تحليل الشخصيات وفن التعامل معها
تعرف على عشر شخصيات بصفاتها وأمثلتها و تحليلها من واقع عملي ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت زوجي يقرأ هذه المذكرة باهتمام بالغ ، وكنت أستغل تركه لها على الطاولة
لأقرأ منها ، فإذا بها العديد من الفوائد الجمة ، ولأن زوجي له اهتمامات بالانترنت
ويكتب فيه قلت له لم لا تنقلها فقال لا أحب أن أكتب المنقول رغم أني أتمنى أن
يستفيد منها الناس . ثم قال لي إنها موجودة لديه في الفلاش ميموري الذي يمتلكه
فطلبت منه أن أقوم بنقلها الى المنتدى فوافق بسرعة .
لكنني وجدتها طويلة جدا . فقال لي زوجي أنزليها على شكل حلقات لأن ذلك
أفضل للإستيعاب ، لهذا أخواني وأخواتي تحملوني شوي لأني كل يوم سوف أنزل
حلقة واحدة فقط .
لكن إحقاقا للحق فكاتب هذه المذكرة اسمه عبدالكريم الصالح وقد كتبها عام 1427
الحلقة الأولى :
المقدمة:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأصلي وأسلم على
المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا … أما بعد:
فإن المتأمل في واقع حياة الناس يجد لكل منهم شخصية مختلفة عن غيره ، ولكل
منهم أسلوبه في التعامل مع الآخرين فهذا يبتعد عن مواجهة الآخرين خوفاً من
الانتقادات المتوقعة ،وهذا يستعطف الآخرين بالمبالغة في إظهار المعاناة ، وهذا يلقي
بأخطائه على الآخرين ...الخ ، وقد تحدث مشكلة من أحد الطلاب أو سلوكاً غريباً،
فنستغرب هذه التصرفات و ربما نتعامل معها بأسلوب خاطئ ، ولكن لو تعرفنا على
أنواع الشخصيات وصفاتها، استطعنا أن نحللها ونتعامل معها بالطريقة المناسبة ؛
فمثلاً وقعت مشكلة من شخص ذا شخصية مرتابة (سيئة الظن) فعلينا أولاً أن نعرف
صفات هذه الشخصية ثم بعد ذلك سنخرج بالتوصيات التالية:1. لابد أن تكون صريحاً
وواضحاً معه ولا تبالغ في ذلك لأنه ربما يفسر تصرفك بغير الذي تقصد. 2.إذا احتجت
إلى محاورته فاستعد بالأدلة المقنعة والحجج القوية مع الحذر من إسقاطاته. 3.لا
تواجهه بعنف فينفجر! 4.إذا لم ينفع معه المواجهة الكلامية فاستخدم أسلوب
المكاتبة...الخ .
وكذلك لو أردت أن تضع شخصاً لعمل أو لجنة تحتاج إلى نوع من التضحية والبذل
والإيثار وخدمة الآخرين فعليك بصاحب الشخصية المستسلمة الخ...
وإن مما دفعني لكتابة هذا البحث أني وجدت عدداً من الطلاب الذين تحصل منهم
مشكلات كبيرة ومتشعبة في المحاظن التربوية؛ غالباً ما تكون شخصياتهم معلولة،
فلذلك يحتاجون إلى معاملة خاصة، مبنية على تصور دقيق لنوع الشخصية، وكيفية
التعامل معها –وهم قلة ولله الحمد- ولكنهم يؤثرون على مسيرة العمل، ويأخذون فكر
المربي ووقته!.
بالإضافة إلى أن الداعية والمربي يجدر به أن يتعرف على أنواع الشخصيات وصفاتها؛
ليستطيع أن يؤثر في الناس بأقواله وأفعاله وتصرفاته فيعرف ماهي النقاط التي يتأثر
بها المدعو فيركز عليها ويوظفها فيما ينفع ، وينتبه للأساليب التي ربما تنفر المدعو
فيبتعد عنها.
عليه أخلص إلى أهمية معرفة الشخصيات وصفاتها خصوصاً الشخصيات التي يكثر
وجودها في مجتمعنا .. وما هذا البحث إلى خطوة لجمع وتوضيح أهم أنواع
الشخصيات التي تهم المربي لأداء مهمته على الوجه المطلوب، وقد حرصت على
الاختصار قدر الإمكان ، والتركيز على ما يهم مراعياً سهولة الأسلوب والتوضيح بالأمثلة.
وقد استفدت كثيراً من كتاب ما تحت الأقنعة للدكتور محمد بن عبد الله الصغير –
حفظه الله ورعاه- فهو مناسب لغير المتخصص وأسلوبه واضح ، وكذلك كتاب علم
النفس الدعوي للدكتور عبد العزيز بن محمد النغيمشي ، ومجموعة من المراجع
والمقالات.
أسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يجعلنا مباركين أينما كنا وصلى الله وسلم
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.