ماذا يعتريك اذا وجدت من زوجة أو ولد أو صديق أو غير ذلك استخفافا بحدود الله ، تساهلا في ارتكاب المحرمات ، تقصيرا في أداء الفرائض
هل تقولها أم ترتضي لنفسك الخنوع والعجز
يقول جل شأنه (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
أقسم سبحانه وتعالى بالدهر أن الانسان في هلكة وخسران ، واستثنى من ذلك الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأوصى بعضهم بعضًا بالاستمساك بالحق, والعمل بطاعة الله, والصبر على ذلك.
وبالطبع لا يجوز لنا القسم الا بالله
اذن التناصح منجاة
عمر يبذل النصيحة للرسول الذي ينزل عليه الوحي !!!!!
يشير عمر رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم بأن يأمر أمهات المؤمنين بالاحتجاب عن الرجال فتنزل آية الحجاب توافق رأى عمر
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2)
هذا الخطاب موجه للرسول صلى الله عليه وسلم بمعنى يا أيها المتغطي بثيابه, قم مِن مضجعك, فحذِّر الناس من عذاب الله
فماذا لو كان الخطاب موجه لنا ؟
هل يقول يا أيها الموتى أم يا أيها الغرقى !!!!
جاء في منثور الحكم( ودك من نصحك وقلاك من مشى في هواك)
أي أحبك من نصحك بخلاف هوى نفسك وكرهك من سايرك في الخطأ
وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ الآية...
رجل تحدى هوى الحاكم وهوى بطانته فانبرى لهم آمرا وناهيا
لم يخشى البطش والتنكيل والقتل والتعذيب فصدع بكلمة الحق في وجه أهل الظلم
هل هناك آداب نلتزم بها في التناصح ؟
هناك آداب كثيرة للتناصح أنتقي منها ما يلي
أولا العلم بموضوع النصيحة والتثبت والتأكد من وقوع الخطأ
ثانيا العلم بحال المنصوح وفهم نفسيته ومستواه
ثالثا السرية في النصيحة،
رابعا الرفق واللين والتودد للمنصوح وعدم الشدة والقسوة والتعصب
خامسا إحسان الظن والتماس العذر
سادسا مراعاة المصالح والمفاسد بمعنى لو ترتب على نصيحتك مفسدة أكبر من المفسدة الواقعة فلا تنصح
هذا والله أعلى وأعلم