أرجو إثبات جنوني "وحبي" ... فوراً !!!
إنه الصيف ...
أى ضير في أن يحب المرء خطيبته بجنون
...
أن يقضي الساعات يحلم بتعبيرات وجهها وهى تضحك ... تهتم ... تحنو ... تتفلسف ... ، وأن يسهر الليل محاولاً فهم ماكانت تريد قوله حين أخبرته بكذا ... وكذا ... ، ثم ذلك الشعور الممض الغريب : محاولة استرجاع ملامحها في ذهنك دون جدوى ... كأنك لابد أن تراها لتتذكر وجهها
..
والشعور الممض الآخر : الشعور بأنها ( سـتـنـفـد )
...
الجنون المسعور الذي يعصف باتزانك حين تدرك أنها في هذه الساعات تضحك وتقول كلاما كثيرا ليس لك نصيب فيه ، كأن مخزونها من النضارة والرقة سينتهي بهذه الطريقة قبل أن تتزوجا ...
عندئذ تنهض - كالملسوع – الى الهاتف ... وتطلب الرقم الحبيب ... وتنتظر في لهفة أن تسمع الصوت الناعس يتسائل عمال هنالك ...
لو كنت أعرف أغنية ( استيفي واندر ) : " لقد اتصلت لمجرد أن أقول إنني أحبك
" ، لو كنت أعرفها وقتها لأنشدتها عبر أسلاك الهاتف ... لكني لا أعرفها للأسف ... لهذا كنت أختلق الأعذار على غرار : هل زال الصداع عن رأس والدتك
... هل أنت مستعدة للإمتحانات
... الخ ...
كنت أشعر أنني سخيف ...
لكنه الشوق المجنون ... والوحدة الأليمة ... كالمذءوب الذي يتحول الى ذئب عندما يكتمل القمر ... أتحول أنا الى كائن رومانسي أبله ... كلما شممت رائحة عطرها المفضل ...
أنا سعيد كطفل نسيه أبواه في مخزن حلوى ... أو أسد وسط قطيع من الحمير الوحشية ... أو خنزير برى في بركة وحل ... أو أية سعادة تبدو قريبة لذهنكم ...
وفي مجتمعي أصيبب زملائي وأهلي بالرعب من هذه التغييرات التي طرأت على شخصي ...
ثم كانوا يفكرون هنيهة ... ثم يضحكون في خبث : " آها ..
.. إنه الحب .. إن العجوز (روما)- في العشرينات من عمري - يحب ..
"
فإذا ما أطلقت سبة عابرة .. هتفوا : " ماذا
.. ألا تخجل
.. ماذا لو انزلق لسانك أمامها
"
وإذا ما غيرت من طريقة ملابسي أو شكلي صاحوا في عتاب : " وهى ..
ما رأيها في هذه العادة السمجة
"
أما شرود ذهني فدليل جازم على فرط هيامي ...
- " ما سر هذه الأرقام الفلكية في فاتورة التلفون
"
- " إن مكالماتك زادت يا روما ... لا تستغرب ... زادت جدا
.."
- " إن هذه السيارة بالوعة بنزين
"
- " لابد أن زياراتك لشمال المدينة لم تعد شهرية بل زادت كثيرا ... لم العجب "
لقد سيطرت هذه الفتاة على كل مليمتر مربع من عالمي ...
فعلا ...
غريب هو هذا العالم المشابك الكامن تحت فروة رأسي ... وأبدا لن أتمكن من فهم ذلك الكائن الذي هو أنا ...
يبدو - ويا خجلي منك يا روما - أنك تحب ...
__________________
كـل الـطـرق تـؤدي إلـى رومـــــــــــــــا ،،،