غذاء الملكات
يعتبر الغذاء الملكى من أنواع الأغذية التى تتعدد فوائدها بدرجة كبيرة ولها الكثير والكثير من الإستخدامات المختلفة لعلاج الأامراض العضوية والنفسية أيضا. ويتم خلطها بالعسل للتناول بنسب مختلفة حسب الإحتياج.
الغذاء الملكى سائل لونه يميل إلى البياض يشبه اللبن الكثيف أو القشدة، تفرزه الشغالات لتطعم به الملكة واليرقات،طعمه حار حمضى وسكرى قليلاً (pH=3.8 تقريباً)، يذوب فى الماء جزئباً وكثافته 1.1 فى المتوسط,.
والغذاء الملكى هو الذى يحدد مستقبل اليرقات المؤنثة، فإن غذيت عليه طيلة الطور اليرقى (خمسة أيام) أصبحت ملكة طويلة ورشيقة مبايضها كاملة خصبة، وإن غذيت عليه لمدة ثلاثة أيام فقط، واستكمل غذاؤها بحبوب اللقاح المعجون بالعسل (خبز النحل)، أصبحت شغالة عقيمة مبايضها ضامرة. أما الذكور فتغذى يرقاتها عليه لمدة ثلاثة أيام فقط، وتستكمل تغذيتها بحبوب اللقاح المعجونة بالعسل لمدة ثلاثة أيام أخرى.
ويوجد الغذاء الملكى بكميات كبيرة فى البيوت الملكية التى يبنيها النحل لإنتاج ملكات فى حالة فقدان الملكة الأم، وبعد أن ظهرت القيمة الغذائية والعلاجية لهذا الغذاء اتجه كثير من النحالين إلى استخلاصه من بيوت الملكات التى تبنى طبيعياً بكثرة فى مواسم التطريد، ولكن عندما زاد الطلب عليه فى بعض البلاد وأصبح يباع فى الصيدليات وزاد سعره كثيراً، بدأ إنتاجه فى بيوت ملكية مصنعة بإتباع طريقة التطعيم وتم استخلاصه وحفظه بطرق معقمة.
والغذاء الملكى سريع التلف إذ أنه يتأثر بالحرارة والضوء والهواء، ويتدهور بسرعة على درجة الحرارة العادية، وبعد عدة أسابيع يصبح لونه مصفراً أو بنياً ويكون له رائحة قوية نتيجة لتحلل البروتين، وتزيد سرعة التحلل بزيادة الرطوبة الجوية التى تساعد على تكاثر جراثيم العفن.
فوائد غذاء الملكات:
يفيد فى علاج قرحة المعدة والاثنى عشر.
ثبت أن له تأثيراً قاتلاً على بعض الميكروبات المرضية.
يفيد فى علاج بعض أمراض النساء وفترة النقاهة بعد الولادة وفى فترة المراهقة وعند حدوث نزيف الدم (العادة الشهرية).
له أثر فعال وملحوظ فى فتح الشهية فى حالة الهزال وشدة النحافة سواء كان ضعف الشهية طبيعياً أو ناجماً عن مرض طويل.
ثبت أن الغذاء الملكى يعمل على تنشيط أعضاء الجسم ويزيد سرعة التحول الغذائى، ويحسن الحالة النفسية ويشفى حالات النوراستانيا والإرهاق والهبوط، أى يعيد الشباب وينشط الغدد.
له مفعول مساعد للهضم إذ يعمل على تنظيم عمل جميع الأعضاء الهضمية المضطربة وبصفة خاصة تلك الناتجة عن الخمول العصبى بما فيها أمراض القولون العصبى.
أجريت تجارب على الأطفال الصغار تتراوح أعمارهم ما بين 4-22 شهراً، بمستشفى جامعة فلورنسا، وكان الأطفال المرضى ضعاف البنية بسبب سوء التغذية فأعطوا الغذاء الملكى عن طريق الفم لمدة تتراوح بين 11- 60 يوماً بجرعات تختلف من 10- 40 ملليجراماً يومياً، فتحسنت حالاتهم وزادت أوزانهم.
فى مستشفى الصحة النفسية بمدينة إيمولا بإيطاليا، استعمل الغذاء الملكى فى علاج الانهيار العصبى بعد خلطه مع العسل، فتحسنت حالات المرضى وزادت أوزانهم وتعدل مزاجهم وزادت قدرتهم على العمل الجسمانى والذهنى والقوة والمرونة الفكرية فى ظرف 20- 30 يوماً لأن للغذاء الملكى تأثيراً أساسياً على التوازن العصبى النفسى حيث يزيد استهلاك المخ للأكسوجين مما يؤدى لتقليل الاكتئاب وزيادة التنبيه والتأهب.
ثبت أن الغذاء الملكى له تأثير هرمونى ويزيد عدد كرات الدم الحمراء، ويبدو أن أثره البيولوجى أكبر من أثره الكيماوى، وله تأثير واضح ضد الأنيميا الناتجة عن الشيخوخة.
ويستعمل الغذاء الملكى حديثاً بواسطة مستخدمى النظائر المشعة وغيرهم من الناس الذين يتعرضون للإشعاعات الخطيرة لتجديد خلاياهم.
ظهر من معاملة حيوانات التجارب بالغذاء الملكى إن له تأثيراً مفيداً فى التئام الجروح، ومنع تصلب الشرايين وعلاج الداء السكرى والعقم ويفيد للتكاثر وسرعة النمو والبلوغ.