من يرغب في الزواج!
عبد الله باجبير
يبدو ان خروج الفتيات الامريكيات مع الشباب الامريكي في اجازة نهاية الاسبوع للسهر والرقص وتبادل الحديث على ايقاعات الموسيقى الصاخبة، لم يعد هو الطريق الصحيح الذي يؤدي في النهاية الى عثور الفتاة على شاب يقنعها بان ترتبط به في علاقة زوجية.
فبعد سلسلة طويلة من الاخفاقات العاطفية والاختبارات الرومانسية الخاطئة وغير الموفقة والتي انتهت بغير قليل من الاحزان والالام اقتنعت كارا، 22 عاما، التي تعيش في ساوث بريدج بولاية ماساتشوستس الامريكية بأن تلجأ الى امها والى عائلتها ليكونوا وكلاء عنها في مهمة البحث لها عن زوج مناسب يشاركها حياة زوجية مستقرة.
وجدت الام دونا وودز نفسها في حيرة من امرها، فكيف يمكنها، وهي التي تنتمي الى جيل سابق مختلف بقيمه وافكاره عن جيل ابنتها، ان تنجح في اداء مهمة البحث عن زوج لائق بابنتها الوحيدة؟ وبينما الام مستغرقة في التفكير عن حل لهذه المشكلة، شاهدت حلقة من حلقات البرنامج التلفزيوني «من يرغب في الزواج من ابي» الذي تعرضه شبكة التلفزيون الامريكية «ان. بي. سي».
وعلى الفور قررت الام الذهاب الى مقر الصحيفة المحلية في الجوار لتنشر على صفحاتها اعلانا صغيرا عن مواصفات العريس الذي تريده زوجا لابنتها، ولم تنس بالطبع ذكر محاسن ابنتها. ولم تكتف الام بذلك، بل اعدت لافتة كتبت عليها «من يرغب في الزواج من ابنتي» وعلقتها على حامل خشبي في الحديقة الامامية لمنزلها، وتضمنت اللافتة ايضا المواصفات المطلوبة للزوج المناسب لابنتها ومنها ان يكون من هواة مشاهدة الافلام وركوب الخيل ورياضات الماء والخروج في نزهات خلوية داخلية ورحلات خارجية.
المدهش في الامر ان طلبات كثيرة وصلت الى الام دونا وودز وبها بيان حالة لكل متقدم من المتقدمين للزواج من ابنتها كارا. وقامت الام بارسال خطابات الى المتقدمين لمسابقة الزواج من ابنتها تخبرهم فيها بانها بصدد فحص اوراقهم وتبلغهم فيها عن موعد المقابلة الشخصية التي ستجريها مع كل منهم وعن ضرورة حضورهم في الموعد المحدد وبالملابس الرسمية وبصحبة كل منهم مقال من تأليفه يتناول رؤيته للحياة والناس والعائلة.
اوضحت الام في خطاباتها الى المتقدمين في المسابقة انها بعد اجراء كل اللقاءات مع جميع المتقدمين ستختار من بينهم عشرة افراد سيكون الفائز من بينهم وذلك بعد حضورهم جلسات سمر مع الام والاب واثنين من العائلة وبالطبع مع كارا.
ما رأيكم دام فضلكم في فكرة الام دونا ومن منا عنده الشجاعة ليفعل مثلها؟!
هذا المقال ورد في جريدة الشرق الاوسط