أسباب الشك بين الزوجين :
ثمة كثير من العوامل يمكن أن تكون سبباً لحدوث الشك بين الزوجين ، ويمكن أن تنقسم إلى أسباب نفسية ذاتية ، وأسباب خارجية اجتماعية ، وهذه الأسباب شاملة للزوجين ، فقد تكون لدى الرجل الشاك ، أو المرأة الشاكة (وإن كانت لغة الكتابة تعبر بالذكر مرة ، وبالأنثى أخرى) .
الأسباب النفسية الذاتية : وهي أسباب تتعلق بعوامل داخلية مرتبطة بشخصية الإنسان ، ومنها :
الشخصية الشاعرة بالنقص :
أساس الشك وحجر زاويته : الشعور بالنقص ، ومظاهر الشخصية الشاعرة بالنقص في العلاقة العاطفية :
• لوم الذات جذر الشعور بالنقص.
• تلوم نفسها لأنها لم تحصل على الحب الكافي ، ثم تلوم نفسها لأنها لا تستحق الحب وليست جديرة بالاهتمام.
• تقييمها لنفسها سلبي في الأصل ، ويعتمد على مدى حب وقبول الناس لها ، فهي سيئة إذا رفضها الناس ، وحسنة إذا أقبلوا عليها .
• أكثر ما يفزعها أن يهجرها الناس .
• لعل جذور مشكلتها تعود إلى النبذ أو الإهمال في الطفولة ، حين افتقدت الحب غير المشروط من الأب أو الأم ، وكان عليها أن تبذل جهداً إضافياً لتحصل على بعض الحب .
• أصبح لديها حساسية لنبرات الصوت وتعبيرات الوجه الدالة على الرفض أو عدم الاهتمام .
• هذه الحساسية ترقى إلى الشك في أنها لا تحظى بالحب والاهتمام ، وهي تحتاج دائماً إلى من يؤكد حبه ويدعم اهتمامه .
• لذا : من يحبها يجب أن يظل بجوارها كل الوقت وأن يقدم الدليل في كل وقت على حبه واهتمامه ، وان يخضع لسيطرتها الكاملة ، وأن لا يعطي أي اهتمام لكائن سواها .
حب السيطرة :
نقطة الارتكاز الثانية في الشك : حب السيطرة ، ومظاهر الشخصية المحبة للسيطرة :
• " الحب " عندها يعني " التملك " ، وكلما نقصت مظاهر تملكها للمحبوب شعرت بنقصان الحب .
• يلح عليها مقولة : إذا امتلكتك فأنا أستطيع السيطرة عليك ، وإذا سيطرت عليك فإنك لن تستطيع أن تعطي حبك واهتمامك لأحد غيري .
الأنانية : • قدر من الأنانية مطلوب لكل إنسان ، غير أن المتشكك :
• يريد كل شيء لنفسه متجاهلاً رغبات واحتياجات الآخرين .
• عقليته عقلية الطفل الذي لم يتعلم المشاركة ، ولم يعتد على أن يدفع مقابل ما يأخذه .
• إذا لم يمنح ما يريد بالمقدار الذي يريد اتهم الطرف الآخر بإهماله وانفجر فيه غاضباً .
• أحياناً تتجاوز المرأة الأنانية إلى تألمها من أن ينشغل تفكير زوجها أو حبيبها بأي موضوع لا تكون هي محوره .
الخوف :
• شعور المتشكك بالتهديد يثير فيه مشاعر الخوف .
• تخاف المتشككة والمتشكك مما لا يخاف منه غيرهما : من أي امرأة أخرى (أو رجل آخر بالنسبة للذكر) ، من شهرته (أو شهرتها) ، من ثرائه ، من نجاحه ..
• كل شيء يحمل تهديداً لها .
[COLOR=" "]الشعور بالاضطهاد : [/COLOR]•
وهو من ملامح الشخصية البارانوية ، والتي لديها حساسية زائدة ، فتجسم الأمور وتبالغ فيها ، وتحمل الأشياء ما لا تحتمله .
• تتصور أن مشاعر الناس تجاهها عدائية ، وتتوقع منهم الإيذاء والضرر .
• لا تثق بأحد ، بل تسيء الظن بأقرب الصديقات (أو الأصدقاء) .
• تتسم علاقتها بحبيبها بعدم الثقة ، فأي كلمة أو إشارة أو سلوك يصدر عنه لا يحمل إلا معنى : أنه لم يعد يحبها ، أو أنه يحب سواها .
• تظن أنها دائماً محاطة بالمؤامرات والترتيبات الخادعة .
• يمكن أن تلح عليها واحدة من الوساوس الثلاثة :
o تشك في امرأة معينة وتظن أن بينها وبين زوجها مشاعر متبادلة .
o الشك في قدرتها على منافسة أي امرأة تبدي اهتماماً بزوجها .
o الشك من فقدان الزوج في أي وقت .
هزيمة الذات :
• تكون المرأة ذكية وناجحة في كثير من الأشياء ، ولكن حين يتطرق الأمر إلى من تحب يتميز سلوكها برغبتها في إيذاء نفسها ، وترتكب كثيراً من الحماقات لكي تجرحه حتى ولو كسرت راسها هي !!
