليه بأربعة شهداء) الآية
طلب الإثبات القاطع والدليل الواضح على ما يقوله القائل ومثل هذا في عصرناما هو مصدر المعلومة الرسمي.
11- ( إذ تلٓقّونٓه بألسنتكم) تلقي الكلام المنشور بالأذن فهي عضو السمع ولكن من سرعة النقل من السماع للقول والنشر كأنه تقاذف للكلام من لسان إلى لسان وهذا يعني النقل السريع بدون فحصل وتدقيق.
12- ( وتقولوا بأفواهكم ما ليس لكم به علم) الآية توكيد أن القول من الأفواه وإضافة كاف الخطاب وميم الجمع لبين عظمة مسؤولية الكمة وخاصة في الأعراض وجزاء القول بغير علم.
13- (وتحسبونه هيّناً وهو عند الله عظيم) من سهولة الكلام ينطلق بغير تحقيق وتدقيق وخاصة في الأعراض وبالأخص أعراض المؤمنين وبالأخص المرأة المؤمنة وبالأخص زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه عند الله أمر عظيم لنعلم كيف نتعامل مع ألسنتنا في الأعراض.
14-(لولا إذ سمعتموه) الآية النفي المباشر لمجرد الكلام عن مثل هذا الموضوع وهو تأكيد لحماية الأعراض.
15- ثم اأتبع الموضوع بالآيات الكريمة التي تؤدب المؤمنين كيف يتعاملوا مع هذا للموضوع وختم بقوله تعالى:
16-( الطيبات للطيبين) الآية هذه قاعدة عامة لفحص الأسر وبينات حقيقة الاجتماع في الاسر فلا يقبل الطيب خبيثة في فراشه ولا تقبل الطيبة أن تكون في فراش خبيث وتقبل الخبيثة والخبيث الاجتماع مع بعضهم البعض فاتهام أحد الزوجين بسوء يمس عرضه فهو اتهام للآخر بالسوء بالرضا بذلك.
ختاماً هذه فوائد من مجتهد فارجعوا للتفسير وكتب الحديث لندخل مدرسة القرآن الكريم والحديث الشريف لنتعلم كيف نتعامل مع أعراضنا وأعراضمن حولنا وأعراض المسلمين.