شهادة تقدير وشكر لزوجتي!
ناصر حسن
جاء في الأساطير: «أن امرأة قروية أتت يوماً بكومة من علف الماشية، ووضعتها أمام رجال عشيرتها بدلاً من الطعام، فصرخ الرجال في وجهها وقد حسبوا أن مسّاً من الجنون أصابها، فما كان منها إلا أن قالت لهم: «وما أدراني أنكم ستلاحظون الفارق؟!
لقد ظللت أطهو لكم طعامكم عشرين عاما سوياً، فلم أسمع منكم، طوال هذه المدة ما يطمئنني إلى أنكم تفرقون حقاً بين الطعام الجيد، وعلف الماشية!».
وكان أبناء الطبقة الراقية في عهد القيصرية الروسية، إذا استحسنوا طعاماً، أصروا على أن يؤتى بالطاهية أمامهم ليسبغوا عليها آيات شكرهم[1] !».
إن لعبارات الشكر والامتنان وقع في النفس البشرية. إنها طريقة الرب عز وجل في ترادف النعم. فهو الذي يقول في كتابه المنزل على نبيه المرسل محمد ﴿ لئن شكرتم لأزيدنكم ﴾. وقد ورد في حديث شريف «من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق».. فتخلقوا بأخلاق الله.
إنك إذا قلت «شكراً جزيلاً لك» أو «أنا ممتن لك، أو لحسن صنيعك» أو «بارك الله فيك من زوجة رائعة جميلة» أو «إنك تستحقين أكثر من ألف تحية واحترام» أو «لن أرى مثل هذا أبداً» فثق إنك تبني مجد التواصل مع طرفك الآخر. حقاً إن الشكر على لا شيء قد يخلق كل شيء. فليس بالضرورة أن ننتظر الخدمة من الآخرين حتى نشكرهم، بل ليكن الشكر ابتداء على لطفه، وتبسمه لك، أو ما شابه. فهل ترى أن شريكة الحياة لا تستحق شهادة تقدير لما تقوم به من خدمة طوال حياتها في بيتك، وتجاه ما تقوم به من تربية الأبناء، وإدارة أمورك؟.
ليكن الشكر والامتنان طريقة جديدة في النقد غير المباشر... ومع هذا لا تنسى مكافأة تُعادل جهودها ولو بشيء يسير ولكي ترى المزيد من الجهود والأفضل في الأداء بادر بعبارات الامتنان والتشجيع.
وعن علي بن الحسين بن علي قال: «أما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه وتكسبه المقالة الحسنة وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله عزّ وجلّ فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سراً وعلانية ثم إن قدرت على مكافأته يوماً كافأته ».
[1] كيف تكسبُ الأصدقاء وتؤثر في الناس-ص275-276.