بسم الله الرحمن الرحيم...
كلمات من القلب للقلب لكل زوجين في بلاد الغربة...
كثير منا يعيش في الغربة... والغربة لها أنواع... منها غربة الأهل، أو غربة الوطن...منها غربة الثقافة أو اللغة ... وأشدها هي غربة
الدين!!!
كلنا يعرف أن الغربة مرة!! وأن مرارتها لا تطاق... فهي كالسم في جسد الإنسان... تنهش من طاقته وإطلالته... تنقص من حيويته
وتقتل حيويته... لكننا لا ننسى أن الله ما جعل من داء إلا وجعل له دواء!!!!
ومن أفضل ما يساعد المرأ على الغربة وأهوالها وصعابها هو رفيق صالح... أخ في الدين... أو زوج ( زوجة ) صالح يعين شريك حياته
ويقف معه يدا بيد في وجه الريح العاتية التي تكاد لخطبها وجبروتها أن تقيم الأرض في السماء...
لكن بالتماسك والتعاون والتقوى، يتمكن الإنسان من التغلب على المصاعب...
ولا ننسى حال المؤمن ... فحاله كله خير... إن أصابته مصيبة صبر... وإن أصابته نعمة شكر!
واليوم كلامي بالتحديد للمتزوجين والمتواجدين في الغربة...
أخي العزيز...بعض ابن آدم لا يعرف بنعمة الله عليه إلا عند فقدانها... فتعال معي وتخيل معيشتك بدون زوجتك وحبيبتك!!!
ستعيش حياء صعبة... من سيهتم بأكلك... من سيهتم بنومك؟ من سيدفئ لك فراشك؟ من سيكوي لك ملابسك؟ من سيستقبلك
بالكلمة العذبة... من يخفف عنك أعباء العمل؟ من يعفك ويقضي لك وطرك وشهوتك وغريزتك بالحلال؟
من يهتم لأمرك؟ من يذكرك بالصلاة؟ من من من...؟! إنها زوجك حبيبتك...
وأسألك أخي... وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
أنصحك أخي بنصائح من قلبي... فلا تتعداها إلا بعد أن تعيها وتفهمها..
لا تشعل الغيرة في قلب زوجتك... واحذر من الاختلاط بالجنس الناعم... فملاذك لبيتك وأم عيالك... ولا توغر قلبها بعلاقاتك مع
غيرها سواء كانت هذه العلاقات علاقات عمل أو صداقة (( ولا توجد بالشرع علاقة شرعية بين رجل وامرأة أجنبيين عن بعضهما ))
كما أن كل من يزعم بأن هناك صداقة بريئة بين الرجل والمرأة فهو كذااااااب!!!
ولو كان في مثل هذا خير... لما حرمه الله عز وجل!!! أم أنك تعلم ما لا يعلمه علام الغيوب؟ أم أنك أشد حكمة وإلمام بالأمر؟!!!
سبحان الله! أخي اترك الاختلاط بأنواعه واتق الله في زوجتك...
أشعرها ... أشعر تلك الزوجة بحبك لها... بحاجتك لها... ولا تكن كاللئيم... تحن إليها حتى تقضي وطرك ثم تعطيها الظهر
والتجاهل!
لا تكن لئيما فتتلذذ بإشعال نار الغيرة في قلب زوجتك... والغيرة ما هي إلا نار تحرق صاحبها ومسببها!!! والله إنها نار!! وحطبها هو
الاختلاط والعلاقات الغير شرعية....
أخي الحبيب... لا تكن ممن تبرأ من دين الله عز وجل...!
والتبرأ لا يكون فقط بنفي الهوية الإسلامية العزيزة... وإنما بالأفعال والأقوال...
فلا تتنازل عن صلاتك حتى لو كانت في منتصف وذروة عملك!
لا تتنازل عن صيامك حتى لو كنت مهندسا في الموقع منذ طلوح الفجر وحتى غروب الشمس...!
لا تتنازل عن صيامك حتى لو كنت طبيبا على طاولة العمليات منذ تخدير المرض وحتى استيقاظه بعد 11 ساعة!
لا تتنازل عن حجاب زوجتك وعفتها... حتى لو كلفك هذا نظرات بعض الحاسدين...
بل إني وبالتجربة الشخصية أقولها لك يا أخي... أن الغربيات ينظرن للمرأة المتحجبة بأنها قوية الشخصية!! فهي تقوم بالعمل الذي لا
يطيقونه... لأن الإيمان والعفة قد ملآ قلبها الطاهر... على عكس تلك الفتيات اللعوبات اللاتي لا يعرفن الفرق بين البكارة والطلاق!
أخي الحبيب... العزة بالإسلام... ومن طلب العزة بغيره فقد أخطأ العنوان... وسيذل...!
أخي الفاضل... إن كنت ممن يدرسون أو يعملون في الخارج... فلا تتعدى حدود الله بحجة العمل!!! واعلم أنك قاااااادر على الكذب
على زوجك... اعلم أنك قادر بذكائك على اختراع آلاف الحجج والعلل...
لكن كن واثقا بأبي وأمي!! أنك لن تكذب الله عز وجل... ولن تخدعه... ولن تمكر مكرا أشد من مكر الله سبحانه... وتذكر أن الله
جبار عزيز منتقم... فلا تتجرأ وتتحجج بدراستك أو عملك في انتهاك الحرمات والعبث بالأعراض والتمايع من النساء الأجنبيات!
أخي العزيز... أنت راع وأنت مسؤول عن رعيتك... فلا تهمل زوجتك... ولا تهمل أولادك... متى كانت آخر مرة دعوتهم فيها
لتلاوة القرآن؟ متى كانت آخر مرة خرجت معهم برحلة تنطبع في أذهانهم..!
متى أمرتهم بالصلاة؟ متى كانت آخر مرة أيقظت فيها زوجك وأطفالك للصلاة؟
متى أهديت زوجك هدية؟ متى قبلت يدها لآخر مرة؟ هذا لا ينقص من رجولتك... بل هذا يدل أنك إنسان متهذب متفهم...!
متى أخبرت زوجتك بحبك لها؟ متى متى متى؟
هل أنت ممن يعتز بدينه؟ هل أنت ممن يشجع زوجته على الحجاب والعفة والسترة والعفاف؟
تخيل وقوفك بين يدي الله عز وجل وسؤاله لك عن ما فعلته في رعيتك ومسؤوليتك عن دينك ودين زوجتك ودين أولادك وتربيتهن!
لم يفت الأوان بعد...
اتق الله ... وابدأ بحياة جديدة... لا تفتح صفحة جديدة في حياتك... بل مزق ما عملته في السابق... وابدأ كتابا جديدا كله طاعة
وحب وحنان...
أخي ... يا أيها الزوج الرومنسي...
كن لزوجتك الصديق... فشاركها همومك وأسرارك...
كن لزوجتك أبا... فأعطها الأمان والمال والحب والراحة...
كن لزوجتك حبيبا... فلا تبخل عليها في إشباع رغباتها العاطفية والروحية والجسدية...
كن لزوجتك ملكا... فلا تسمح بمملكتك أن يتم فيها معصية الله عز وجل!!!
وكن خير الناس لأهله!!! واتق الله...
وتذكر وصية الرسول صلى الله عليه وسلم... (( رفقا بالقوارير ))
واله أكبر... أسأل الله أن يعينك في غربتك وأن يعينك على نفسك وأهلك...
فاستعن بالله وأحسن النية وتوكل على الله...
(( في الحلقة القادمة نصائح للزوجة إن شاء الله ))
خالو ريان