السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي ..... أختي...
شكرا لكما على دخولكما...
اعلم أن وقتكما ثمين...
وإني والله استحي أن اكتب لكما
ما لا يعود بالفائدة عليكما ...
أخي ... أختي...
إن النفس لتتطلع وهي تبني ذاتها.....
إلى نماذج ومُثل لتقتدي بها.....
فالنموذج العملي والصورة الحية.....
تترك أثرا لا يتركه الخطاب النظري....
ولذلك أكثر الله في كتابه من ذكر قصص السابقين....
وجاء الأمر بالاعتبار والاتعاظ بها للمؤمنين الصادقين...
وهذه سانحة فكر قد عنت....
ودمعة محب قد طلت فهلت.....
تذكرت فيها أحد عشر كوكبا...
زانت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم...
فلقد اختارهن الله لنبيه الأمين...
وفضلهن على نساء العالمين....
وأكرمهن بأن كن أمهات للمؤمنين....
فلهن كل احترام وتبجيل وتقدير...
ولهن كل محبة ونصرة وتوقير....
فيا لله من آية :
( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم )
فما ذا عساني أقول في أمهاتي...
وهل توفي شيئا من حقهن عباراتي...
إنهن نساء ولكن لسن كأي نساء ..!!
( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء )
اتقين الله كما أمرهن ..
فلم يشابههن أحد من النساء بعدهن..
ولم يلحق أحد من غيرهن منزلتهن وفضلهن...
ولما علا مكانهن وارتفعت منزلتهن...
كان الذنب لو وقع منهن مضاعفا عليهن..
( يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف
لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا )
وشرط المضاعفة لا يقتضي وقوع الفعل منهن...
فرضي الله عنهن وجمعنا بهن في جنات نعيم...
يالله....
كم تذوقت طعم الصلاة عليهن وأنا أردد في كل صلاة :
( اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) رواه البخاري
أخوتااااااه....
عمن أتكلم...
عن خديجة بنت خويلد....!!!
الصابرة على المحن والمصائب...
الواقفة مع رسول الله في النوازل والنوائب...
أم عن عائشة بنت أبي بكر ...!!!
الصديقة بنت الصديق ...
العتيقة بنت العتيق...
حبيبة الحبيب وأليفة القريب
عن المبرأة من العيوب ...
المعراة من ارتياب القلوب....
أم عن حفصة بنت عمر...!!!
القوامة الصوامة....
المزرية بنفسها اللوامة....
أم عن زينب بنت جحش....!!
الخاشعة الراضية...
الرجاعة الداعية...
أم عن صفية بنت حيي....!!!
التقية الزاكية ...
ذات العين الباكية...
صفية الصافية....
أم عن سودة بنت زمعة....!!
الرحيمة الراضية...
الواهبة يومها لعائشة...
أم عن أم حبيبة.....!!
المهاجرة الصابرة....
التي قدم النجاشي عن رسول الله مهرها...
أم عن أم سلمة...!!
الذاكرة المهاجرة...
ذات النظرة الثاقبة...
أم عن زينب بنت خزيمة...!!!.
المتصدقة في كل حين...
المحبة للفقراء أم المساكين...
أم عن جويرية بنت الحارث...!!!
المباركة في صداقها....
عظيمة البركة على قومها....
أم عن ميمونة بنت الحارث....!!!
الزوجة الناصحة....
البرة التقية الصالحة...
رضي الله عنهن أجمعين...
انظروا إليهن...
عندما امتحنهن ربهن....
فنجحن في الاختبار والاختيار...
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال :
( إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك )
قالت : قد علم أن أبوي لم يكونا ليأمراني بفراقه
قالت : ثم قال : ( إن الله عز وجل قال :
( يَا أَيّهَا النَّبِيّ قُلْ لِأَزْوَاجِك إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزِينَتهَا
فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّه
وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة فَإِنَّ اللَّه أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا )
قالت : فقلت : في أي هذا أستأمر أبوي ؟؟
فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة .
قالت : ثم فعل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت رواه مسلم
قال ابن كثير رحمه الله : ( هذا أمر من الله تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم
بأن يخير نساءه بين أن يفارقهن فيذهبن إلى غيره ممن يحصل لهن عنده الحياة الدنيا
وزينتها
وبين الصبر على ما عنده من ضيق الحال
ولهن عند الله تعالى في ذلك الثواب الجزيل
فاخترن رضي الله عنهن وأرضاهن الله ورسوله والدار الآخرة
فجمع الله تعالى لهن بعد ذلك بين خير الدنيا وسعادة الآخرة .)
الله أكبر ...... الله أكبر
ما أحوج نساءنا اليوم للعودة إلى تاريخهن وقراءة سيرهن...!!!
فيا أختاااه....
يامن هديتِ إلى الإسلام راضيةً
وما ارتضيتِ سوى منهاج خير نبي
يا درةً حُفظت بالأمس غاليةً
واليوم يبغونها للهو اللعبِ
يا حرة قد أرادوا جعلها أمةً
غربيةَ العقل ِ لكنْ اسمها عربي
هل يستوي مَنْ رسول اللهِ قائدهُ
دوماً وآخرُ هاديهِ أبو لهبِ
وأين مَنْ كانت الزهراء أُسوتها
ممن مشت خطى حمالةَ الحطبِ
فهيا أختااااه....
دونك سيرتهن....
فسيري على طريقهن.....
أخوك
متأمل