اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يسوري
قرأت معلومة تقول غسل المرأة لشعرها بعد الجماع غير مهم ويجزيها غسل بدنها فقط باجماع كثير من العلماء
فهل ذلك صحيح
|
هذه المعلومة خاطئة وليس لها أي سند,, بل يجب غسل البدن جميعا بما في ذلك الرأس, ولكن اذا كانت المرأة مشدودا فلا حاجة لنقضه بل يصب عليه الماء فقط ..
وإليك هذه الفتوى:
السؤال
هل يجوز لي أن اغسل رأسي بطريقة التخليل، بمعنى أن أبلل يدي بالماء وأغسل بها شعري من الجذور وحتى الأطراف، بدلا من الإفاضة أي أن يكون مبللا لا غارقاً بالماء؛ وذلك لأن شعري طويل وكثيف نوعاً ما مما يعرضني للضرر كألم بالرأس، وعدم جفافه سريعاً يعرضني للإحراج، كما أن استعمال المجفف الكهربائي يسبب تساقط وتقصف الشعر؟
والسؤال الأخر: ما الحكمة من غسل الشعر عند الغسل من الجنابة؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الشريعة الإسلامية جاءت للتيسير على العباد، قال تعالى: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" [الحج:78]؛ لذلك فإن الغسل من الجنابة يكفي الإنسان فيه أن يعمم جسده كله بالماء ولو مرة واحدة، فهي تجزئه. وأما تخليل الشعر -عند الغسل من الجنابة- فهو لا يجزئ؛ لأن الماء في الغالب سيصل إلى بعض الشعر وليس إلى كله، والطريقة التي تذكرينها فيها مشقة عليك.
فالواجب على المحتلم أو الجنب أن يقتدي بنبيه –صلى الله عليه وسلم-، وقد روى مسلم في صحيحه (330) عن أم سلمة –رضي الله عنها- أنها سألت الرسول –صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، إني أشد شعر رأسي، أفأنقضه لغسل الجنابة والحيضة؟ قال لها –صلى الله عليه وسلم-: "إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات، ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين"، فقد أرشد النبي –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث إلى التخفيف في غسل الرأس من الجنابة أو الاحتلام، فبدلاً من نقض شعر رأس المرأة فيكفيها صب الماء عليه ثلاث حثيات لأن في نقضه مشقة عليها.
وأما الحكمة من غسل الشعر عند الغسل، فقد قيل: إن المني يخرج من جميع الجسد، وقد قيل: "تحت كل شعرة جنابة"، وقد شرع ذلك الحكيم العليم الذي شرع لعباده ما ينفعهم.
فالأولى للمسلم والمسلمة أن ينقادوا لربهم وأوامر رسولهم –صلى الله عليه وسلم- لقوله تعالى: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا" [الأحزاب:36].فالاستسلام لأوامر الشرع الحنيف فيه الخير والصلاح للعباد.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
أ.د. عبد الله بن محمد الطيار
أستاذ جامعي في جامعة القصيم