منتزه سلام
منتزه وحديقة لوسط المدينة
يمثل منتزه سلام أحد أهم العناصر الطبيعية لمركز مدينة الرياض المتمثل في منطقة قصر الحكم( قلب مدينة الرياض ومركزها التاريخي والتراثي) التي شهدت الانطلاقة لتأسيس الدولة السعودية الحديثة حيث تحتضن جامع الإمام تركي بن عبد الله وقصر الحكم وحصن المصمك، إضافة إلى كونها مركزا تجاريا.
الموقع
ويقع منتزه سلام بمحاذاة منطقة قصر الحكم في الجهة الجنوبية حيث يحده طريق الملك فهد من الغرب وشارع طارق بن زياد من الشمال وشارع سلام من الشرق وشارع عسير من الجنوب ، وذلك في مساحة تبلغ 312 ألف متر مربع.
وأقيم هذا المنتزه على أرض مزرعة سلام الشهيرة التي نزعت ملكيتها منذ مدة طويلة، لتضم إلى مرافق المدينة العامة واشتهرت بجودة نخيلها،وكانت ملكاً خاصاً أنشئ فيها قصر سكني وعدد من المباني الخدمية ومسجد يتجاوز عمره الآن سبعين عاماً. ونظراً للموقع الإستراتيجي لتلك المزرعة ولحاجة وسط المدينة للحدائق والمناطق المفتوحة والمسطحات الخضراء, والكثافة السكانية والعمرانية في المنطقة، فقد تقرر منذ وقت مبكر نزع ملكية المزرعة تمهيداً لتحويلها إلى منتزه عام يخدم سكان المدينة.
مكونات المنتزه
ويتكون مشروع منتزه سلام من بيئات مختلفة تشمل منطقة المزرعة التي تقع في الجزء الشمالي من المتنزه وتشتمل على ما تبقى من مزرعة النخيل،بالإضافة إلى أشجار النخيل الإضافية التي يصل عددها لألف نخلة وتقدم هذه المنطقة نموذجاً للمزرعة التقليدية،حيث يتاح للجمهور الاستفادة من ظلال النخيل واختيار أماكن جلوسهم دون إيجاد تكوينات مخصصة كجلسات للعائلة، ما يضفي على الموقع مزيداً من المحاكاة للواقع ويتيح للزوار حرية الاختيار.
ومن أبرز عناصر المنتزه الذي تقوم بتطويره حاليا الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض منطقة البحيرة التي تبلغ مساحتها 33 ألف متر مربع وقد حفرت بأعماق مختلفة بحيث لا تتجاوز أعلى نقطة فيها خمسة أمتار وتقدر المياه التي تستوعبها البحيرة بحوالي 140 ألف متر مكعب وقد تم البدء في تعبئة البحيرة منذ 6 اسابيع تقريباً وقد وصل الماء إلى أعلى مستوى له في البحيرة نهاية شهر شعبان الماضي وجهزت أرضيتها بطبقات من الطين المرصوف، وطبقات من المواد العازلة لحفظ الماء. كما وضعت عدة احتياطات وتجهيزات لضمان حركة المياه في البحيرة بشكل دائم والحيلولة دون نمو الحشرات والبعوض فيها، وكذلك نمو الطحالب، ويدخل ضمن هذه الاحتياطات نوافير مياه متعددة مضاءة ليلاً، ومضخات لتوليد تيارات مائية دائمة، فضلاً عن زراعة النباتات التي تحد من انتشار الطحالب، وقد قسمت البحيرة إلى منطقتين إحداهما يتاح فيها ركوب القوارب والأخرى تمثل تكويناً طبيعياً حيث يتوقع أن تستقطب البحيرة مع المسطحات الخضراء في المتنزه الطيور المحلية والمهاجرة،ويحيط بالبحيرة ممر مشاة دائري ومسقوف بعرض عشرة أمتار وطول كيلو متر، يمر عبر معظم أرجاء المتنزه.
