رد: هل حجي مقبول؟
الحمد لله..
الذي فهمته من السؤال: أن صاحبتك كانت تعتني بوالديها لسنوات، وكان يصدر منها -أحيانا- سوء أدب معهما بسبب المشقة والحالة النفسية التي تصاحب ذلك، وتسأل عن الحج، هل يقبل منها وحالها كذلك.
الجواب:
المسألة منفكة، فلا علاقة للحج بموضوع والديها، فحجها شيء وما حدث مع والديها شيء آخر، فلتحج ولتكثر من الدعاء لهما، وأن يغفر لها ما صدر منها تجاههم، وأن يكتب أجر برها لهم.
أما ما حدث لها مع والديها:
فأسأل الله تبارك وتعالى أن يأجرها على برها لهم، وحرصها على العناية بهم دون سواها.
وأما ما حدث منها مما لا يصح إلقاؤه على والديها من رفع الصوت ونحوه، فإني أرجو أن يكون طفيفا، وأن يكون صدر في حالات لا تملك نفسها معهم، والأولى بها في كل حالة أن تقدم اعتذارها وتقبلهم بعد كل حدث، وتطلب منهم الصفح عنها، فإن كانا موجودين فعليها أن تبادر بذلك، وإن كانا قد فارقا الدنيا أو أحدهما فعليها أن تستغفر لهما وتدعو لهما وتعمل صالحا لهما مما هو مأذون لها في الشرع، كالصدقة عنهما، وأن تطلب من الله أن يغفر لها ما اقترفت في حقهما.
وحقهما كبير، والله تبارك وتعالى لما قال (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما) ركز على ذلك في كبرهما، لأنه يصدر منهما في الكبر ما لا يصدر في حال الشباب والنشاط، وقد تخرج منهما كلمات، أو روائح، أو غير ذلك فنهى سبحانه عن قول: (أف) من الرائحة ومن الكلام الجارج الذي قد يصدر منهما، وهذا هو أوان البر، وأوان الصبر، وهذا الذي أراد رب العالمين منا العناية به في البر، لأن الصبر عليهما في حال شبابهما ونشاطهما يستطيعه كل أحد، وقد نطيعهما في تلك الحال خوفا وهيبة واحتراما، أما إذا كبرا، فإننا نصبر عليهما ابتغاء وجه الله، وقد أصبحا في حال يرثى لها، وحال ينبغي أن نرأف ونشفق ونرحمهما، وما من عائل أو معين لهما إلا أبناؤهما، فإذا خذلهما الأبناء فمن لهما إلا الله سبحانه، وهما في هذه الحال يخافان من أبنائهما أن يرفعا أصواتهما وقد ضعفا، كما أنهما يخافان على أبنائهما أن يشقا عليهما، وأن يكلفاهما بسبب كبرهما ما لا يطيقان والله المستعان.
اللهم اغفر لوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا، واجزهم عنا خير الجزاء، وأعنا على برهما أحياء وأمواتا.
والحمد لله رب العالمين.
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا
مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.
مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أسامة ; 18-12-2017 الساعة 08:23 PM