حبيبتي الرقيقة .. سما
ما أخبارك .. وأخبار روح قلبك .. وابنتك الطعومة ..
طالت غيبتك عنا .. فلكم اشتقنا لك
عزيزتي ..
هي عثرات في طريق حياتك الزوجية .. لا نقول صخور .. فالصخرة يصعب تحطيمها
بل هي عثرة .. تتعثر فيها قدماك .. ولكن .. عنفوان ذلك الحب سرعان ما يمد لك يديه .. لتعاودي الوقوف من جديد .. وبقوة أكبر من ذي قبل ..
غاليتي ..
أول ماتبادر إلى ذهني هو رأي أختي أبو تريكة .. سيما أنني مررت بما مررتِ به .. وذاكم طبيعي في شرع من أحبت زوجها قبل الزواج بكل عنف .. فقادتها مشاعرها للانصياع التام لرغباته وطلباته أياً كانت ..
لكن ..
استشففت من كلامك .. عدم تصديق روح قلبك لكلمات الحب .. وهمسات الغرام .. النابعة من أعماق قلبك
وهنا أقول لك حبيبتي ..
الرجل لايهتم بالأقوال .. قدر اهتمامه بالأفعال ..
لا تتحدثي كثيراً .. واعملي كثيراً
ابحثي عن كل ما يحبه ويرضيه وافعليه
وتجنبي كل ما من شأنه أن يغضبه ويشقيه
دائماً وضحي له أنه اهتمامك الأول .. هو أولى من الدراسة .. أولى من الابنة .. أولى من المنزل .. أولى من الأهل
هو فقط ولا أحد سواه .. من أجله تضحي بكل شيء
أوصلي له هذا المعنى من خلال تصرفاتك وأفعالك
***
من الواضح أن زوجك اعتاد الدلال معك .. حتى بات دلالك عليه ممنوع .. وأمر محظور
لمَ لا تجربي الدلع عليه ؟
أخبريه أنك غاضبة لأمر ما .. ولكن حذاري
افعلي ذلك بمنتهى الرقة والنعومة والدلال .. وبأسلوب طفولي بالغ الرقة
لأن زوجك لم يعتد منك الزعل .. فلا يصح أن تفاجئيه بذلك
لاتعامليه بالمثل حبيبتي فهو روح قلبك أولاً وأخيراً
ومن العسير علينا معاملة من نحب بالصد والهجر والحرمان
لكن
لامانع من قليل من الذكاء الأنثوي والذي من شأنه أن يزيد معيار المحبة بين الزوجين
أذكر أنني كنت أعاني في فترة من فترات حياتي ماتعانيه تماااااماً
حتى ظننت أن الكاتبة هي أنا ..
لكن الحمد لله لم يهدد زوجي بالأخرى
كنتُ بمجرد أن يفتعل الزعل .. ويتركني إلى الغرفة المجاورة .. أركض خلفه باحثة عن رضاه !
حتى اعتاد مني ذلك .. فأصبح يتخذها وسيلة للدلع علي ..
تعبت نفسياً من أسلوبه ذاك .. وتفكرت كثيراً في الأمر .. فتلكم الأمور أجدر بالأنثى فعلها .. لا الرجل
لكنه آخر العتقود .. اعتاد الدلال من أهله .. ووجد زوجته تسير على خطاه
عزمت على التغيير
أولاً .. أصبحت أتجاهل بعض ( الزعلات اللي مالها داعي ) واتركه وحده حتى يهدأ
لا أخفيك .. كانت البداية عسيرة نوعاً ما
اتهمني بالبرود .. وعدم الاهتمام بزعله .. وأنني ما عدت أحبه كالسابق
أجبته بكل هدوء .. لست أرى أن الامر الفلاني .. يستحق كل هذه الهالة الكبيرة .. وكل هذا القدر من الزعل !
وإن كنت غضبت ياحبيبي .. فأنا علمت أن الرجل عندما يغضب .. يحتاج أن يظل فترة وحيداً حتى يهدأ .. ثم يعود لسابق عهده ..
ثم ..
أقبله على رأسه وأقول : إن كنت تراني مخطئة .. فأنا آسفة ياحبيبي .. وحقك علي .. مايرضيني تنام وإنت زعلان ..
أذكر إحدى المرات .. غضب غضباً شديداًً .. والسبب لا أذكره تحديداً .. إلا أنه لايستحق حجم الغضب ذاك
ذهب وجهز حقيبة .. وعزم على السفر
حقيقة .. خفت كثيراً .. فهو إن عزم على أمر .. نفذه
غضبت على نفسي كثيراً .. أبهذه السهولة يتخلى عني وعن ابنته ..وأنا هنا بغربتي لا ونيس لي ولا جليس سواه ؟
تحيرت كثيراً ماذا عساي أن أفعل ..
ذهبت إلى حقيبته التي جهزها .. فوضعت فيها بعض الثياب لي ولابنتي ..
ثم ذهبت إلى باب الشقة فأخذت المفتاح وخبأته ..
ثم ذهبت إليه وهو جالس على الانترنت يطالع رحلات السفر !
جلست بالقرب منه .. عند قدميه تحديداً .. وقلت له بدلال : إلى أين تنوي أن تسافر بنا ياحبيبي ؟
رد بانفعال وعصبية : سأسافر وحدي .. لست مجنوناً لآخذ سبب نكدي معي !
تجاهلت رده تماماً .. وأخذت أدلك له قدميه .. ثم .. قبلتهما !
قد تقولين .. ولكنك بذلك اعتذرتِ له ..
أقول : نعم .. فالتغيير لا يكون إلا تدريجياً
وفي الموقف السابق .. عندما غضب .. تركته قليلاً ثم بادرت بالاعتذار ..
أي أنني لم أذهب من فوري .. فاعتذرت له .. كالطفل الصغير يبكي فأسارع بإعطائه الحلوى ..
المرة التالية ..
تركته يثور ويغضب .. حتى ترك المنزل ..
أصدقك القول .. وضعت يدي على قلبي ..
لكنني لم أبادر باتصال أو سؤال ..
وبعد مضي برهة من الوقت ..
أرسلت له رسالة أقول فيها .. ارجع بسرعة .. الكهرباء انطفت .. أنا جالسة لوحدي خايفة !
وعندما عاد .. وجد الكهرباء موجودة .. فاستغرب ..
قبلته وقلت له .. أنت نور حياتي .. وسواك يغدو منزلي ظلاماً ..!
وهكذا .. مرة تلو أخرى .. تضاءلت مرات زعله .. حتى أوشكت أن تتلاشى
وأنا أقصد الزعلات التافهة .. والتي منبعها الأساسي دلالنا الزائد لأزواجنا .. بدافع الحب ..
عزيزتي ..
أذكر مرة من المرات قال لي زوجي :
تحسبيني لما أخرج من البيت أكون في حالة ، وتعبان نفسياً ، ومتضايق ؟
بالعكس ، لما أخرج ترتاح نفسيتي بعدين أرجع لك !
قلت له :
وأنا أجلس أبكي وحالتي حالة وانت تضحك ومبسوط
***
حبيبتي ..
سردت لك تجربتي .. علك تستفيدين منها في حياتك الزوجية .. وفقاً لطباع زوجك التي تعلمينها جيداً .. والتي قد أجهل أنا بعضاً منها ..
ختاماً .. أسأل الله لك التوفيق والسعادة الدائمة مع زوجك وابنتك .. وعقبال الثاني ان شاء الله