السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مما لا شك فيه بأن الزواج هو نصف الدين كما يقال ، وبأنه الملاذ الأمن من الوقوع فيما حرم الله ، وبأنه الطريق الشرعي الصحيح و المحلل لممارسة غرائزنا بشكل أدمي.
وكان في قديم الزمان الزواج من الأمور الميسرة والبسيطة والسهلة التي إن أرادها أي رجل يجدها بكل سهولة لرخص المهور آن ذاك وتسهيل أمور المتزوجين ، لذلك تجد بعضهم في ذلك الوقت متعددين بالثانية والثالثة والرابعة !!
يقول والدي بأني تزوجت والدتك ب 300 دينار كويتي أي مايقارب الآن 4000 ريال سعودي ، ولم أتكلف نهائياً بعشاء المعازيم فمن عاداتنا في الزمن الجميل أن تكون " الذبايح " عانية من الأقارب والأصحاب ويأتون بها قبل العرس بيوم واحد وهو يوم الأربعاء.
وكانت أيضاً الأفراح لاتقام إلا بيوم الخميس فقط ، ففي زمانهم إن كنت تود أن تقول لهم خبراً غريباً ف سيكفيك القول " صدق أو لا تصدق رأيت فرحاً في يوم الأحد " حينها ستجد الجميع يكذبونك ويضحكون عليك !!
هامش
( اليوم ومع كثرة الأفراح اذا بغيت تسوي ريجيم لاتروح شارع الممشى روح للعروس بس )
تقول والدتي والله يابني أخذوني بثوبي ووضعوا لي " ديرم " ( روج ) ومشطوا شعري كما تمشط البنت أبنتها في البيت ، وصفقن يتغانين أمامي ويتراقصن ، ثم أخذوني إلى بيت والدك وكان عبارة عن بيت شعر في البر ، أما عن ليلة الدخله ف حدث ولا حرج ( من كثر الدفاشة ) !!
يقول والدي بأنه في يوم من الأيام عندما كان صغيراً أسترق النظر هو ومجموعة من أصدقائهِ إلى أحد المتزوجين فرأهُ يمسك زوجتة ويصارعها فرفعها عالياً ثم أسقطها أرضاً !! فهربنا ظناً منا بأنه سوف يقتلها ويكتشف أمرنا ويقتلنا معها ، فما إن كبرنا وفهمنا عرفنا بأنه كان يريد حقه الشرعي منها فقط !! ( شفتوا ياحريم هالوقت ياليتكم تحمدون ربكم ع النعمة )
وتزيد والدتي بأن في صباحية العرس كانت الزوجة هي من تعد فطور زوجها بل تساعد أهل زوجها في الحطب و الإتيان بالماء من أحد الأبار والتنظيف ، وكانت حياتهم شاقة جداً ومتعبة ولا يوجد منهن من يتذمر او يتقهقر.
ف ما اجمل تسهيل الحلال وما أجمل البساطة .
أما في وقتنا الحالي إن أردت أن تدعي على أحد أعدائك ف سيكفيك أن ترفع يديك إلى السماء وتقول ( يارب زوج عدوي ) !! حينها سوف يهدم مستقبله ومصدر دخله ويعتنق الديون و الفقر إلى إشعار أخر من حياتهِ .
ف اليوم أصبح الزواج في مجتمعاتنا العربية ك الحج " لمن إستطاع إليه سبيلاً " لغلاء المهور والذبايح والقصور ناهيك عن الإيجارات الباهضة الثمن وغلاء غرف النوم ووووالخ
فلو عملنا جدولة لتكاليف الأفراح اليوم ستجدون بأن حتى لو أراد العريس أن يأخذ قرضاً من أحد البنوك لن يكفي تكاليف عرسهِ كاملاً ، ومع تردي العادات والتقاليد الحميدة وبدء إنقراض العانية ، حتى وإن أراد العريس أن يتدين بعض المبالغ سوف يعاني الأمرين في تسديدها !!
والجدولة ك الآتي ( بالريال السعودي )
- المهر أبتداءً من 50 ألف ريال وطالع
- غرفة النوم 10 ألاف ريال وأنت طالع
- الأثاث لباقي الشقة مع الإلكترونيات والمطبخ ولوازمة 30 ألف ريال
- الذبايح الراس على 1900 ريال ( وانت ومعازيمك عاد شوف كم تبي )
- بوفيه للحريم 10 ألاف وانت طالع
- قاعة للرجال 20 ألف ريال
- قاعة للنساء 20 ألف ريال
- صباحية العروس 3000 ريال وأنت طالع
والمصيبة لاجتك عاد أخر شي جيكر ، ويقولون النساء جرب أنك تحمل وتربي أولاد للتعبير عن التضحية والشقاء ، وأنا أقول لهن جربن بأن تحملن الديون وتربون الهموم !!
ف يا معشر الزوجات أتقوا الله فينا ولاتحمولنا أكثر من طاقتنا ، فمن زواجنا بكم ونحن نحمل الديون والقروض وهمومها فلا تطلبون إلا المعقول وما يتوافق مع قدراتنا المادية.
ويامعشر الأباء نحن في وقت سهل فيه الحرام وصعب فيه الحلال ، فأتقوا الله فينا وأرحمونا ف والله بأن أغلب الشباب اليوم على شفا حفرة من الوقوع فيما حرم الله لعدم إستطاعتهم الزواج !!
جاء أبن خالتي يشتكي لأمي ويقول لها ياخالة خايف أموت وما أتزوج ، فقالت له أمي تمازحه ياولدي حورية في الأخرة ولا جنية في الدنيا !!
مرحباً بمن سيمر من هنا بإبتسامة
كل الحب .