كما يضم المشروع منطقة التلال التي تقع في الوسط وتتكون غالباً من مسطحات خضراء, إضافة إلى منطقة البيئة الطبيعة التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من المتنزه، وهي مخصصة لتوفير بيئة طبيعية لأنواع مختارة من الحيوانات والطيور التي تعيش في المنطقة، وسيكون الدخول لهذه المنطقة عبر مرشدين مخصصين لخدمة الجمهور،وتعريفهم بموجدات هذه المنطقة.
الخدمات في المنتزه
وسيتم تزويد المتنزه بأربعة مصليات، ودورات مياه، ومحلات لبيع التذاكر والمأكولات الخفيفة، وثلاثمائة موقف للسيارات، كما سيحيط بالمتنزه من الخارج ممر فسيح وآمن لممارسة رياضة المشي، وسيغذى المتنزه بالمياه الكافية من خلال المياه الأرضية من طريق الملك فهد التي ستمر عبر محطة تنقية في الموقع قبل ضخها في البحيرة أو في شبكة الري المتكاملة للأشجار والمسطحات الخضراء في الموقع.
الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والعناية بالتفاصيل
وتولت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض القيام بتخطيط المشروع والإشراف على تصميمه وتنفيذه، حيث تقوم الفكرة الأساسية للمشروع على إيجاد متنزه عائلي متعدد البيئات، يخدم زائريه بقضاء أوقات ممتعة من خلال تزويد المتنزه بالمسطحات الخضراء، واحتياجات المرافق العامة وملاعب الأطفال، كما ينتظر أن يخدم المتنزه البيئة العامة للمدينة بزيادة الرقعة الخضراء، وإيجاد محيط بصري من التكوينات الطبيعية تخفف من حدة مظاهر العمران والكثافة المرورية في المنطقة، كما ينظر للمشروع كجزء مكمل ومتناسق مع برامج الهيئة التطويرية في منطقة قصر الحكم بمراحلها الثلاث أو المشاريع الأخرى التي أشرفت وتشرف عليها الهيئة، كإنشاء المحكمة الكبرى، ومقر الدفاع المدني، وحالياً مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم.
وقد أعتبر في التصميم الاستفادة من العناصر القائمة، فأبقيت مزرعة النخيل، وأضيف إليها أشجار أخرى، كما وضعت تصورات أولية للإفادة من المنشآت العمرانية في الموقع،والتي بالرغم من كونها مبنية على الطراز الحديث إلا أنها قديمة وتتمتع بتصميم فريد وإمكانية عالية لتحويلها إلى مركز ثقافي يستوعب عدداً من الأنشطة الثقافية التي أخذت تتزايد في السنوات الأخيرة.
كما روعي في تصميم المتنزه الذي تشكل المسطحات الخضراء جزؤه الأكبر، أن تكون لدى هذه المسطحات والمزروعات القدرة على النمو والتكاثر في ظل الظروف الصحراوية لمدينة الرياض،ويأتي هذا المشروع متكاملاً مع طريق الملك فهد، حيث يساهم المتنزه في زيادة المسطحات الخضراء على جانبي الطريق مما يخفف من مصادر التلوث المنبعث من السيارات التي تعبر الطريق، كما يساهم نظام المياه الأرضية في طريق الملك فهد المكون من حوالي ألف بئر في توفير مصدر مياه كافِ ومتدفق لري المسطحات الخضراء في المتنزه، وتزويد البحيرة الصناعية فيه.
وقد حرصت الهيئة أن يقدم المتنزه باقة منوعة من المرافق المتعددة التي تسمح لمرتاديه بمزاولة أنماط مختلفة من الأنشطة الترويحية،من الألعاب المائية، إلى الألعاب الرملية، إلى مضامير المشي،إلى النوافير والتكوينات المائية فضلاً عن البيئات الطبيعية المتنوعة، والحياة الفطرية التي سيستقطبها المتنزه.
منقول