بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
رَبّ اغفر لي ولوالديّ
كلمة رَبِّ:
نداء من الداعي للمدعو وكلمة رب تشمل ربوبية الله عز وجل لكل خلقه وهي تشمل المؤمن وغير المؤمن الاإنس والجن وغيرهم ويعني هذ النداء إقرار من الداعي للمدعو بولاية المدعو لنعمته التي يمنّ بها على الداعي والمعنى أدعوك يا أمن أقر له بفضله عليّ بكل نعمة أنا أتنعم بها.
اغفر :
فعل أمر وهو دعاء لأنه من الأدنى للأعلى وتعني طلب الأدنى من الأعلى المغفرة ويعني طلب المغفرة بداية الإقرار بالذنب والإقرار بأن الداعي يقر لمن يدعوه بأنه أهل للخضوع له وأنه من سيحاسبه وهو الملك الذي يملك حق المعاقبة والمغفرة ومن حسن ظن الداعي بمن يدعوه بأنه سيغفر له ولا منَّة للداعي على المدعو بشي إلا بفضل المدعو سبحانه ومنَّة منه على الداعي وخضوع الداعي للمدعو التام بالاقرار بالذنب وطلب المغفرة أي مسح الذنب ومن فضل الالمدعو سبحانه لا يقف فضله عند المغفرة بل يتعاده إلى استبدال الذنب بحجمه حسنات.
لي:
بعد إقرار الداعي بنفسه بالذنب ناسب أن يبدأ بتحيد الطلب لنفسه ولغة الإفراد تعني التقليل من الذات ولم يقل اغفر لنا وهو يعني نفسه بل قال لي وهو تذليل لنفسه لمن يدعوه سبحانه.
ولوالديّ:
هنا جمع الداعي الالمزيد من التذلل لله والإقرار له بأنه الغفور له ولوالديه ويعني أن الداعي ووالديه وكل ما أقر به لله عز وجل من نفسه فهو يقر به لوالديه وجمع مع ذلك البر بوالديه وشمولهم بالتذلل لله وطلب المغفرة لهما معه وإقرار بذنب والديه وإقرار بشمول فضل الله عز وجل على أن مغفرة الله عز وجل تشمل والديه.
الخلاصة
قول هذا الدعاء باحتساب بمعانيه لله يجعل الداعي به قد أقر بربوية الله وألوهيته وعظم الله عز وجل وطلب مغفرته والبر بوالديه.
نسأل الله الحي القيوم أن يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين وللكاتب ومن قال آمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.