إجابة سؤال ... من أين أتيت ؟
من أين أتيت ؟
قد يسأل الولد : أين كنت ؟ و من أين أتيت ؟
فهذا سؤال مصيرى .. يرتبط عند الطفل بإكتشافه لوجوده المتميز مما يستدعى لديه التساؤل عن بداية الوجود .. و بعد أن يعرف أنه كان قبل الولادة فى بطن امه .. فقد يتابع التساؤل : من الذى وضعنى هناك ؟ و كيف خرجت من بطن أمى ؟
بالرغم من أن كثيرا من الأمهات اليوم لا يجدن حرجا فى الاجابة عن السؤال الأول : أين كنت ؟ الا أن معظمهن يجدن صعوبة و حرجا فى التحدث الى الطفل الذى تبلغ حاجته الى هذا اللون من المعرفة ذروتها ما بين الثالثة و السادسة من عمره فى كيفية وصوله الى الحياة و من الذى وضعه هناك فى بطن أمه حيث ذلك يرتبط مباشرة بالعلاقة الجنسية بين الزوجين .
و من المؤكد أن الطفل فى هذه المرحلة يحتاج الى طرح مبسط للقضية و الى سهولة فى الاجابة و عدم تصنع كما أن اكتفاء الأبوين بالتحدث الى الطفل عن تناسل النباتات و الحيوان هو نوع من التهرب الذى سوف يدركه الطفل و يفهم مغزاه .
إن الطفل فى هذه المرحلة لا يحتاج فى الواقع الى تفاصيل تفسيرية عن ولادة الاطفال أو حياة الراشدين التناسلية . كل ما يريد أن يعرفه هو أن البذرة الصغيرة الأبوية قد التقت بالبذرة الصغيرة الأمومية فى بطن الام خلال لقاء عاطفى سعيد بين الاب و الام .
و لا بأس هنا من ضرب الأمثلة بتناسل النبات و الحيوان . لكن المهم هو اشعار الطفل أن هذا اللقاء السعيد بين الابوين قد انتج طفلا جميلا .. يحبانه و يسعدان به .. أى لابد أن يشعر الطفل أنه حصيلة حب يجمع بين والديه .. و ليس نتيجة تفاعل آلى لا روح فيه و لا حياة و انما هو نتيجة زواج شرعى أمرنا الله به .
و يستطيع الابوان أن يعرضا للموضوع فى ايجاز و بساطة و بأسلوبهما الخاص على النحو التالى :
خلق الله للمرأة جيبا خاصا فى بطنها يسمى الرحم لكى تحمل فيه أطفالها واحدا بعد الاخر .. هذا الرحم له ممر صغير يؤدى الى مبيض فى جسم الأم هذا المبيض يفرز مجموعة من البويضات الصغيرة جدا .. عندما تختلط احداها ببذرة الحياة التى يعطيها الأب للأم تنمو و تصير طفلا طفلا صغيرا جدا هذا الطفل ينمو تدريجيا فى بطن الام و كلما كبر انتفخ بطن الام أكثر فأكثر و فى هذه الفترة يتغذى الطفل من دم الأم .
و بعد ان يكنمل الطفل و يصبح قادرا على العيش فى الحياة الخارجية يخرج من بطن أمه من خلال الفتحة التى أوجدها الله فى جسمها و هذه العملية تسمى بالولادة و بعد أن يخرج الطفل و يشم الهواء تحتضنه أمه فى حنان و ترضعه من لبنها الذى أنزله الله فى صدرها . و هكذا تظل ترضعه من لبنها المغذى لمدة عامين و حين يصبح قادرا على أن يأكل و يشرب بنفسه مع أبويه و اخوته ..
و هذه المعلومات لا ينبغى بالطبع أن تعطى للطفل دفعة واحدة و إنما ينبغى أن تأتى بشكل متدرج وفقا لتعاقب أسئلة الطفل نفسه .
و المهم أن يدرك الآباء أن الطفل لا يستوعب من التفاصيل الا ما أصبح قادرا على استيعابه بفعل النمو و الاهتمام المتجدد و المتطور .