يا أختي
هدي من روعك ...
واذكري الله
أما كونك ما تحبين تجامعين زوجك ! فهذا لا يمكن السكوت عليه , فهو حق من حقه , فإن كنتِ لا تحبين فهو يحب هذا , حتى لو لم يكن يحبه , فهو محتم في العلاقة الزوجية خصوصاً في مثل حالتكم وكونكم أيضاً حديثي الزواج...
ثم إن كنتِ لا تحبين الجماع مطلقاً فهذا يحتاج منكِ إلى مجاهدة , ويحتاج أيضاً إلى معرفة السبب , فقد تكوني مررتِ بتجربة أثرت عليك , أو تكوني تشكين من آلام أو تكوني ترغبين بما قلتِ من عناق وتقبيل..فقط , وهذا يكون عند بعض النساء , لكنه لا يشبع الرجل ..
ثم إن عليكِ أن تحمدي الله على زوجك , وهذا نعمة لا توجد عند كثير من النساء , وأنا أسمع الشكوى من كثير منهن , يردن ولو مرة في الأسبوع .. , وأنتِ الأمر عندك قد يكون بيدك أيضاً ومتى ما شئتِ , فهذه نعمة تغبطين عليها ..
ثم إن زوجك مهما كان الأمر فهو يريد أن يعفَّ نفسه وأنتِ ترغبين أن تتعاملي معه بما تحبين من ضم وعناق دون إعطائه ما يريد من معاشرة, وهذه فيها شيء من الأنانية , اطلبي منه ما تريدين ثم هو يفعل ما يريد بحدود.
لا تظني أن الزوج إن عاشر زوجته قد أنقص من قدرها وأساء إليها !! هذا أمر قد كتب في العقد بل جعله كثير من العلماء بمنزلة المقابل للمهر .
بل قد يكون أمر المعاشرة من الأشياء التي تظهر أمر الحب بين الزوجين , خصوصا الرجل ,فإنه يعبر عن حبه أحياناً بالجماع ...
..
أما المشكلة التي حصلت منكما , فأنا أقول لكِ , كلاكما مخطئ :
هو أخطأ باختيار هذا الوقت , وقت الشجار , لأن يجامعك , وقد لا ألومه , فهو كما قلتِ لا يصبر , وهناك أمر آخر وهو واقع وأعرفه معرفة تامة وأسمعه من الكثير, أن هذه الحادثة تحدث كثيراً كثيراً , يرى الرجل زوجته وهي تبكي أو تتناقش بأمر جاد ثم يشعر بحاجته إليها مع أن الموقف لا يساعد !! وهي في قمة انصرافها , إما لظنه أن ذلك نوع من استرضائها , وإما شفقة عليها , ومع هذه الشفقة والحب تزيد الرغبة عنده فيجامعها ...فتظن أنه حط من قدرها أو جعلها مطية له ..وهذا ليس بصحيح ..
وهذه تحصل كثيراً ..اسألي النساء وانظري ...
وكان من المفترض عليه أن يمهد ويحل المشكلة أولاً , لكن قد يكون لم يصبر كما يقول.
وأنتِ أخطأتِ في ردة فعلكِ هذه ..
والمسألة يا أختي لا تحتاج إلى كل هذا الزعل والانزعاج , أقصد في المشكلة الأخيرة..
المشاكل والخلافات لا تحل برفع الصوت والتطاول ...
اجلسي معه وتناقشوا في هذا الأمر بكل أريحية , أما أن تمنيعه من الجمال كلياً ,, فهذا مستحيل بل مستحيل جداً خصوصاً وزوجكِ كما قلتِ , فلا تجعليه يكرهك وينصرف عنك ويفكر بغيرك, فإذا امتنعتِ عنه فأين تريدين أن يذهب ؟!!
يا أختي الفاضلة : الأمر بيدك الآن فلا تفرطي فيه ...
حاولي أن تنظري في أسباب بغضك لهذا الأمر , وهناك أنواع من العلاجات العضوية والمعنوية ...
وفقك الله ويسر أمرك وشرح صدرك ....
__________________
(..ما أجمل أن تختم يومك ويكون قلبك خالياً من الغل أو الحقد أو الضغينة على امرئ مسلم ..)