الشريك وطباعه والموقف منها ! - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المقبلين على الزواج مواضيع تهم المقبلين على الزواج من الرجال والنساء

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 21-06-2012, 08:30 PM
  #1
Neat Man
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية Neat Man
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 4,683
Neat Man غير متصل  
الشريك وطباعه والموقف منها !

لا أظن أن شريكاً في العالم كله وجد في شريكه كل مايتمناه من صفات، ولا أظن أن شريكاً قد بلغ منتهى الرضا من طباع وسلوك شريكه، وذلك أمر طبيعي مادمنا بشر ضعفاء ونخطئ كثيراً، ومادام أن كل شريك جاء من خلفية مختلفة تماماً عن شريكه ومن عائلة مغايرة ومن أفكار واهتمامات وتوجهات وطباع غير متطابقة، وهذا أمر مُسّلم في الحياة، فالأخ يرى أن بينه وبين أخيه أو الأخت وأختها أختلافات في التفكير والطباع والأهتمامات، فإذا كان الأمر كذلك مع الأخ والأخت ومتفهم، فإنه من باب أولى أن يكون تفهم الشريك للشريكه الجديد أكثر فهماً.

إنني أشبه المتزوجين الجدد بمثل عضو جديد تم غرسه في داخل جسم إنسان، حيث أن الجسم يستنكر ذلك العضو بقوة من خلال جهاز المناعة الذي يقاومه ويحاول أن يقضي عليه، إلا أنه مع الوقت يهدأ الجسم ويتقبل ذلك العضو حتى يصبح جزاءً منه، وهكذا هي الحياة الزوجية في بدايتها حيث توجهات وعقليات وطبائع مختلفة للغاية مهما كان ووجد هناك من تقارب بين الطرفين أو شعرا كذلك، إلا أنه مع الزمن ومع حكمة الطرفيين وتنازلهم وتفهمهم سيجدان إندماج تام بينهما وأرتياح كبير لدرجة أنه لا يستطيع أحدهما الأستغناء عن الأخر، وستتقارب طباعهما وستضيق مساحة الأختلاف بينهما.

بعض المتزوجين حديثاً يخطؤون كثيراً في أدارة سلوكهم وبالتالي يحدث الصدع وقد يؤدي إلى خلاف كبير ثم لاسمح الله يكون طلاقا!، وأعتقد أن السبب الرئيسي يكمن في أن الزوجين لم يعرفَ البذرة الرئيسية التي انبثقت منها المشاكل ولو تفهموها وصبروا وتنازلوا لتجاوزوا تلك المرحلة، إن من الحكمة للطرفين أن يتأنى في فهم بعضهم وفي تقدير تصرفات الأخر، المشكلة التي تحدث أن أحد الطرفين لا يعجبه سلوك الأخر أو يتخذ أحداهما قراراً اغير متوافق مع قناعات أو مزاج أو طباع شريكه وهنا يأتي رد الفعل الذي غالباً مايكون حاداً أو قاسياً ثم ينفجر الأمر إلى أبعد من ذلك، ولكن الحيقية البسيطة هي أن نفهم أن الطرف الأخر يتصرف غالباً بناء على مانشأ عليه من سنوات طويلة حين كان في بيته، لذلك حري بالمتزوجين أن يفقهوا هذا الأمر وأن يتصرفوا بحكمة مع شريكهم، نتفهم أولاً ثم نتحاور بهدوء على ذلك السلوك ومدى قبوله من عدمه، وإن لم يكن هناك مجال لقبول تتم معالجته بالتي هي أحسن، وإذا أصبح ذلكَ صعباً يجب التعايش معه مالم يكن سلوكاً سيئاً وخطيراً للغاية.

إن المسؤولية الحقيقة والتحدي الأهم الذي يجب أن يكون المتزوج أو المتزوجة أهلاً له هو أن يثبتا لنفسهما أنهما قادران على التعايش مع الطرف الأخر بمميزاته وعيوبه، بل إن قمة الفكر وروعة التضحية أن أتقبل شريكي بعيوبه وأطوع نفسه على فهمها، إنني لستُ كاملاً وأنتِ كذلك، وبما أن هذه حقيقة مطلقة لماذا لانتعايش معها، نحترم هوايات بعضنا وميولنا وقدراتنا وتوجهاتنا المختلفة، ولكن ليكن بيننا احترام وحب وسكينة وألفة.

إن من غياب الحكمة ومن سوء التقدير أن يقارن أحد الزوجين شركيه بأمرأة أو رجل آخر، أو يرسم في مخيلته طبائع وصفات لشريك يطمح أن يكون شريكه، ثم يرى عيوب زوجه أو زوجته ويقارنها بالنموذج الذي يتمناه وبالتالي يحدث التصدع، فعند كل سلوك غير مرغوب تحضر الصورة المثالية للزوج المرغوب وتتأثر نفسيته وبالتالي يسخط من شريكه سواء صرح بذلك أم لم يصرح، وهذا التفكير هو من الأشياء السيئة في الحياة الزوجية والتي قد تجر إلى أسوأ من ذلك، إذا كنتَ أو كنتي تشعران أن شريككما ليس وفق الطموح تذكرا أن شريكك أيضاً قد لا يراك النموذج الأكمل، إنه أيضاً في مخيلته أنموذج آخر غيرك، قد لايرى جميع الصفات سواء الشكلية أو الخُلقية والسلوكية متوفرة لديك مهما أعطيت انطباع لنفسك أنكَ مميزاً وأن لديك ماليس هو لدى الأخرين، لكن شريكك متقبلك بعيوبك وإيجابياتك. إن النظر لما في أيدي الأخرين لهو عذاب كبير تنزله على نفسك، أقتنع بما لديك وأحمد الله على ما أمدكَ به، فإن ملايين من البشر غاية مناهم هو وضعك أو أقل منه، إننا نرتكب بعض الحماقات حين نشعر أنفسنا أن شريكنا لديه من النقص الكبير وفيه من العيوب التي لاحصر لها، إن شركائنا هم قدر الله، والله أختارهم لنا لحكمته، إنه عطاء الله، وكلما شعرت وأقنعتَ نفسك أن الله أعطاك شريكك لأنه أنسب البشر لك فإنكَ ستكون سعيداً وستستمتع بالحياة معه، أقتنع أن الله أعطاك شريكك لأنه الأنسب لشخصيتك وطبعك وعقليتك ومستقبلك وأبنائك، إن الله يعلم ونحن لا نعلم، إننا لو سمحنا لأنفسنا بعيداً عن قضاء الله وقدره بأن نختار مانرغب ومانراه هو المناسب، وحقاً أخترناه فلن ولن نرضى عن ذلك الشخص، إننا نعتقد أن شخصيات معينة ستكون هي الأنسب لنا ولطبائعنا وأسلوبنا وثقفتنا، ولو أصبح كذلك فقد نتفاجئ أن خيارنا كانَ سيئاً للغاية، لذلك أحبوا شركائكم بعيوبهم تسعدوا.
__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:10 AM.


images