هي معترك العمر وأوج الحياة وهي التي تأخذ من نشاط العشرينات وحكمة الأربعينات
شباب الثلاثينات تجدهم مزدهرين ونشيطين وفي الحياة منطلقين وطموحين
لو لم يكن للثلاثينات من شرف سوى اختيار الله عز وجل لسن الثالثة والثلاثين عمرا لأهل الجنة لكفى
ولكن
والمصيبة تأتي دائما بعد لكن
الذي أراه من نفسي ومن أصحابي أمر مختلف !!
في أحد أيام الدوام دخلت على مكتب أحد زملائي في العمل فوجدت عنده زميل آخر لنا وكلنا من جيل الثلاثينات بل إنهما أكبر مني وقد انتصفا فيها فلما دخلت تفاجأت من حديث كان يدور بينهما وتفاجأت أكثر بإصرارهما على إكمال الحديث وكأنما يريدان استنتاج رأيي أو معرفة موقفي ورغم أني انصدمت من تناولهما لموضوع كهذا في وقت العمل خصوصا وأنا أعتبرهما قدوة لي وأرى فيهما العلم والعمل والنباهة والثقافة والاطلاع وحسن الخلق إلا أن اكتشافي لحديثهما كان عزاء لي بأنني لست الوحيد الذي يعاني من هذا الموضوع !!
كان زميلي الضيف عند صاحب المكتب يقول حينما دخلت : ياخي راح العمر وحنا ما سوينا شي !!
فأجاب صاحب المكتب : صدقت ياخي انا الحين في نصف الثلاثينات ولا بعد حسيت بطعم الزواج
فقال الضيف : ودي بشي ينفس عني لكن بالحلال ، ماودي اطلع من مشكلة واطيح في أكبر منها . . وش رايكم في الزواج برا البلد ؟ يسافر الواحد اسبوعين ثلاثة ويتزوج وينسبط ويحس بالتغيير
فقال صاحب المكتب : ليش ياخي تروح بعيد ؟ ياخي خذ لك مسيار من هنا وبلاش سفر وتعب . .
إلى نهاية الحوار الذي أتحفظ عليه من بعض النواحي لكن يجب ألا نغفل أنه يعبر عن جانب مهم وهو عدم الإشباع العاطفي والجنسي والنفسي لدى الأزواج والزوجات
ولو سمعت هذا الحوار من غيرهما لربما لم يلفت انتباهي لكنهما من الشباب العاقلين المؤدبين ومن أصحاب الخلق الرفيع ( لست أقصد بالضرورة أنهما متدينين ) لكني أثق بأخلاقهما وحبهما لأسرتيهما خصوصا وأن الضيف رغم أنه أكبر مني إلا أنه آخرنا زواجا حيث لم يتم خمس أو ست سنوات من زواجه وأما صاحب المكتب فهو مثقف ويحب القراءة كثيرا رغم توفر الانترنت والقنوات الفضائية في بيته
بعد خروجي منهما تفكرت في حالي القريب من حالهما وتفكرت فيمن غيرنا ممن لا أعلم عنهم بل تفكرت فيمن هذا حالها من النساء كيف تعيش وكيف تعاني معاناة مضاعفة لأن الرجل إذا انسدت أمامه الطرق قد يلجأ لحل التعدد لكن ماذا تفعل المرأة التي هذا حالها ؟ ورغم أن طبيعة النفس البشرية كما خلقها الله سبحانه تقتضي أن يكون الرجل أشد شهوة من المرأة إلا أننا نرى ونقرأ بين الفينة والفينة عن امرأة تشتكي من زوجها الذي لا يعطيها حقها من المعاشرة الجنسية أو تطلب الطلاق لهذا السبب ( أحيانا أفكر أن أتزوج واحدة منهن مطلقة لهذا السبب في محاولة للتوافق فيما أرى أنه أساس للاستقرار )
دعونا نبقى في جانب الرجال حيث أن عدم الإشباع العاطفي والجنسي يؤدي إلى عدم استقرار نفسي وبالتالي اهتزاز في الأسرة والعمل والعلاقات وكافة جوانب الحياة
ولو تناولت نفسي بالحديث لوجدت أنني لا أستحي أن أقول لكم أن سعادتي واستقرار حياتي الزوجية تبدأ من الفراش وأقولها بكل ثقة وأتوقع أن العديد من شباب جيلي يؤيدون رأيي ، فإذا لم أستمتع بما يبدأ منه استقراري فكيف أعيش بقية جوانب حياتي ؟
في بعض الأحيان أحاول الانهماك في العمل أو ممارسة الرياضة أو زيارة أهلي لكن في النهاية أين سأعود ؟ لابد من العودة إلى البيت ولا بد من مقابلة الزوجة التي هي الشريكة في الحياة والحبيبة طول العمر والعشيقة على الفراش أو هكذا المفروض تكون ، فإذا دخل الزوج بعد يوم عمل متعب أو بعد أداء أعمال خاصة أو إحضار لوازم لبيته ولأسرته وأراد تقبيل زوجته فقابلته ببرود أو إعراض فأي إحباط سيحصل له أو تحطيم ؟
وأي إحباط أو تحطيم سيحصل لزوج يرى في زوجته الدنيا حينما يتسامر معها ويضحك معها ثم إذا بدأ الغزل والتلميح بالفراش تكهرب جوها وتعقدت نفسيتها وبدأت في سرد الأعذار وحتى لو وافقت على مضض فإنه لا فائدة من الفعل بالنسبة للزوج سوى التنفيس عن الشهوة الجنسية فقط ولكن ستتضاعف المعاناة من الناحية النفسية والعاطفية حيث أنه لم يحس بدفء حضنها أو بابتسامتها ، وبالمناسبة وجدت أن تفاعل الزوجة بالابتسامة كفيل باستمرار الانتصاب لفترة أطول بينما التأفف والتجهم وتقطيب الحواجب والله إنه ليقتل الشهوة قتلا حتى لو كنت لم أفعل معها شيئا منذ فترة طويلة
ولقد سمعت مقولة قديمة تقول أن الشاب في العشرينات يبحث عن الجنس ثم يفكر في العاطفة بينما في الثلاثينات يبحث عن العاطفة ثم يفكر في الجنس وأن الفتاة في العشرينات تبحث عن العاطفة أكثر من الجنس بينما في الثلاثينات تبحث عن الجنس أكثر من العاطفة
ورغم عدم موافقتي لهذه المقولة بشكل قاطع إلا أن لها نسبة من الصحة حسب التحليل الشخصي الذي أراه لها ( رغم اختلاف كل حالة عن غيرها ) لأن الشاب يبدأ زواجه بعنفوان واندفاع ويكون تركيزه على الجنس بحكم طبيعة النفس البشرية التي جبلها الله على التكاثر والتناسل فإذا مرت السنوات ودخل في الثلاثينات هدأ وكما يقال ( انطحن الحب اللي براسه ) ثم دخل في عالم الرومانسية والحب والعواطف حتى يعوض زوجته عن الهدوء النسبي الذي سيطرأ على شهوته بعد سنوات من الاستخدام ، بينما الفتاة تبدأ زواجها باحثة عن الحب والرومانسية الحالمة التي تشغل بالها قبل الزواج بفارس الأحلام والفتى المنتظر ثم تتفاجأ بالزوج العشريني الباحث عن الجنس فإذا مرت عدة سنوات وبدأت تتأقلم مع توجهه ودخلت في مرحلة اشتداد الشهوة يكون هو قد استقر وهدأ نسبيا
إنني في بعض الأحيان احتار في وضعي واحتار في نفسي هل أنا شبق وزوجتي عادية ؟ أم هل أنا ذو طبيعة عادية أومتوسطة وزوجتي ضعيفة ؟ أم أن الفجوة متسعة بيننا وأنا شبق جدا وهي ضعيفة جدا ؟ أم أنني أتوهم ويخيل لي ذلك ؟ ألا يفرح زوجتي أن أرغب في معاشرتها حتى حين قدومي من العمل من الشمس وزحام السيارات ؟ ( بعد أن أستحم طبعا ) ألا يفرحها ويجذبها لي أن أرغب فيها في كل وقت ؟ ألا يفرحها أن اختار لها ملابس تعجبني وأطلب منها لبسها لأكون سعيدا بها ؟
مع العلم أن المؤثرات التي أتعرض لها أقل من صاحبي الذين استمعت إلى حوارهما في المكتب فأنا ليس عندي قنوات فضائية وأيضا لست أعمل في بيئة بها اختلاط أو احتكاك بالنساء ولست من أصحاب السفر الكثير ولا أهوى التجول في الأسواق بغير داع وأكبر مؤثر هو زوجتي وهو مؤثر طبيعي وحلال ويمثل أيضا المصرف الوحيد للشهوة التي توازي المؤثر
فما رأيكم يا شباب الثلاثينات ؟ كيف يمكنني جذب زوجتي وتحبيبها في الفراش كما أحبه أنا ؟ أو على الأقل استدراجها بطريقة محببة تجعلها تتفاعل معي حتى نحقق الاستمتاع المشترك الذي يسكن النفس ويرضي الخاطر قبل الشهوة ؟ ماهي تجاربكم أو معاناتكم في هذا المجال ؟