هل نقول شهيد ؟و مادور الأزواج والأمهات بعد استشهاد الشيخ ياسين
بسم الله الرحمن الرحيم :
أولا : هل يجوز أن نقول فلان شهيد :
قد يتحرج بعض الأخوة من إطلاق اسم الشهيد على بعض الشهداء
ويستدلوا بحديث
في صحيح البخاري في باب الجهاد بذلك ،
وبعد العودة للشرح من فتح الباري ننقل لكم أنه يجوز عند التأكد
أو عند غلبة الظن :
قال الإمام ابن حجر:
باب : لا يقال فلان شهيد :
حَدِيث سَهْل بْن سَعْد فِي قِصَّةِ الَّذِي بَالَغَ فِي الْقِتَالِ حَتَّى قَالَ الْمُسْلِمُونَ : مَا أَجَزَّأَ أَحَد مَا أَجَزَّأَ ثُمَّ كَانَ آخِرَ أَمْرِهِ أَنَّ قَتْلَ نَفْسِهِ وَسَيَأْتِي شَرْحه مُسْتَوْفً فِي الْمَغَازِي حَيْثُ ذَكَرَهُ الْمُصَنِّف وَوَجْهُ أَخْذِ التَّرْجَمَةِ مِنْهُ أَنَّهُمْ شَهِدُوا رُجْحَانَهُ فِي أَمْرِ الْجِهَادِ فَلَوْ كَانَ قُتِلَ لَمْ يَمْتَنِعْ أَنْ يَشْهَدُوا لَهُ بِالشَّهَادَةِ وَقَدْ ظَهَرَ مِنْهُ أَنَّهُ لَمْ يُقَاتِلْ لِلَّهِ وَإِنَّمَا قَاتَلَ غَضَبًا لِقَوْمِهِ فَلَا يُطْلَقُ عَلَى كُلّ مَقْتُولٍ فِي الْجِهَادِ أَنَّهُ شَهِيدٌ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ هَذَا وَإِنْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ يُعْطَى حُكْمَ الشُّهَدَاءِ فِي الْأَحْكَامِ الظَّاهِرَةِ وَلِذَلِكَ أَطْبَقَ السَّلَف عَلَى تَسْمِيَةِ الْمَقْتُولِينَ فِي بَدْرٍ وَأُحُد وَغَيْرِهِمَا شُهَدَاء
وَالْمُرَاد بِذَلِكَ الْحُكْمُ الظَّاهِر الْمَبْنِيّ عَلَى الظَّنِّ الْغَالِبِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
كما أخرج البخاري في الطب باب ما يذكر في الطاعون :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ
وأضاف الإمام ابن حجر في الشرح أنواعا أخرى :
قال الإمام ابن حجر:حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة رَفَعَهُ " الْمَبْطُون شَهِيد , وَالْمَطْعُون شَهِيد " هَكَذَا أَوْرَدَهُ مُخْتَصَرًا مُقْتَصِرًا عَلَى هَاتَيْنِ الْخَصْلَتَيْنِ , وَقَدْ أَوْرَدَهُ فِي الْجِهَاد مِنْ رِوَايَة عَبْد اللَّه بْن يُوسُف عَنْ مَالِك مُطَوَّلًا بِلَفْظِ " الشُّهَدَاء خَمْسَة : الْمَطْعُون وَالْمَبْطُون وَالْغَرِق وَصَاحِب الْهَدْم وَالْمَقْتُول فِي سَبِيل اللَّه " وَأَشَرْت هُنَاكَ إِلَى الْأَخْبَار الْوَارِدَة فِي الزِّيَادَة عَلَى الْخَمْسَة , وَالْمُرَاد بِالْمَطْعُونِ مَنْ طَعَنَهُ الْجِنّ كَمَا تَقَدَّمَ تَقْرِيره فِي أَوَّل الْبَاب . انتهى .
