السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..ِ
أخوتي واخواتي أضع بين أيديكم قصة لتوامة روحي...أردت أن أنقلها لكم علكم تلتمسوا منها الفائدة ..
هي قد تزوجت منذ ما يزيد على أثنا عشر عاما .. حياتها كانت مستقرة تماما لأنها كانت معتمدة على الحب والاحترام والصدق ...
في يوم من الأيام إتصل عليها زوجها من مقر عمله قابلته بالترحاب ..وكانت في ذلك الوقت جالسة امام شاشة الكمبيوتر تتصفح في المواقع ....
سألها زوجها سؤالا ..فجاءت إجابتها متأخرة (كمن انشغل فكره بشئ آخر )
فأتبع إجابتها بسؤال آخر ... هل أنت على النت ؟
لأنه يعرف مدى ولعها بتصفح مواقعه .... فأجابته لا
فأستأذن زوجها وأنهى المكالمة ...
ومن هنا بدأت المشكلة ...لأنها وعلى ما تذكر قالت عشت بعد المكالمة ولمدة نصف ساعة تقريبا ..في عذاب الضمير ... كيف كذبت على زوجي ؟؟ولماذا كذبت ؟؟ لماذا لم أخبره الحقيقة ..؟؟؟
بعدها قررت أن تتصل عليه وتخبره بالحقيقة لترتاح ..
اتصلت عليه ..وأخبرته ..فرد عليها لماذا فعلت ذلك لم تكن حديثة بلهجة الغاضب وإنما كان بلهجة الزعلان
فأجابته بأنها كانت تخشى أن يعتقد أن النت أهم منه أو أنها لا تستطيع أن تترك النت ..لفترة بسيطة وهي فترة المحادثة )
ومما زاد الطين بلة أنه قال ..لقد اتصلت على الرقم الخاص بالنت قبل أن أتصل بك وبعد أن أتممت مكالمتي معك ووجدت الرقم مشغولا في المرتين .... ونتيجة لانشغاله في عمله أضطر أن ينسحب وينهي المكالمة ..
أرادت أن تحصل منه على كلمة تستشعر من خلالها أنه قد غفر لها .. فقال لها أن الموضوع ليس بالهين وليمحى يحتاج الى وقت ..!!
تقول استمريت في البكاء ...كيف لي أن أواجهه زوجي وكيف لي أن أهنأ بجلوسي معه وهوينظر الي بأنني غير صادقة معه ...وهل سيصدق بعد ذلك احاديثي ...
بعد مرور ما يقرب من أربع ساعات بدأت في كتابة رسائل الإعتذار لزوجها تعترف فيها بانها مخطئة وأنه لو اله الحق في أن يتخذ حيالها أي عقاب ..وأن من حقه أن يأخذ وقته لينسى ...
تقول بكيت وبكيت بعدها سألت الله أن يغفر لي .. ولعنت فيها الشيطان الذي سول لي بالكذب ..
حاولت النوم ولكنه جفاني واستمريت على وضعي الى أن جاءتني رسالة منه كان من مضمونها (( أن قلبي عليك أحن من قلب الأم على وليدها ))
عندها ايتسمت ... وبدأ النوم يداعب جفوني ..ولكن نومي لم يكن مستقرا أبدا ..
وفي صباح اليوم التالي وعند عودة زوجي من العمل قابلته ولكنني لم أستطع النظر في عينيه .. تركته لينام
وبعدما صحي بدأنا بمناقشة الموضوع ... فقلت له أتعلم أنني لم أستطع النوم البارحة لشدة ما بي
فقال وأنا لم أستطع أن أزاول عملي لشدة ما بي أيضا ..
قال ... استغربت من إجابتك ..لماذا الخوف فأنا من أشتريت لك الكمبيوتر وأنا من جلب لك خط هاتف لتهنأي بالتصفح متى ما أردت ... لم أكن دكتاتوريا معك أبدا ... هذا ما شغل بالي فقط ..
وليكن في معلومك ..أنني عندما أتصلت المرة الأولى على الرقم كان عن طريق الخطأ لأنني خزنت الرقم الخاص بالمنزل والرقم الخاص بانت بجوار بعضهما ... وعندما اتصلت المرة الثانية ووجدت الرقم لا يزال مشغولا قلت أنني لابد أنني قد خزنت الرقم بالخطأ ولم أفكر لحظة بأنك ممكن أن تكذبي علي ..
