احترس ايها الزوج...من ان تسمع صوت انفجاار داخل الدااار ............>قصه رااائعه
أذكر من القصص الشعبي التي قصتها علي عمتي ـ رحمها الله ـ وجددتها لي أمي بعد أن خلقت في ذاكرتي ، أن امرأة كانت متزوجة من رجل متسلط ، كان قد أغلق عليها باب الحديث بما في نفسها معه ، وزاد في العتو والتجبر فمنعها من الحديث مع صويحباتها ، وخوفا منها على نفسها وعلى بيتها التزمت بكل أوامره الصارمة ، ولكنها شعرت بالحاجة الطبيعية إلى التعبير عما في خاطرها ، فاتخذت لها ( خابية ) ، وهي عبارة عن آنية من الفخار تشبه ( الحب ) ، وجعلتها في ( الدار ) وهي الغرفة الصغيرة داخل غرفة النوم ، وصارت كل يوم تدخل ـ خلال غياب زوجها ـ وتتحدث إليها ، حتى تظن أنها أفرغت ما في نفسها .. وفي يوم من الأيام ، كانت تتناول الغداء مع زوجها إذا بهما يسمعان صوت انفجار داخل ( الدار ) ، فذهبا إليه مسرعين ، فتفاجأ الزوج بالخابية وقد انشقت نصفين ، وتناثر منها ( رماد ) ، فالتفت إلى امرأته ، التي امتقع لونها حين رأت المشهد المذهل ، ولكنها كشفت عن الحقيقة وقالت له : إنك حين منعتني عن الحديث معك ومع الناس ، لم أجد سوى هذه الطريقة كي أخرج هذه الهموم من قلبي ، وها هي ذي الخابية قد انشقت ، فكيف لو أني كتمتها في قلبي .. إذن لانشق قلبي برماد أشجاني وأشواقي وهمومي ..
قصة رمزية من معين قصصنا الشعبي الذي لم نحسن التعامل معه حتى الآن ، والذي كان يعبر عن واقع اجتماعي مضى ، كانت فيه المرأة مهيضة الجناح ، لا تستطيع أن تجهر بالمطالبة بحقوقها الإنسانية والشرعية ، في ظل مصادرة الرجل لحقوقها بمساندة المجتمع كله له .
من خلال استبانة شارك فيها عشرات النساء المتزوجات اتضح لي أن أهم وأعظم وأجمل ما تتمنى المرأة المتزوجة من زوجها أن يفتح لها باب الحوار معه .. أن يسمح لها أن تتحدث إليه .. أن يستمع إليها وحسب !!!
لقد أنفت المرأة في مجتمعنا من تسلط الرجل / الزوج ، واستغلاله حق القوامة الشرعي استغلالا خاطئا ، حيث لا تعدو كثير من علاقة الأزواج بزوجاتهم علاقة القائد العسكري بأفراد كتيبته ، أوامر من جانب ، وتنفيذ من الجانب الآخر ، دون حق في المراجعة والمناقشة .. حتى أصبحت المرأة تحس بذوبان شخصيتها ، واضمحلالها شيئا فشيئا ، إلى أن تحطمت في نفسها كوامن الإبداع ، وتمزقت أنسجة التفكير ، فما عادت تحس بوجودها الفعلي في الحياة الزوجية .
ويتخذ الرجل وسائل عديدة لمصادرة رأي المرأة ، فهو مرة يغضب ، ويصرخ ، ويتحدث عن أشياء كثيرة يرى أن المرأة قصرت فيها لا علاقة لها بالمشكلة القائمة ، ومرة يطلق قنبلة ( لا ) بصرامة ، وحدية ، ثم ـ باسم ( الرجولة ) ـ لا يتراجع عنها أبدا حتى إذا ظهر له وجه الحق .. وذلك ظلم عظيم لنفسه ولها .. ، ومرة ـ كما عبرت إحدى المتزوجات ـ بالصمت المطبق ، الذي يزيد من شعور الزوجة بالقهر والمرارة ، ومرة بالأنا العالية التي لا تبالي بكيان المرأة التي أمامه ، فهو لا يرى غير نفسه المتغطرسة ..
إن كثيرا من النساء المشاركات في الاستبانة عبرن عن حب عميق لأزواجهن ، ولكنهن عبرن ـ في الوقت نفسه ـ عن شوق عارم للحديث المفتوح المريح مع أزواجهن ، وتمنوا أن يهبهم الله تعالى الحلم .. والابتسامة .. والكلمة الطيبة .. والحضور الزوجي الحقيقي داخل المنزل ..
وحياة جديدة مليئة بالسعادة والهناءة أيها الزوجان العزيزان ..