نسمع ويتردد على السنة بعض الناس اتهام حواء بأنها كانت السبب في اغواء ادم..او اغواها ابليس لتأكل من التفاحه وتقدم منها لادم ولولاها ما هبطنا الى الارض وحرمنا من الجنه..الى غير ذلك من الكلام المشوه للحقيقه والظالم بتحميل حواء وحدها على الاقل مسءولية الخروج من الجنه.
وبالرجوع الى الايات القرآنيه اكتشفنا انه لا يوجد في القران كلمة حـــــواء او تفاحـــه نصا وانما وردت ..انت وزوجك. وهذه الشجره دون تحديد اسم حواء او نوع الشجره.
لقد كانت مراحل الهبوط من الجنه الى الارض كما وردت بالتحذير اولا والنهي والوسوسه ثم الوقوع بالخطاء ثم النزول الى الارض وبعدها استغفر ادم ربه وطلب التوبه فقبلت توبته لكن دون ارجاعه وزوجه الى الجنه
اما التحذير والنهي فقد كان موجها لادم وزوجته لكي لا يقعا في المحظور كما جاء في الايه00يا ادم اسكن انت وزوجك الجنه فكلا منها حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجره فتكونا من الظالمين0 صدق الله العظيم الايه35من سورة البقره
ولكن قبلها كان العهد مع ادم لوحده بالالتزام كما جاء في الايه00ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي ولم نجد له غرما0صدق الله العظيم الايه 135 من سورة طه
اما بالنسبة للوسوسه فقد وجه الشيطان سهام وسوسته الى ادم وحواء مجتمعين والى ادم منفر ولم ينفرد بالوسوسه الى حواء وحدها وهذا يبين الدور الاقل لحواء في وقوعها بالمحظور وما نهى عنه رب العالمين كما جاء في الايه فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجره الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين 0 صدق الله العظيم الايه 20 من سورة الاعراف0
وهذه الايه صريحه بأن الشيطان وسوس لادم وحواء معا
اما الوسوسه المنفرده فكانت موجهه من الشيطان لادم وحده كما في الايه 0فوسوس اليه الشيطان قال يا آدم هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى 0صدق الله العظيم الايه 130 من سورة طه
وهنا نلاحظ بأن الخطاب موجه الى آدم وهناك مغريات كثيره له وكأن الشيطان كان يعرف ما يدور في خلد وفكر الانسان الرجل وان مظاهر العظمه والسيطره وحب الظهور والاستعراض هي من سمات الرجل لا من سمات المرأءه فمناه بالخلود والملك وان يصبح ملكا وصاحب سلطان لا يزول00
بعد ذلك نلاحظ انه عندما نجح الشيطان في مبتغاه فأكل ادم وحواء من تلك الشجره المجهولة لنا اسمها جائت العقوبه لادم وحواء معا000ثم التوبه والرحمه من الله سبحانه وتعالى التي وردت لادم وحده كما في الايه0 فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه0 صدق الله العظيم0 الايه 37 من سورة البقره0 فهذه الايه تثبت مطابقة عصيان ادم لوحده. وعصى ادم ربه فغوى. صدق الله العظيم0
وهنا نلاحظ ان العهد والعصيان والتوبه كانت لادم منفردا اما حواء فكان دورها تابع وان حواء لم تكن المسببه الرئيسه للعصيان والهبوط ولكنها خالفت القاعده الشرعيه التي تقول لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. اذن حواء كانت تابعه لرغبات واوامر وتأثير ادم عليها بحكم الزوجه والطاعه وان المراءه مقلده ومنفذه لما يمليه عليها زوجها
فكما نشاهد هذه الايام فالرجل يقع في الخطاء ويجر معه زوجته بالنتائج وقد يحملها المسوءوليه قد يسرق وقد يقتل وقد يقترف ما حرم الله لكن عندما يتعرض للعقوبه فأن الزوجه تتحمل جانب من هذا العقاب بحرمانها من زوجها وحاميها وحرمانها من النفقه والحفظ والحمايه فتكون عرضة لنهش الذئاب البشريه0
فعلينا اذن ان نرحم حواء من اتهامنا لها زورا وبهتانا ونتذكر انها لم تقم بالخطاء بالصوره التي في مخيلة البعض فآدم نسي العهد وبالنهايه تاب الله عليه ودور حواء كان تابعا ومشاركا وليس طرفا رئيسا0
منقول