من أكثر الأشياء ألماً لي هو حينما أجد تلك المرأة العزباء أو حتى المطلقة ذات البعد العالي في التفكير والعقل المتوازن والطموح الكبيرة والرؤية الواسعة للحياة.
أتألم لها لأن قدرتها الكبيرة قد لا تتوافق مع عقل ومنهجية وتفكير بعض الشباب، المرأة بحكم وضعها الثقافي والمتعارف عليه هي من يجب أن تنتظر من الرجال أن يبادروا لخطبتها، لكن إشكاليتها بالغالب تكمن في نوعية ذلكَ أو أولئكَ الرجال اللذين ينون التقدم لها، وهي ليست مشكلة تلك السيدات المميزات فقط بل كل النساء جمعيهن، فهن غالباً لسنَ لديهن الخيار للاختيار كما هي الميزة عند الرجل، بل انتظار ذلك الرجل ومن ثم قبوله أو رفضه في سبيل انتظار رجلاً آخر، المهم هي ستبقى في الخط الخلفي على أمل أن يأتي ذلك الذي يحمل على الأقل الحد الأدنى أو المعقول من المواصفات.
من خلال متابعتي وتجربتي مع قصص الكثير من السيدات فإن من أكثر الأشياء ألماً برغم مروري على الكثير من القصص المختلفة والمتنوعة هو السيدة التي تمتلك رؤية وطموح وعقل كبير لاتتوافق مع كثير ممن يتقدمون لها من الشباب الذين يملكون رؤية عادية للحياة أو في بعض الأحيان سطحية، أجد كثير من المتزوجات من تجد ثقافتها وطبيعتها وتكوينها ورؤيتها أكثر سعة من زوجها التي يجب عليها أن تجعل السلطة والقيادة بيده وفضلاً عن كونه ضعيف أو سطحي فقد يكون مهمل أو ذا مشاكل أو لديه تقصير كبير في الموضوع، وبالتالي تحاول طوعاً أو كرهاً بالتنازل عن تلك المبادئ والرؤى والافكار الكبيرة لتنغمس أو تندمج في الحياة الأقل وزناً لها.
في بعض المجتمعات السيدات لاخيار لها باتخاذ القرار والاختيار بحكم أعراف محلية أو قبائلية تفرض عليها القبول باشخاص محددين أو حتى لاتستشار في أمر الزواج إنما يأتيها الخبر أنها ستتزوج، وهذا أسوأ نموذج، وهنا نماذج سيئة مثل أن يحمل المتقدم الحد المقبول في المواصفات الاخلاقية والدينية ومن ثم يتم عرضه للبنت التي قد لاتواجه ضغوطاً مختلفة سواء نفسية أو عُمرية أو حسابات أخرى، وغير ذلك من نماذج سيئة تضطر المرأة أحياناً للموافقة عليه من أجل أن تدخل في طوق الزواج أو لتهرب من واقع ثقافي أو اجتماعي أو نفسي أو غير ذلك.