تقول كان يتكلم وأنا صامته لم أرد عليه بكلمة ... وعيناي ممتلئة بالدموع ...
ولكن كان يدور سؤال في مخيلتي هل يمكنةأن تتزعزع ثقته بي ؟؟
وبعد مضي يوم تقريبا على هذه الحادثة رجع زوجي الى ماكان عليه في أحاديثه ومزحه ..
ولكن المشكلة باتت في أنا ..فأنا لا أستطيع أن أنظر في عينية ..لا زلت أشعر بتأنيب الضمير ..بت أشعر أنني لا اأستحق أن أعيش معه ...
كلمة لم أستغرق في لفظها ثانيتين ولكنني دفعت ثمنا لها حياتي كلها ؟؟
أريد أن أنسى ولكنني لا أستطيع ؟؟
محاولتي معها كانت على النحو التالي ..
أختاه كلنا نخطئ فنحن لسنا معصومين من الخطأ ... وأنت عرفت خطأك وندمتي عليه وعقدتى عزمك أن لا تعودي اليه ... فلا تعذبي نفسك أكثر من ذلك ...
حاولي أن لا تفكري في الموضوع ... أشغلي تفكيرك بأي شئ آخر ...
فردت علي وكيف لي أن أنسى و وقتي بين النت وبين زوجي .. فإن ذهبت الى النت تذكرت وإن نظرت الى زوجي تذكرت ..
وبعدها حاولت ان لا أفتح معها الموضوع مرة أخرى لكي لا أساعد على تركيز الموضوع في ذاكرتها ..
ولكنني فوجئت بأنها تعود وتذكر لي الموضوع ...
كنت قاسية معها ..وقلت لها لا أحد يستطيع مساعدتك فأنت ليست لديك مشكلة ولكنك أنت المشكلة
أنت بتصرفك ستهدمين حياتك بيديك وعندها ستندمين يوم لا ينفع الندم .. وهبك الله زوجا صالحا سامحك في فترة بسيطو وانت لا تريدين أن تسامحي نفسك ..
الله يغفر ذنوبنا إن أخطانا ...وأنت مصرة على تعذيب نفسك ..
أختاه ..الشيطان رأى ما أنت عليه من سعادة فأخذ على نفسه بأن يحولها الى تعاسة فسول الى نفسك بأن تكذب فأطاعته .. ولكن ضميرك تنبه الى فعلك وأشار عليك بأن تصححي خطأك فصححته ...
فقالت لي بأن ضميري لا يزال يؤرقني ويعذبني لفعلي ..
فرددت عليها بأن ما تشعرين به ليس هو صوت الضمير ..لأن الضمير صوت ينبعث من داخلنا لينبهنا الى الخطأ الذي فعلناه ..
إن ما بداخلك ليس سوى وساوس شيطان لا يزال وراءك ليحقق هدفه الذي ابتغاه ... يوسوس لك بأن تيأسي وتقنطي من رحمة الله ..يوسوس لك لتبتعدي عن زوجك ...
ولتتحققي من أن كلامي صحيحا (( قصدت أن الشيطان هو من وسوس لها أو هو صوت الضمير ))
أريدك أن تجيبي على سؤالي وبكل صراحة .؟؟
أثناء الصلاة أو تلاوتك للقرآن هل تفكري في هذا الموضوع .. ؟؟
طأطأت رأسها وقالت نعم ..
فرددت عليها ..وهل تعتقدي بأن الضمير يلهينا عن صلاتنا أو يقطع حبل صلتنا بالله ؟؟؟
هذه قصتها ...وما أردت توصيله اليكم أحبتي هو أن نتنبه الى أنفسنا لأن الشيطان لا يزال يلف حولنا حبائله ويحاول أن يجرنا اليه ..تختلف وسائله وتختلف طرقه ..ولكن هدفه واحد هو ان نسلك مسلكه .. فلنننتبه ولا نجعل أنفسنا صيدا هينا له ...
آسفة على الإطالة ..
تحياتي ... أختكم ام البنين