بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله لكل خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
من دروس الشكر هذا الدرس في شكر نعمة موجودة مجحودة لا يعرف قيمتها إلا من فقدها
وهي نعمة الانتماء لأسرة شرعية العلاقة
أي أن تحمد الله عز وجل على أن لك أسرة من أم وأب ولك جدان وجدتان واسم معروف.
وبضدها تتبين الأشياء
ولندخل للدرس بهذا الخبر
قبل أيام تزوج شاب وفتاة وُلِدا من رحم المجهول على عتبة مسجدين وكفلهما الله عز وجل حتى جمعهما عقد القرآن قبل أيام نسأل الله عز وجل الكريم المنان أن يوفقهما ويجمعهما على خير ويرزقهما الذرية الصالحة
الشاب منذ شهوره الأولى في كنف إمرأة رجل عقيم رفضت تركه وضحت له من أجل الجنة وأخذت هذا الطفل من محل رعايته وأرضعنه من حولها ليكون محرما لها
والفتاة أخذتها امرأة رزقها بالذكور دون الإناث ومعها طفلتان أخريان وومن ربة الطفل ومن ربة الطفلة أحسنتا الرعاية والحماية وكأنهما من رحميهما حتى بلغا سن الزواج وتزوجا ولله الحمد.
وأدعو لهما بالتوفيق.
هذا مثال من الواقع الحي الذي ينتج عنه كا بدور الأيتام من أبناء من أسباب شتى من الحلال والحرام.
جمعها أن النسب يبدأ بهذا المولود وتلك المولودة ليبدأ عذاب فقد الانتماء
الدرس
لندخل الآن لعمق هذا الشاب وتلك الفتاة حينما بلغا سنا يسمح لهما بمعرفة نسبهما وعلاقة كل منهما بمن تربى في حضنها
كيف ستنبت الأغصان بدون جذع ولا جذور أين أمي أين أبي ما شكلهما وما حياتهما لماذا فعلا هذا وعشرات الأسئلة الحارقة التي لا تجد جواباً.
لا أعرف من تاريخي غير أمي البديلة واتمسك بها بجنون فهي انتمائي الوحيد في هذه الدنيا
في كل يد أم تمسك ابنها او يمشي ابنها او ابنتها بينها وبين زوجها يجلدني سوط ليتني مثل هذا.
وإذا كان الشاب كذكر يتألم قيراط فالفتاة بطبيعتها الانثوية العاطفية الحساسة تتألم 24 قيراط.
الآن ننقل قارئي وقارئتي الكرام إلى غرفة الزفاف حيث دخل الشاب على الفتاة ولدينا ست كمرات لتنقل لكم الوضع النفسي
الأولى للشاب وهو ينظر لعروسته وكيف سيدخلان في عمق كل منهما وكيف سيكون الركن الآمن لها وهو بلا ركن وكيف واجه المهنئين بلا أب بجانبه ولا أم تبكي فررحا لرؤيته عريسا وأين أمي الآن وأبي
الثانية للفتاة وهي ترفع طرف حاجب الحياء لترى الركن الذي ستأوي إليه ويحضنها لأول مرة لذاتها وبخاطرها أين أمي أين أبي وهل يحسان بما فعلا وهل يتمنيان أن لو كانت معي وماذا يا ترى عن عريسي ووالديه ومن أين جاء وما هي قصته وما جدوى قصتينا وهل ستنبت لنا جذور من هذه القصص.
الثالثة لأم الشاب التي كانت فتاة طائشة ملكت نفسها شابا وقضيا لذة جسدين لمدة دقائق نبت عنها عذاب الأرواح وخوفا من الفضيحة تخلصلا من المولود عند باب مسجد ومعه مبلغ من المال وبزازته
ثم تابت وتزوجت ومنذ ذلك اليوم وهي تراه في منامها وقد حرمها ذلك من كل لذة فلا نوم ولا أكل وترى ابنها في كل من هو في عمره وهي تردد داخل قلبها الذي لا يعلمه إلا الله الآن عمره كذا سنة وكذا شهر وكذا يوم وتخنق دمعة حارة
وقلبها كأم يلعن قلبها الشاب لا أدري ما أقول عن مشاعر أمٍّ تعلم أن ابنها حي ولكن لا تعلم أين هو فقلبها يردد لم يمت.
الرابعة لوالد الشاب
شاب طائش عبث بعشرات الفتيات ومنهن تلك الغبية التي لم تحتط لنفسها ووضع أبوته في قبر ودفنها بالحجارة ويحترق نعم ولكن ماذا سيفيد.
ومن الممكن أن هناك غبيات كثر فعلن مثلها
الخامسة والدة الفتاة
تنظر في كل سوق لأدوات الفتيات وتتخيل ابنتها وهي تشتري معها وتلبسها وتسرح شعرها ومع كل شعرة دمعة شفافها لا يراها إلا قلبها وتابت وتزوجت وهي تشمئز من كل لذة تسري في جسها ومع كل ولادة لطفلة منها و
يا إلهي انعقد لساني أكملوا بخيالكم
والسادسة لوالد الفتاة وليس بعيدا من والد الشاب
لتعلموا ما تصوره كل كمرا من هذه الكمرات الست تخيلوا أنفسكم حماكم الله وذرياتكم محل كل شخصية من هذه الشخصيات وأطلقوا العنان لخيالكم وأسئلتكم
ثم ولو بدون وضوء أسجدوا لله شكرأ أن لأغصانكم جذوعا هما الوالدان ولها جذور هم الأجداد والجدات وتذكروا في السجود الدعاء رب اعفر لي ولوالدي ولوالديهم. واعتبروا يا أولي الأبصار.
واليراجع نفسه كل شاب وكل فتاة قصر نظره عما يفعل وهو ينساق خلف شهوة عابرة محرمة ماذا ينتظرهم من عذاب لبقية العمر واليكونوا مع الله ليكن معهم فلن يعيد الندم عجلات التاريخ لنعيد بناء جذورنا وجذوعنا وأغصاننا من جديد لنستبدل الشجرة الخبيثة بالسنابل.
والدكم
المستشار / رجل الرجال.
أتشرف بالإثراء الكريم من تجارب حية نتعلم منها ما يفيد الجميع.