السلام عليكم ورحمه الله
إن المجاملة التي تتم من خلال كلمات الإطراء والمديح المتبادل بين الزوج وزوجته تعكس رغبة من التواصل بين الطرفين، وهو ما ينمي مشاعر الحب والحميمية فيما بينهما؛ وهذا أمر محمود ويجب أن يكون لدى كل من الزوج والزوجة حرص شديد عليه حتى لا يحدث جفاء وفتور في علاقتهما بعضهما البعض.
والمرأة بطبيعتها تحتاج إلى أن تسمع من زوجها الكلمات الطيبة، والتي تعبر عن أن مشاعره نحوها ما زالت كما هي ولم تتغير؛ ولذلك فإن الزوج يجب أن يكون لديه حرص على توجيه كلمات الشكر والامتنان لزوجته عن كافة الأعمال التي تقوم بها داخل المنزل لأن هذا الأمر يخفف بشكل كبير عنها المشقة التي تتحملها نتيجة أداء هذا العمل، كما أنه يشعرها بمدى قيمتها وأهميتها لدى زوجها.
أن الزوجة أيضًا مطالبة بأن تقول لزوجها من حين لآخر بعض كلمات الإطراء والشكر على بعض الأفعال التي يقوم بها، فالأمر لا يجب أن يكون من طرف الزوج وحده فقط؛ فهو أيضًا في ظل الأعباء الحياتية التي تثقل كاهله في حاجة أيضًا لأن يسمع من زوجته بعض الكلمات الطيبة؛ بحيث لا يعتقد أن دوره فقط أن يلبي طلبات زوجته، والتي تطرح عليه قائمة طويلة من الطلبات بمجرد أن تراه. فالزوجة يجب أن تشعر زوجها بأنها تحس جيدًا بالمعاناة التي يتحملها من أجلها ومن أجل أسرتها، وذلك من خلال كلمات المجاملة والود والحنان التي يمكن إذا شاعت أن تحل الكثير من المشكلات الأسرية الموجودة الآن.
أن الإسلام دين متميز جدًا في إطار حرصه على العلاقة الزوجية، والتي ينص على ضرورة أن تقوم المودة والرحمة. وهذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال كل طرف بمعاملة الطرف الآخر بأفضل صورة ممكنة، وفي إطار هذا لا بد للزوج من أن يقوم باستمرار باستخدام عبارات التدليل والمجاملة مع زوجته خاصة في ظل أنماط الحياة الغريبة التي طغت على مجتمعنا، والتي أصبحت في ظلها الأسرة لا تجتمع إلا نادرًا.
أن الكثير من المشكلات التي تحدث بين الأزواج والزوجات اليوم سببها الرئيسي هو أن كليهما يفتقد في أحيان كثيرة للمعلومات الخاصة بطبيعة دوره كزوج أو زوجة؛ والمسئوليات التي يجب عليه أن يتحملها. ولذلك فإن الحاجة اليوم أصبحت ماسة لتأهيل الأزواج والزوجات، وهو الأمر الذي أصبح جوهريًّا؛ فالزوج يجب أن يتم تدريبه على كيفية التعامل الصحيح مع زوجته من خلال العبارات الجميلة، والتي تؤثر على مشاعرها بصورة كبيرة.
أن غياب عبارات الود والمجاملة بين الأزواج وزوجاتهن يمكن أن يساهم على المدى الطويل في إضعاف علاقتهم ببعضهم البعض، وذلك في ظل الأعباء الحياة اليومية التي تستغرق وقتًا طويلاً منهما. وفي ظل هذا الوضع يمكن أن ترى اليوم الزوج والزوجة جالسين في البيت، وكل منهما مشغول في أمر ما دون أن يكون بينهما أي نوع من أنواع الحوار أو التفاعل، فهي مشغولة بمشاهدة التليفزيون، أما هو فيقرأ في صحيفة أو يجلس أمام جهاز الكمبيوتر. وهذا الأمر ينعكس بشكل مباشر على الأولاد الذين يعتادون منذ الصغر على أن يعيشوا شئونهم الخاصة بعيدًا عن البيت الذي لا يتحول سوى مكان للنوم فقط، وذلك في ظل علاقة الفتور التي تحكم الأب والأم والتي يفسرها الأبناء على أنها أمرًا سلبيًّا.
و يمكن التغلب عليه من خلال عبارات المجاملة والشكر المجامل من كل طرف للآخر؛ والتي تشعر الأبناء أيضًا بالأمان النفسي وتضفي على البيت جوًّا من البهجة والسعادة.
إن هناك حاجة ماسة لإعادة الحيوية داخل الأسره والتي تتعرض لاستهداف متواصل. وهذا الأمر يمكن أن يتم من خلال إحياء قيمة الشكر والاعتراف بالجميل؛ فالزوج يعبر لزوجته عن إحساسه بالأعباء الكثيرة التي تحملها على كاهلها من خلال بعض عبارات الثناء والمديح؛ لأن عدم وجود هذا الأمر يمكن أن يساهم في تفاقم غياب الحوار والتواصل بين أفراد الأسرة.
أن الحفاظ على الأسرة وتماسكها يجب أن يكون هدفًا واضحًا لكل منا كأفراد ومؤسسات. فهي نواة المجتمع الأولىوهناك بعض العوامل التي ما زالت تمثل حزام أمان لاستمرار قوة الأسر وأهمها ما نملكه من قواعد الدين الإسلامي التي تولي العلاقة بين الزوج والزوجة أهمية بالغة. كما أنها تحض الزوج على ضرورة الإحسان لزوجته وعدم إساءة معاملتها بأية صورة من الصور، وهو الأمر الذي ليس له وجود في أية ثقافات أخرى.
اخوكم العادل برد ودفى