تحذيرات صحية من كعك العيد
تحذيرات صحية من كعك العيد
القاهرة: رغم أن الأطباء يحذرون من الإفراط في تناول الكعك والبسكويت لاحتوائهما على سكريات ودهون أغلبها حيوانية، تؤكد الدكتورة سوسن الغزالي، أستاذ الطب السلوكي بجامعة عين شمس، انه كلما أمكن التقليل من نسبة الدهون الحيوانية كالزبد والسمن البلدي في صناعة كعك وحلوى العيد جنبنا أنفسنا المتاعب التي تنتج عن الإسراف في تناول كميات كبيرة من هذه الحلويات.
وتحذر الدكتورة سوسن من استخدام أنواع الدهون الحيوانية في تصنيع الكعك، وتنصح باستخدام بدائل لها، خاصة من الزيوت النباتية، ليتاح من خلال ذلك يسر في عمليات الهضم بعد تناول كميات كبيرة منه.
وتذكر د. سوسن انه توجد ألبان نباتية مصنعة من الصويا ولها نفس مكونات الألبان الحيوانية، بل وتفوقها في بعض المواد المحاربة للشوارد الحرة "الضارة بخلايا الجسم"، وهي ألبان خالية من سكر اللكتوز الذي يسبب اضطرابات هضمية خاصة للمصابين بمتاعب القولون، كما يمتاز بخلوه من الكولسترول الذي يتسبب في الإصابة بتصلبات الشرايين والجلطات، وألبان الصويا لها قيمة غذائية عالية ويمكن استخدامها في عجائن الكعك والبسكويت، وغيرها من مخبوزات العيد، فتقلل من المتاعب التي يتعرض لها الشخص من جراء التهام كميات كبيرة من الكعك.
وتضيف أن الزيوت النباتية، خاصة المستخلصة من فول الصويا، تعتبر انسب بديل للدهون الحيوانية، سواء السمن البلدي أو الزبد، لاستخدامها في صناعة هذه العجائن. أما الدكتورة سناء محرم، أستاذ الجهاز الهضمي المساعد بطب عين شمس، فترى انه بعد تعود جسم الإنسان على الانقطاع عن الأطعمة طوال النهار ولمدة شهر كامل اعتاد فيه على نمط غذائي معين من خلال وجبتي الإفطار والسحور حيث يحصل الجسم خلالها على ما يقرب من 2000 سعر حراري في اليوم الواحد، كما أن الجسم في حاجة دائمة إلى فيتامينات وأملاح معدنية إلى جانب الطاقة التي يحصل عليها من الكعك، وهو يعتبر مفيداً بعض الشيء للأطفال والشباب في مرحلة النمو.
وتقول إن العبرة في النهاية تتمثل في تقليل كميات الدهون الحيوانية المستخدمة في صناعة أو استخدام الزيوت النباتية كبديل لها، وتؤكد الدكتورة سناء على أن اتباع الثقافة الغذائية السليمة تقي الإنسان أمراضاً عديدة قد يتعرض لها من جراء التهام كميات كبيرة من السعرات الحرارية التي تزيد عن احتياجات الجسم في توليد الطاقة.
وتفسر معنى الصحة الجيدة التي كان يتمتع بها الأجداد في السابق رغم تناولهم كميات كبيرة من الكعك، وربما كان من دون ضوابط، بأن الحياة اليومية في عصر الأجداد كان يميزها النشاط والحيوية والعمل لفترات طويلة والحركة المستمرة من دون كلل، وهذا ما كان يجنبهم الأضرار من تناول أنواع المأكولات الدسمة، بينما في المقابل يتميز عصرنا الحالي بالراحة والرفاهية والمجهود الأقل، والجلوس لفترات طويلة أمام التلفزيون أو الكمبيوتر، فيما يتناول خلالها الكميات الجافة من الغذاء ما يساعد على تراكم الدهون في الأجساد، وتنتج عنها المشاكل الصحية العديدة، وتضيف انه في بعض البلدان المتقدمة يتعلم الطفل سلوكيات محددة منذ الطفولة حتى يتجنب الإصابة بأمراض الغذاء والسلوك، فعلى سبيل المثال تقدم له النصائح كاملة لكيفية تناول كوب الشاي: متى وكيف، وان يتناوله بأقل كمية من السكر حتى يتلافى الإصابة بالسمنة أو أمراض السكري وغيرها من السلوكيات التي يعتنقها في الطفولة فتصبح من أساسيات التعامل اليومي مع الغذاء.
ويرى الدكتور عمرو حلمي، أستاذ الأمراض الباطنية والكبد ومدير معهد الكبد بالمنوفية، أن الكعكة الواحدة ذات الحجم العادي تعطي ما يقرب من 300 400 سعر حراري، فإذا تناول الشخص 6 كعكات يحصل على 1800 إلى 2400 سعر حراري، وهي نفس الكمية التي يحتاجها الشخص الذي يقوم بأعمال تتطلب مجهودات بدنية وكذلك الشباب البالغ.