بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما نهم بالذهاب إلى سوق جل بضاعته باهظة الثمن لاشك أنا سنحتاط لأخذ مايكفينا من النقود لشراء مستلزمات التسوق
ومن المؤكد أننا سنختار من هذا السوق كل مالذ لنفوسنا وطاب لعقولنا وقد نفاخر بما اشتريناه أمام أقارب الناس منا
ويزيد من حبنا لارتياد هذا السوق عندما نعلم بأن صاحبه كريم يطلب القليل ويعطي الكثير فهكذا هو حال سوق الحسنات والثواب الجزيل في الشهر الفضيل
ولكن السؤال الذي يتبادر لكل الأذهان ماذا أعددنا من ثمين المهور للظفر بجزيل الحسنات والأجور
فالحسنات بضاعة أهدانا الله إياها ولم يجعل ثمنها مالا بل جعل ثمنها طاعة وامتثالا لأوامره واجتنابا لنواهيه
فحسنات الشهر الفضيل كل الطاعات تؤدي إليها من قراءة قرآن وذكر وصلاة وصيام وقيام وصدقة وحفظ لسان
فمن يريد أن يدخل من باب الصائمين باب الريان عليه دفع المهر الذي يستحقه دخول هذا الباب
وعليه بذل الخير بسخاء لينعم بالثواب من كريم العطاء
فكم هم كثيرون أولئك المفرطون في ثواب هذا الشهر العظيم فمنهم من يصوم ولايصلي ولا يقرأ القرآن ولايتصدق
فيصرف طاعة الصيام كساكب للماء في غربال دون انتفاع منه وبعضهم الآخر عندما يصوم تجده طول يومه منتفخ الودجين
حاد المزاج سيئ الأخلاق والعذر بماأنه صائم لايرغب في محادثة أحد فأي صيام هذا وأي أجر سينال أليس الصوم تهذيبا للنفوس
أليست الكلمة الطيبة صدقة فمالفائدة من صيام مثل هذا الشخص وهو يجني السيئات مكان الحسنات بسوء ألفاظه والعذر كالعادة بأنه صائم
فمثل هذا كيف سيجمع الحسنات وهو من الأساس مفلس لايملك من الأجر درهما ولاقنطارا
فمثل هذا هو من أعظم الخاسرين لأنه كمن يريد أن يجني من الشوك العنب ألايعلم بأن الصيام جنة ألا يدرك حقيقة روحانية أيام وليالي هذا الشهر الفضيل
فبعض الشباب مثلا يقضي ليله في لعب ومشاهدة مباريات كرة القدم وينهي نهاره بالنوم طوال اليوم فأصبح ليله معاشا ونهاره سباتا
فصيام بلاصلاة كيف سيقبل وصيام بلا قيام هل هذا من الأفعال التي تعقل
فيا أهل العقول الفطينة والألباب الرزينة اعلموا أن الحسنة درة مهرها غال فهي طريق الجنة المحفوف بالمكاره وليست طريق النار المحفوف بالشهوات
فقد قال تعالى (ألم نجعل له عينين*ولسانا وشفتين* وهديناه النجدين)فالنجدين طريق الخير والشر فابن آدم خلقه البارئ جل جلاله مخيرا وليس مسيرا
فكن أخي الكريم فطينا حاذقا
فإن لله عبادا فطنا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
طلقوها لماعلموا
أنها ليست لحي وطنا
فمن يرغب في الجنة عليه تحمل تبعات مهرها واستغلال مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات وأولها شهر رمضان المبارك