تربية الفتاة الجريئة
عزيزي المربي..
هل تختلف تربيتك لابنك عن تربيتك لابنتك؟
هل تقول لابنك: أنت ولد، وهذا يعني أنك قوي، بينما تقول لابنتك أنتِ فتاة، وهذا يعني أنك ضعيفة؟
هل تعزز- عزيزي المربي- جوانب الضعف عند ابنتك، وجوانب القوة عند ابنك؟!
وماذا تتوقع ما سيحدث لابنتك بعد عشرات السنين إن لم توفق بزوج، أو عائل..؟!
هل تريدها ضعيفة، ساكنة، تنتظر من الآخرين أن يحلوا مشاكلها..
أم تتوقع منها أن تكون قوية.. جريئة.. تواجه.. وتتحدى!!
سيدنا إبراهيم عليه السلام مع زوجاته.
إليك- عزيزي المربي- نموذج رائع للتعامل مع النساء وتدريبهن على القوة، والجرأة، والتحدي..
مثال(1): قصة (سارة) زوجة إبراهيم مع النمرود!!
دخل سيدنا إبراهيم "مصر" مع زوجته سارة، وكان يحكمها رجل يحب النساء الجميلات، وقد اشتهرت "سارة" بجمالها، فلما رآها أحد الرجال في السوق، أراد أن يفوز برضا الحاكم، فأسرع إليه يخبره بالجميلة التي رآها، فرح الحاكم، وأرسل جنوده لإحضار سارة..
فدق الجنود الباب، وأخذوا سارة..
فماذا فعل " إبراهيم" عليه السلام في هذه اللحظة؟
هل ركض خلفهم؟
هل أسرع لإنقاذ سارة؟!
هل نادى الجيران؟!
هل.. هل...
لا لم يفعل أي شيء مما سبق.
بل لجأ إلى الله وحده، يناجيه، ويدعوه.. وترك " سارة" وحدها تواجه مصيرها!!
واستطاعت سارة لوحدها أن تتغلب على النمرود.
ويتكرر موقف إبراهيم عليه السلام في قصته مع زوجته الثانية " هاجر " عندما تركها في الصحراء وحيدة مع ابنها الصغير، لا شيء معهما سوى تمر وماء.
فلما رأت " هاجر" زوجها إبراهيم يتركها جرت خلفه.. تسأله: أالله أمرك بهذا؟!! ( هل أمرك الله بهذا ؟! )
انظر – عزيزي المربي- هذا المشهد حيث تجد إبراهيم عليه السلام يتحدث مع زوجته هاجر قائلاً: ( يا هاجر، سأذهب وأعود لك. يا هاجر، لن يضيعك الله.
يا هاجر، اصبري، وسيأتيك الفرج. يا هاجر....).
بل تركها وحدها، تواجه، تتحدى، وتصبر.
فلما علمت هاجر من إبراهيم عليه السلام أنه أمر من الله اطمأنت وارتاحت، واستطاعت أن تتصرف بحكمة، وإرادة، وقوة..