بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصبه وسلم 00



المداراة معنى جميل، خاصة إذا تخلق به الإنسان مع زوجته أو أبنائه، فهو ضمان لاستمرارية العلاقة، ولو عرف المتزوجون في واقعنا المعاصر هذا الخلق لما ازدادت حالات الطلاق والمشاكل الأسرية، ، وإن المتتبع لهدي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يجده خير مثال في مداراة زوجاته وأصحابه، بل إن السلف الصالح كانوا خير مثال في مداراتهم للناس.

الملاينــة والملاطفــة وخفــض الجـنـــاح للنــاس، وليــس الكــلام وتـــرك الإغــلاظ لهــم فــي القـــول.بعكس المداهنة حيث أن المداهن يخفض جناحه للناس ولكن بعمل أمور يكرهها الله تعالى00

ومن مداراة النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه مداراته لزوجته حفصة ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله أنه قال:
أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة: لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها.
قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها.
فقالت حفصة سورة مريم أية 71
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد قال الله عز وجل . سورة مريم آية 72
ونلاحظ هنا كيف دارى النبي صلى الله عليه وسلم حفصة بالرد عليها، ولم يقل في نفسه إنني أنا النبي المشرّع فكيف تردين عليّ في موضوع أنا مختص به أكثر منك، وإنما تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الحدث على أنه مربي ومعلم، ولهذا نلاحظ في النص أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهرها عندما تكلمت من غير دليل، فعندما قالت له: بلى يا رسول الله، انتهرها، ولكنها عندما ذكرت له الدليل نلاحظ أن النبي رد عليها بلطف ومن غير أن ينتهرها بقوله ، فيظهر من هذا الموقف مدارة النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة رضي الله عنها ، وقد تكرر معها أكثر من موقف لأن الإنسان كلما ازدادت شدته احتاج الناس عند تعامله للمداراة أكثر.



وهي خلق عظيم وخاصة مع النساء فإنهن أحوج الناس إلى المداراة وذلك لغلبة العاطفة عليهن وسرعة انفعالهن، وهذا ما نتعلمه من حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .


- الراحة في الدنيا والأجر والثواب في الآخرة.
- يتقي بها المداري شر الناس.
-أنها دليل كمال العقل وحسن الخلق

وإن المتأمل في المنهج النبوي ليجد الحكمة في مثل هذا الخلق سواء استخدمه الشخص مع زوجته أم أبنائه أم أصحابه، فإن المداراة تحفظ الود والعلاقات، ولو تخلينا أننا أمرنا بأن نخرج كل ما نعرفه عن الناس في وجوههم لفقدنا كل العلاقات الاجتماعية وخسرناها، ولهذا عدّ النبي صلى الله عليه وسلم المتمثل لهذا الخلق من الصدقة فقال: اخرجه الطبراني وابن السني 0

وقال ابن بطال






من كتاب زوجات النبي في واقعنا المعاصر
أ. جاسم المطوع

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجروح أختي في الله ريم المدينة جزاكِ الله خير الجزاء أسأل الله أن يبارك فيكِ أنه ولي ذلك والقادر عليه

ريـــــــــــــــــان