بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين محمد إبن عبدالله الصادق الآمين وعلى آله وصحبه اجمعين
أما بعد أيها الإخوة والأخوات
هاهي ساعات مضت وساعات مقبلة في عشر لو انقضت باللهو فتلك معضلة إنها العشر الأواخر في شهر رمضان المبارك
التي اختصها بليلة أنزل فيها القرآن إنها ليلة القدر التي قال عنها الله جل جلاله (إنا أنزلناه في ليلة القدر*وماأدراك ماليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر)
فأي أجر أجل وأعظم من أجر قيام هذه العشر فياليت شعري كم من غافل وكم من مفرط في هذه العشر الفاضلة
ألم يقم الليل في هذه العشر خير خلق الله محمد ابن عبدالله حتى تورمت قدماه من طول القيام
فإذا كان هذا الفعل ممن غفر الله له ماتقدم من ذنبه وماتأخر فكيف بحالنا ونحن المفرطون الغافلون
أليس النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر في اليوم سبعين مرة وعندما سئل لماذا تستغفر وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر
فرد قائلا أفلا أكون عبدا شكورا فأين نحن من الاستغفار وطلب الجنة من رب رحيم في عشر من قامها إيمانا واحتسابا
غفر له ماتقدم من ذنبه
ويالعظيم أجره لو وفقه الله لقيام ليلة القدر فينال المثوبة والغفران لكل ذنوبه بفعل طاعة قد لا تستغرق ساعة من الزمن
فليلة القدر ليلة ليست ككل الليالي فالطاعة أضعاف مضاعفة
وقد ثبت في صحيح الأقوال بأنها في ليالي الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان
وأن الشمس في صبيحة يوم ليلة القدر تشرق بيضاء بدون شعاع فلا أظنها علامات يصعب معرفتها عند ذوي الألباب
فمن أراد الأجر والثواب لا أظنه سيقف مكتوف اليد خائر القوى عند تقسيم الغنائم بالمجان فكل ما يطلب منه ليس مالا أو ولدا إنما تقديم الطاعة الخالصة
التي لايعجز ولايقف عندها عبد جعل من الدنيا سكة سريعة لقطف ثمار عمله الصالح أجرا طيبا في نهاية مطاف رحلته الدنيوية
المحفوفة بمخاطر الترفه والتنعم بخيرات زائلة تقود إلى طريق مائلة ليرضى منها باليسير ويجني في آخرته ذلك الثواب الكبير
إنها عشر فضيلة فطوبي لمن جعل منها إلى الجنة وسيلة ويافرحة قلب أحياها بالعبادة ليقطف ثمارها سرورا وسعادة
لماذا التخاذل وهي من الليالي عشر لماذا وهي قد تنجينا من عذاب يوم الحشر
فلنحييها بالقيام ونور القرآن ولنبقيها جبر الصيام و زيادة الإحسان فلنجعلها بزيادة الأجر ثوابا لنكسب بدخول الجنان من الريان بابا
فمنها القليل ياإخوة قد فات ولكن الكثير بأجر جزيل آت فلنغتنم مكارم رب كريم بأحوال عباده رؤوف رحيم .
وفي الختام أسأل الله عز وجل بأن يتقبل صيامنا وقيامناجميعا وأن يعتق رقابنا من النارفي هاذا الشهر المبارك وأن يرزقنا رضاه وطاعته وأن يعيد علينا شهر الصيام والقيام وأمتنا في أحسن حال ونسأله عز وجل بأن يعيده علينا وإخواننا المسلمين والمجاهدين في عز ونصر وكرامة اللهم أنصر إخواننا المجاهدين في فلسطين وسوريا وليبيا اللهم أنصرهم نصرا مؤزرا وأخذل عدوهم وإجعل كيده في نحره وسلط عليه جند من عندك لايخافك فيه ولايرحمه اللهم آمين يارب .
وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .