هذا اليوم الخميس 18- 3 - 1429 هـ . كنت أراجع بنك ساميا لحاجة ما . وقدر الله أن ألتقي بأحد معارفي القدامى من زمان ما رأيته . إبتلى الله هذا الرجل بوفاة زوجته منذ 6 سنوات تقريبا في مرض مفاجىء . طبعا حييته ورحبت به وسألته عن صحته وصحة أولاده وعن أحوال دنياه . وكان ضمن أسئلتي له . أن قلت له ها عسى تزوجت يا أخ .......... ؟؟ فنظر إلي بحزن وفي محياه الألم وكأن الحزن عصر وجهه . فقال لي أتزوج ؟ تغير وجهه وبدت عليه الكآبه . وكأن الدموع أخذت مجراها على خده وسرعان ما أردت تغير الموضوع . لكنه رد لي وقال كيف أتزوج وأنا ما زلت أتذكر الغلية أم ........... لا يا أخي ما تزوجت ولن أتزوج يكفيني عيالها بين يدي يذكروني رائحة أمهم . كيف أتزوج و جمايلها قد كستني كلي من فوقي إلى تحتي !!!! كيف أتزوج وأنا مانسيت كرمها معي في حياتي لقد وقفت معي هذه الزوجة في أضيق الأزمات . ياأخ ......... هذه المرأة ما سمعت منها كلمة كدرتني طول حياتي معها . الرجل وهو يتكلم شعرت بحزن عميق وكدت أن أبكي بكلامه . فقلت له الله يجمعك بها في الجنة يا أخي كلنا أموت عيال أموات . من منا سيبقى ؟ كلنا سنرحل من هذه الدنيا . الرجل عندما سألته هذا السؤال كأني فتحت له مواجع وآهات حرقت قلبه
الشاهد من قصتي هذه
ليس الوفاء فقط . لكن الشاهد الحقيقي . ما الذي جعله أن يكون وفيا
إلا
الأخلاق
الدين
حب الزوج
الإخلاص له
الوقوف مع الزوج
إحترامه أمام أولاده وأهله
خدمته
مساعدة الزوج وقت المحن
كل هذا جعله يتذكر ما كانت عليه من أمور يحبها الله ويرضاه
لتستفيد من هذه القصة كل إمرأة إستعبدت الرجل وطال لسانها عليه وسآءت أخلاقها مع زوجها وداست على الأدب معه
الزواج بعد وفاة الزوجة والعكس ليس عيبا وليس حراما ولكن . إلى هذا الحد إستشعر الرجل أن زوجته لن يتكرر مثلها بالنسبة له من عظيم أفعالها معه . وكأن لسان حاله يقول زوجتي لن أعوض بمثلها
فعلا كما روى الطبراني والبزار أن امرأة جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم (فقالت أنا وافدة النساء إليك هذا الجهاد كتبه الله تعالى على الرجال فإن أصيبوا أثيبوا (أي أجروا) وإن قتلوا كان أحياء عند ربهم يرزقون ونحن معشر النساء نقوم عليهن فمالنا من ذلك الأجر ؟؟ فقال عليه الصلاة والسلام :أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة للزوج واعترافا بحقه يعدل ذلك وقليل منكن من يفعله )