• ربما تكون قد تعلمت في طفولتها أن تكره نفسها حين تعرضت للنبذ والهجر والحرمان ، وقد صور لها عقلها الباطن المعادلة على النحو التالي:
o لقد ابتعدوا عني لأنهم لا يحبونني .
o إذن : لابد أن أكره نفسي لأنها غير جديرة بالحب .
o إذن لابد أن أعاقب نفسي .
عدم تحمل المسئولية :
• لا تتحمل مسئولية شكها وإنما تلقي اللوم على زوجها أو الآخرين الذين ساهموا في تعاستها.
• ترفض أية مسئولية لها عن معاناتها .
اضطرابات الشخصية ]
• الشخصية النرجسية التي تريد من الطرف الآخر أن يتابعها على ما تريد وإلا فهو كاره لي ، أو بعيد عني .
• الشخصية البارانوية المتشككة فيمن حولها .
• الشخصية الوسواسية التي تلح عليها أفكار غير عقلانية متعلقة بالزوج أو الزوجة.
• الشخصية الهستيرية يمكن أن تنشئ لدى الطرف الآخر شعور الغيرة ، لأن الشخصية الهستيرية تريد أن ترى نفسها في عيون الآخرين ، فيفسر الطرف الآخر ذلك باعتباره بعداً عنه وخيانة له ، وخصوصاً في ظل المجتمعات المختلطة.
ضعف الوازع الديني :
للدين قيمه الخاصة وآلياته في التعامل مع الشك ، فهو لا يقبله من الأصل ، ويرى أن : الظن أكذب الحديث ، و " اجتنبوا كثيراً من الظن ، إن بعض الظن إثم " ، فإذا تصاعد الظن وأردت أن تتأكد منه لم يبح لك الدين أن تتجسس أو تغتاب من شككت به ، وهو يأمرك أن تتوقف عند كل خبر وتتهم من جاءك به حملاً على البراءة الأصلية لكل إنسان.
كما أن للغيرة حدوداً ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن من الغيرة غيرة ببغضها الله عز وجل وهي غيرة الرجل علي أهله من غير ريبة " ، وفي حديث أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: « إِنَّ الأمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ في النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ». وفي حديث آخر " وَإنَّ مَنْ خَالَطَ الرِّيبَةَ يُوشِكُ أَنْ يَجْسُرَ " !!
وثبت في النص قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا قدم أحدكم ليلاً فلا يأتين أهله طروقاً حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة " وفي الرواية الأخرى: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أطال الرجل الغيبة أن يأتي أهله طروقاً " وفي الرواية
الأخرى: " نهى أن يطرق أهله ليلاً يتخونهم أو يطلب عثراتهم " .
قال النووي رحمه الله : وفي هذا الحديث استعمال مكارم الأخلاق و الشفقة على
المسلمين والاحتراز من تتبع العورات واجتلاب ما يقتضي دوام الصحبة .
وإذا ضعف وازع الدين أو تشوهت أفكاره في عقل الفرد أساء من حيث يظن أنه أحسن ، وظن أن من الحكمة اتهام البرئ والأخذ بالظن .
الأسباب الخارجية :
النموذج الأسري :
حين ينشأ الطفل في أسرة يشيع الشك بين أفرادها ، ويقل التواصل والتراحم فيها يتعلم من خلال رؤيته لهذه النماذج أن سلوك الشك سلوك صحيح ، بل ويصل الأمر أحياناً إلى اعتبار أنه هو السلوك الأصح الذي ينبغي اتباعه ، ويعزز ذلك بعض الأمثلة الشعبية " سوء الظن من إحدى الفطن " .
التعزيز :
حين يشك الطفل في الآخرين ثم يجد لشكه هذا نتائج إيجابية ( حصول ما يريد ، أو تجنب ما يكره ) يميل إلى تكرار سلوك الشك ، حتى يصبح سجيةً له.
القيم الخاطئة في بعض المجتمعات الخاصة :
يشيع في بعض المهن اعتبار التشكك مقوماً من مقومات النجاح والتفوق ، وكثير من المهن التجارية تعزز ذلك ( لا تثق فيمن تشتري منه .. ولا من تبيع له ، وحاول أن تخدع الاثنين لانك إن لم تخدعهما خدعاك !! ) .
السلوكيات المعززة للشك لدى الطرف الآخر :
كتعرضه لمواطن الريبة بمشاهدة القنوات أو المواقع الإباحية ، أو تساهله في الاختلاط أو تكتمه على كثير من أخباره في غيابه عن زوجته .. إلخ .
صور الخيانة في الإعلام :
كثير من الأفلام والمسلسلات تبني حبكتها الفنية على الخيانة الزوجية ، وكثرة تعرض المرأة أو الرجل لهذه المشاهد يشعره بشيوعها في المجتمع ، ويبدا الأمر معه بخشيته على أهله .. ثم ينتهي به إلى تشككه في أهله .
التجارب العاطفية السابقة : ربما مر الرجل أو المرأة بتجارب عاطفية سابقة ، فأسقط تجربته تلك على زوجته ، مما يجعله دائم التشكك .
التعديل الأخير تم بواسطة خواطر امراة ; 21-09-2007 الساعة 07:17 AM