من الآن .. سعادتك في جيبك وعقلك
أظنُّك أيّها العريس المبارك .. تستعد لتدخل حياتك الجميلة .. حياتك الزوجية .. حياة السعادة والهناء .. أثق أنّك أقدمت عليها بحثاً عن السعادة .. تريد الحبّ والود والوفاء .. تسعى لبيت تسكُن فيه .. وزوجة تسكُن إليها .. لتبذر حباً .. وتزرع فآلاً .. وتجني ولداً وحُبّاً .. فإن كنت فعلاً تريد ذلك .. فإني أنبّهك واحذرك أن تسير في الطريق الذي سلكه هاني ورفاقه .. هل تريد أن تعرف طريقهم .. إنّه طريق البؤس والشقاء .. التعب والعنا .. وأمثالهم كثير .. هم تزوجوا .. لكنهم تزوجوا بالدين المتراكم .. فالمهر دَيْنٌ .. والسكن دَيْنٌ .. والأثاث دَيْنٌ .. وقاعة الأفراح دَيْنٌ .. والوليمة والبوفيه المفتوح دَيْنٌ .. والطقاقات دَيْنٌ .. بل وربما الهدايا كانت من الدَيْنٌ .. ثم يأتي شهر العسل !! بالدَيْنٌ .. فتمتع الحضور بالحفل .. أكلوا وشربوا ورقصوا .. بينما لم يجلس فيه هاني ورفاقه إلا أقل من ساعة .. وزوجاتهم مثلهم .. ثمّ رجعوا إلى طبيعتهم .. وانفضّ الناس من حولهم .. وبدأوا يعيشون حياتهم .. فتفاجأوا بالمتطلبات عليهم .. البيت يطلب معيشة .. والزوجة تطلب نفقتها وتدبير شؤونها .. والديانة يطلبون حقوقهم .. والبنوك تسحب من رواتبهم .. فما يهنأوا حتى يطرق بابهم صاحب البناية يطلب قيمة الإيجار .. فيحاولوا أن يغطوا الإلتزامات .. ولكن هيهات فالمصروفات أكبر من الإيرادات .. والمصروفات تزيد والإيرادات ثابتة .. فيبدأوا رحلة التخفي والهروب من العلاقات العامة.. ثمّ يكبر الهمّ .. حتى يوقظهم من نومهم .. فينتهي بهم الأمر .. إلى الإلتفات إلى ما يظنونه سبباً للمشكلة .... وهي الزوجة .. فتدبّ الخلافات .. والتهديدات .. وربّما حصل الانفصال ....
لذا .. لآ أحبّ أن تسلك هذا الطريق فالبدايل كثيرة .. والرفق والواقعية مطلوبة .. فلا تبالغ في المهر .. وإن لم يقبلوا فابحث عن غيرهم .. لا تقترض من أجل قاعة الأفراح .. وأولم ولو بشاة أوشاتين أو ثلاث في حفل عائلي .. لا تقترض من كماليات .. ولا سفريات .. فهذه تحصل مستقبلاً على السعة .....
أرجوك .. إسمع كلامي وأقبل نصحي ... وكن حكيماً .....
بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير ....
__________________
الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة....