ولكي تسير مركب الحياة بين الزوجين فليتجاوزوا عن كثير فالدنيا تصبح جميلة عندما نتجاوز عن سيئات بعضنا قال تعالى { ويعفوا عن كثير } الشورى 30 { وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } ص فما بالكم بنا نحن البشر ؟
واقول للزوج ان الجفاء هو النتاج الطبيعي المتولد عن المعاملة السيئة منك لزوجتك وبالتالي لابد وان تصل عدوى تلك المعاملة السيئة لزوجتك وتصبح تعاملك بالمثل من الجفاء والقسوة والاهمال والبرود .... وعندئذن فإن فرحة ابليس واعوانه لن تسعها الدنيا كما قال تعالى {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداواة والبغضاء في الخمر والميسر و يصدكم عن ذكر الله و عن الصلاة فهل انتهم منتهون } وهنا { فهل انت منتهون } فسرها العلماء بمعنى { انتهوا } بصيغة الامر
ان ثمرة المعاملة الجميلة هي جلب المودة وفي الدين دعوة لجلب المودة ولوكنت تريد اقامة الدين وتنال رضى الله عامل زوجتك بما يرضى الله وبما يجعلك تقيم الدين في حياتك فما اقيم الدين الا لاسعاد الناس
هناك من يظن ان الحياة الزوجية متعة جسدية فقط كما صورها البعض ولكن هذا غير صحيح والدليل ان ابا ايوب الانصاري وهو من كبار الصحابة ... اولا رحم رسول الله لانه من بني النجار اخوال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذي شرُِِف بأن نزل عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هجرته عندما جاء الى المدينة وكان كا بيت فيها يطمع ويشرف ان يدخله رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال عليه الصلاة والسلام اين بيوت ارحامنا فنزل عند ابي ايوب الانصاري ... هذا الصحابي الذي شرف بنزول سيد الكونين والثقلين عنده جاء يوما الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له يا رسول الله نويت ان اطلق ام ايوب .... فقال عليه الصلاة والسلام { ان طلاق ام ايوب لحوباً كبيرا } اي { اثم } فعاد عن طلاقها ورجع في نيته
قال العلماء وانما جعل طلاقها اثما لانها كانت عوناً له على اقامة دينه ..... اي عظمة هذه
وهذا يدحض نظرية التزين والليالي الرومانسة وغسرها من المظاهر والقشور لان اقامة الدين ليس فقط ان توقظ زوجها لصلاة الفجر او قيام الليل بل اقامة حياة بأسرها بما يرضي الله فكم من نية للطلاق بسبب انه وجد تغير في لون بشرة زوجته او انها لم تعد برشاقة ايام العقد وكم من زوجة طلبت الطلاق لسبب تسير الحياة وتستقيم لو تركته وهو يعينها على اقامة دينه
فما كان طلاق ام ايوب حوبا كبيرا واثما عظيما الا لانها كانت تعين ابا ايوب على اقامة دينه
فكم من طلاق تم في عصرنا وكان اثمه عظيم ؟؟؟
وهنا وجب ان ننوه ان للصلح شروط اولا كما ذكرنا اصلاح ذات البين ان يبدأ المرء بنفسه فيصلح عيوبه ومن ثم خيركم الذي يبدأ بالسلام ومن ثم يجب حل المشكلة من جذورها ورد المظالم حتى لا تتكر المشكلة وتتصدع جدران المنزل بل يتقي كل طرف الله في نفسه اولا وفي شريكه ثانيا
هناك نقطة اردت ان انوه لها وهي نقطة مهمة اصبحنا نراها الان في كثير من البيوت بسبب الغزو الغربي لنا فأصبح الزوج يطالب زوجته بما يفوق قدرتها من تغيير في هيئتها من نقصان للوزن او زيادة او او فكيف تتصرف الزوجة المتدينة هنا
هنا لا يمكن الجزم بان النتيجة ستكون واحدة لان نشخصيات ونفسيات وطبيعة الرجال تختلف باختلاف اصابع اليد الواحدة ولا يمكن معرفة مدى نجاح نتائج تلبية تلك الطلبات الا الزوجة نفسها وهذا ما اشدد عليه دوماً لان الزوجة هي الوحيدة التي تعلم طبيعة وشخصية وتفكير زوجها فهي الاقدر على معرفة نتيجة تلبيها لهذا الطلب الصعب الذي ذكره فالزوج هنا اما انه سيزداد حبا لزوجته وشوقا اليها ورغبة فيها وتمسكا بها لانها حققت له حلما ورغبة زامنية طالما تمناها في شريكة حياته او انه من النوع المتردد المدلل المائع الذي يصر على الشئ الذي لا يكون لديه واذا ما حصل عليه زهده ومله وربما انتقده بعد قليل مطالبا بعكسه
فهنا الزوجة هي اقدر الناس على الحكم على ذلك لانها اخبرهم واعرفهم واعلمهم بطبيعة زوجها وتفكيره لانها بكل بساطة زوجته شريكة حياته التي انجبت منه فالزوجة تفهم زوجها اكثر من امه واخته وتحدى من تقول عكس ذلك لانها شاركته كل تفاصيل حياته ادقها واعظمها
فأنت لو كان لديك ولد وطلب لعبة ثمنها غالي جدا ولن تستطيع شرائها الا بالتسلف من احد الاصدقاء فهنا انت اعلم بطبيعة ولدك وشخصيته هل سيقدر لك ما فعلتخ من اجله وسيحافظ عليها ويحميها ويصونها وهل سيحفظ لك جميلك ويبر بك فهناك من يصل لعقده الثاني وهو يحتفظ بلعبته المفضلة على رف مكتبته لانها لعبته المفضلة ولان والده قد احضرها له فهو حفظ الجميل
في حين ان جارك ابنه قد طلب نفس اللعبة ولكنه ولد مدلل بل وافسده الدلال فوالده تكبد عناء شرائها فهو سيرميها ثاني يوم او يحطمها بدون تقدير او اي احساس للمسؤلية او حمل لجميل والده وصنيعه
وهنا لا نلوم من قام بنصح الاب بأن يشتري لولده تلك اللعبة وان يستدين ليحضرها له ويتكبد العناء والمشقة بل نلوم الاب وحده لانه الاعلم بولده من غيره
وهناك من الزوجات ان غضبت من زوجها اخدت الصمت رسالة لتبين له زعلها منه وهنا نقول ان هذا لا يصلح مع كل الازواج فربما زوج ذهب مسرعا ليعرف سبب صمتها وهناك من ظن انها تكرره ولا تريد وهناك وهناك وهنا انتي اعلم بزوجك فهذا مهم ان لم تكوني تعلمي ما افضل الطرق لتتعاملي مع شخصيته فسسظن هو ويفسر شيئا وانتي تريدين شيئا اخر فهنا ان كان زوجك لم يفسر رسالة صمتك الجئي لعتابه واظهار زعلك برفق ولين وبأسلوب الانثى ولا تتخذي الصمت مع زوج لا يفقه معناه
هناك نقطة اخرى وهي شكوى الزوجة من عدم فهمها لزوجها رغم انجابها منه وعيشهم تحت سقف واحد مما يولد المشاكل ويعيق الزوجان عن السير في طريقهم الاساسي وهو الزواج لاقامة الدين لانهم انشغلو بهم المشاكل والصراعات وهنا انصح الزوجة المتدينة ان تبتعد عن كل ما يغير صدرها ويملئ رأسها شكوك ووساوس وافكار سوداء تجاه زوجها والعكس صحيح لاننا في النهاية بشر والنفس البشرية تتأثر بالكلام مهما كانت النفس قوية خاصة لو هذا الكلام وجد النفس الضعيفة التي ليس لديها اساس قوي من الثقة والفهم لشريك الحياة فهنا الضربة قد تكون قاضية فالنصيحة هنا لكل من يلجأ للغير قبل شريك الحياة حتى لا يخرب بيته بيده وان كان ما فعله لحرصه على ايجاد حل لما يعانيه من حيرة وتخبط وعدم فهم
وهنا المسألة قد تكون ابسط مما يتوقع فلو شبهنا الزوج او احد شريكي الحياة بكتاب لاحدى المواد الدراسية والزواج هو ذلك الامتحان الذي ندخله في تلك المادة { التي اخترناها نحن بملئ ارادتنا } ستقول الزوجة قبل دخولها انا اعرف الاسئلة فأسئلة هذا الامتحان معروفة منذ ان عرفت الدنيا فالاسئلة واضحة مباشرة تقليدية سهلة وان صادفني بعض الصعوبات فقد مرت على كثير قبلي وهي معروفة
واذا بك تدخلين امتحانك وتتفاجئين بأسئلة اثارت دهشتك وجمدتك في مكانك .. اسئلة صعبة غير تقليدية لم تمر عليكي من قبل ابدا ولم تسمعي عنها بها الكثير من اللف والدوران فوقفتي عاجزة وطلبتي المساعدة
التعديل الأخير تم بواسطة أم داليا ; 21-11-2010 الساعة 12:52 AM
السبب: تعديل الاية الكريمة