إن الآثار المدمرة للملوثات العضوية الدائمة على الحياة البرية وعلى صحة الإنسان. صنعت هذه الكيماويات أساسًا من أجل السيطرة على الأمراض، ولزيادة الإنتاج الزراعي، ولتحسين مستوى المعيشة، حيث إنها تستخدم كمبيدات حشرية زراعية ومنزلية، ولكن واقعيا تسببت هذه الكيماويات في تهديد خطير للتنوع الحيوي ولصحة الإنسان، وسنذكر هنا عن تأثير هذه المبيدات على الجنين, فإن الملوثات العضوية الدائمة ذات سمية عالية، ولا تقتصر سمينها على التركيزات العالية منها فقط التي تتسبب في الوفاة أو في أمراض خطيرة، بل إن التركيزات الضعيفة منها تتسبب في مشاكل عديدة للبيئة ولصحة الإنسان؛ لدرجة أن تركيزًا من هذه الملوثات يصل فقط إلى جزء من ترليون يؤثر على درجة ذكاء الإنسان، كما أن هذه الملوثات تقوم بتعطيل الغدد الصماء، ويكون التأثير سيئًا إذا تعرض الجنين لها وهو في بطن أمه؛ حيث تؤثر من خلال تعطيلها للغدد الصماء على نمو الجنين بالإضافة إلى تأثيرها على قدرته على التعلم، ومقاومته للأمراض وللإنجاب مستقبلا. أما كونها دائمة فبسبب عدم تحللها بالطرق المعروفة الطبيعية من تعرض للضوء والتفاعلات الكيميائية والعمليات الحيوية التي كانت ستحيلها إلى مواد غير ضارة. بل على النقيض فإن مادة الDDT مثلا تتحول إلى مادة الDDE في جسم الإنسان التي تعتبر أكثر استقرارًا ودوامًا من المادة الأصلية، لا يستطيع جسم الإنسان التخلص منها إلا عن طريق الرضاعة؛ وبالتالي تستمر هذه المواد في التركيز في جسم الإنسان على مدى السنين. وتجدر الإشارة إلى أنها تؤثر بشكل سلبي على الجنين والطفل الرضيع. فأثناء حياة أية امرأة تستمر هذه الملوثات في التركيز في الأنسجة الدهنية. وبسبب متطلبات الحمل والرضاعة التي تتسبب في تكسير الخلايا الدهنية من أجل الاستفادة بها تغرق دورتها الدموية في وقت قصير بكل الملوثات التي تراكمت في الأنسجة الدهنية على مر السنين التي تمر بالتالي على الجنين أو تفرز في اللبن إلى الطفل الرضيع، وبالتالي يتعرض الإنسان إلى هذه الملوثات في مرحلة حساسة جدا من حياته. تؤثر الملوثات العضوية الدائمة في الجهاز المناعي للإنسان و جهازه العصبي، كما أنها تتسبب في مشاكل سلوكية له بالإضافة إلى تأثيرها على الإنجاب. هناك دراسة أقيمت في السويد أثبتت أن هناك علاقة بين كميات الـ PCBs والدايوكسينات والفيورانات في غذاء الإنسان وانخفاض ملحوظ في أعداد الخلايا الطبيعية القاتلة التي تلعب دورًا هاما في مقاومة السرطان. كما أثبتت دراسة كندية أن تعرض الأطفال للملوثات العضوية الدائمة يعرضهم للإصابة بالالتهابات بنسبة 10 إلى 15 مرة أكثر من غيرهم، ودراسة هولندية وجدت أنها تؤثر في نمو الجهاز المناعي للطفل الذي قد يتسبب في مشاكل مستقبلية من إخماد المناعة والحساسيات والإيدز.
وقفة
أيتها البيئة يا أميرتي العذراء, لهفة الأم على طفلها كأنها قوة سنين عدداً في جسم هذا الطفل, ومن ثم لم يكن الحب الصحيح في أسمى مظاهره إلا حب المرأة لبني بطنها0فالرجل يرى المرأة أكبر معاني الطفولة, والعكس تراه أصغر معاني الأمومة0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة البلاد الخميس 27/8/1424هـ
للكاتب د0فهد تركستاني