الأمر الثاني :
المطلوب الآن من الأزواج والآباء والأمهات :
1ـ تفعيل المقاطعة :
من أهم الإبداعات التي انتشرت وتستمر حتى الآن بنجاح معقول..
فكرة المقاطعة، وهذه النبتة المباركة تنمو وتزدهر ولكنها مثل أي زرع إن لم يجد
من يرويه ويذود عن حياضه الحشائش الطفيلية الضارة،
ويكفل له أسباب الثبات في الأراضي والارتفاع إلى عنان السماء
فإن هذه النبتة ستكون مهددة بأخطار كثيرة،
نحتاج من أجل تلافيها إلى خطوات عملية بنشر هذه
الثقافة بين الأبناء والجيران والأصدقاء.
ولا بد من العمل على الربط نعم نربط بين مقاطعة الأجنبي،
وتشجيع المنتج الوطني والعربي والإسلامي.
2ـ وينبغي أن نتعلم ونعلّم صغارنا التمييز بين إيمان الصوامع والكهوف،
الإيمان الذي يدفع صاحبه فقط إلى الخلاص الفردي الأخروي،
والإيمان الإيجابي الذي لا يرى خلاصا في الآخرة إلا عبر الجهاد في الدنيا وعمارتها..
كيف نميز ونعلم الفرق بين المجاهدين الحقيقين ،
وبين من يدعي الجهاد ويستسلم للأعداء.
نريد أن نتعلم وإياهم الحياة الحرة الكريمة المتحضرة
الراقية السليمة التي تليق بالمسلم وتليق بكل إنسان سويّ
3ـمطلوب الآن ترسيخ مفهوم الشهادة وإحيائه في القلوب،
والعمل على بعثه في النفوس
وتحبيب الأطفال في هذا القصص الكريم ،
واستغلال الأحداث الجارية في فضح خطط الأعداء
وترغيب الأبناء في الشهادة ،
وقد ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه في صحيح السنة الشريفة
من بيان محكم وإيضاح دقيق لفضل الشهادة ومنازل الشهداء
في دار الكرامة عند مليك مقتدر,
وقد أوردت قبل ذلك بعض الآيات والأحاديث في مقال سابق
( عن تقبل التهاني في الشهيد الرباني )
أو يا إخواني لا نقبل إلا التهاني في الشهيد الرباني ، والتي فيها بيان صفة حياة الشهداء عند ربهم,
واليوم نضيف إليها هذه الأحاديث
فعن مروان أنه قال:
سألنا عبد الله عن هذه الآية: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون , فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت, ثم تأوي إلى تلك القناديل)), الحديث أخرجه مسلم في صحيحه.
ومن ألوان الكرامة أيضًا أن الملائكة تظله بأجنحتها؛
فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال
: "جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ـ أي شهيدًا يوم أحد ـ
قد مُثل به فوضع بين يديه فذهبتُ أكشف عن وجهه فنهاني قومي فسمع,
أي النبي صلى الله عليه وسلم فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت صائحة
فقال: ((لما تبكين؟ فلا تبكي مازالت الملائكة تظله بأجنحتها)).
ولهذا كله كان الشهيد وحده من أهل الجنة هو الذي يحب أن يرجع إلى
الدنيا كما في حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: ((ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا, وأن له ما على الأرض من شيء
إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة)), وفي رواية: ((لما يرى من فضل الشهادة)) أخرجه البخاري ومسلم.
وليس عجبًا إذًا أن يجد هذا البيان النبوي الرفيع صدًا ضخمًا
وأثرًا بالغًا وسلطانًا قويًا على نفوس تلك الصفوة المختارة,
والصحبة التقية من الصحابة الكرام الأعلام, فتوطدت في نفوسهم
أعمق معاني الشهادة, وترسخت في قلوبهم
أسمى درجات الحب لها والولع بها والعمل الدؤوب لبلوغ مقامها, والتنعم برياضها.
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/
size]،
أخوكم المحب الناصح همام hamam129