لموضوع جداَ مهم الا وهو الطلاق ...
وكلماتي هذه موجهة من قلب مشفق لكل زوجة ضعيفة مكسورة الجناح رأت ان الطلاق هو الحل لمشاكلها وهو بدايدة انطلاقها في هذا العالم الفسيح...وأنها ستلقي بحمل آلامها وهمومها بمجرد أن تتطلق ..!!!
أقول في أغلب الأحيان ..هو ليس نهاية المأساة بل هو بداية المأساة أجل ...أخيتي أجل ...
اذهبي للمطلقات واسأليهن وستجدين الجواب الشافي ..وكم ستسمعين من حسرات وآهات على ماجنته أيديهن ..انا لا أتكلم من فراغ ولكن من واقع اعيشه حولي ..فلقد ذهبت الى اعز صديقاتي ..وهي مطلقة وسألتها عن حالها قبل الطلاق وبعده فأذهلني جوابها وقد أبدت لي ندمها وتفريطها في زوجها .. وتمنت ان صبرت ولكن هل ينفع الندم !!
وهنا أقول أخيتي حتى لا تعضي أصابع الندم وتندمي لنقرأ ما قاله اهل العلم والمشورة عن الطلاق وضوابطة واقرأيها بتمعن قبل أن تقدمي على هذه الخطوة العظيمة .

لذلك ندعو كل زوجة ألا تلجأ_في حال وقوع مشكلة مع زوجها _الى طلب الطلب الطلاق إلا في حالة الضرورة القصوى جداَ
كأن يغلب على ظنها أن الحياة مع هذا الزوج أصبحت مستحيلة
او خافت على نفسها الهلاك والتلف ...إما في دينها وإيمانها ..وإما في عفافها وشرفها ..وإما في بدنها وجسدها فهنا تطلب الطلاق لتنقذ نفسها من جحيم لا يطاق ......وأما فيما عدا تلك الأحوال الطارئة ...فلتصبر وتحتسب ...ولتعلم أن هذه الدنيا دار هموم ومشاكل !!!
لتعمل كل زوجة مقارنة بسيطة بين بيت زوجها بمشاكله وهمومه وآلامه ..وبين بيت أهلها حين تعود إليه مطلقة لتجد في المقارنة الآتي :
*اذا عادت إلى بيت أبيها وأهلها ..الذي فارقته من مدة ...فستشعر أنها غريبة ..وكأنها ضيف نزل بهم بخلاف بيت الزوجية الذي لا تحس فيه بالغربة
*هناك فرق كبير بين بيت الزوجية وبيت أهلها ففي بيتها هي الآمرة الناهية ..والمسؤلة عن كل شئ فيه ..وهي صاحبة القرار الأول والأخير في ترتيبه وتنظيمه ولها حرية الحركة والتنقل والتصرف داخله ..أما بيت أهلها الذي لن يكون لهاعليه _مهما بلغت محبة أهلها لها ولطفهم معها _من السلطة والحرية كما في بيتها
*والزوجة المطلقة التي ظنت أن الطلاق نجاة لها من المشاكل الزوجية ..ستجد نفسها في جحيم آخر من المشاكل ..من مشاكل مع أهلها أو ممن حولها من أخوات أو زوجات إخوتها ..غالبا وتكون فرت من مشاكل إلى مشاكل اشد وأبشع !!!
وحتى أطفالها ان كان لها أطفال ..هل سيلعبون ويمرحون بنفس الكيفية في بيت أبيهم !!!وحتى لا تكون عبئاَ مالياَ عليهم
وما هو شعورها لو ضرب أحد أبنائها !!
*إن الزوجة ببقائها في بيت زوجها وصبرها على مشاكله وقسوته ..وعدم الطلاق منه ..تسلم من نظرات الشفقة والإحسان التي يوجهها لها كل من حولها !!وكذلك تسلم من كلمات الغمز واللمزوعبارات الشماته والفرح ..بما أصابها من مصيبة الطلاق ..وحتى لا تصبح حديث المجالس وفاكهة المجتمعات النسائية
ولمن تقول سأترك زوجي واتزوج بغيره ..نقول لها هل تضمنين أن يتقدم أحد للزواج منك ....وهل تضمنين أن لايكون مثل الزوج الأول بل ربما أسوأ منه وأبشع
أو ربما تقول أنا لا أريد الزواج بعد الآن لقد كرهت كل الرجال ..فنقول لها هذا كلام عاطفي انفعالي !!ولن يصمد طويلا ..فما تكاد أن ترى إحدى قريباتها وهي تركب السيارة مع زوجها عائدة إلى بيتها حتى تشتعل من جديد الرغبة في الزواج ..وقد لا تشعر بهذا الشعور مباشرة بعد الطلاق ولكنها حتماَ ستشعر به ولو بعد حين وهناك أمر مهم أن نفسية المطلقة تختلف عن نفسية العزباء التي لم تتزوج بعد !!..فإن المطلقة اعتادت نفسيتها على الحياة الزوجية والجو العائلي ..وتعودت على شئ من الإشباع العاطفي والجسدي فيصعب عليها الصبر عن ذلك وتتعذب اذا حرمت منه
وكم من الزوجات ندمن بعد طلا قهن أشد الندم وتمنت أن صبرت واحتسبت صبرها مع زوجها ولم تعيش جحيم الطلاق
وأخيرا أخيتي فكري كثيراَ قبل أن تهدمي العش الذي بنيتيه ...وتخلعي الثوب الذي البسكيه الله بفضله وقد حرمت من الكثيرات ...واعلمي أن الطلاق كسر لك كما قال صلى الله عليه وسلم :( وكسرها طلا قها )
أسأل الله بفضله ومنه وكرمه أن يصلح أحوالنا وان لا يكلنا لأنفسنا..وان يتولانا برحمته آمين
استعنت بكتاب.. زوجي أنت السبب ...للأستاذ:محمد بن صالح بن إسحاق جزاه الله خيرا