سألت سائلة فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين عن حكم طلب الطلاق من زوجها إذا لم تتمكن من العيش معه، بسبب بغضها له، وتخشى أن تعصي الله فيه.
السؤال:
أرجو الإجابة على سؤالي هذا حيث أنني بحاجة ماسة إلى أن أسمع الجواب؛ لأنني أعيش في عذاب دائم وهو أنني تزوجت منذ سنة وشهرين ولم أستطع أن أتعايش مع زوجي، أو أن أحبه بسبب خصال كثيرة لم تعجبني فيه والتي لم أجد لها حلاً، والذي يعذبني بأنني ما دمت حتى الآن لم أستطيع أن أتعايش معه ولا أستطيع أن يكون زوجاً لي، ولا أستطيع أيضاً أن أكون أنا الزوجة الصالحة التي يتمناها أي رجل، على العكس سأكون له الزوجة العاصية والتي لا أتمناها، فأنا والحمد لله متدينة ولكن لا أستطيع، ويعلم الله أنني حاولت ولكن فشلت منذ أول يوم تزوجنا وأنا لم أحبه ولم أطيقه، ولكن حاولت أن لا أتسرع وأن أصبر وقد مضى على الزواج سنة وشهرين ولم يتغير شيء، فلو قلتم لي: أن أعيش معه وأصبر فإنني سأقترف الذنوب بحقه، وأنا لست بحاجة إلى تلك الذنوب والأوزار لن أتحمل هذا الرجل، هل أطلب الطلاق وخاصة أننا لم نرزق بأطفال وجهوني يا فضيلة الشيخ حيث سآخذ بتوجيهكم؟
الجواب:
الشيخ: أقول: إن هذه الحال قد تحصل لكثير من النساء، لا يحصل التلاؤم بينها وبين زوجها، وتخشى أن لا تقوم بحدود الله تعالى في حقه، وقد وقع ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، عرض على زوجة أن ترد المهر على زوجها فقبلت، فأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الزوج أن يقبل المهر ويطلقها، وتلك هي امرأة ثابت بن القيس بن الشماخ رضي الله عنه أتت إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعيب عليه من خلق ولا دين، ولكنني أكره الكفر في الإسلام، يعني تريد أن تفارقه لأنها تخشى الكفر في الإسلام، قال العلماء: والمراد بالكفر في الإسلام يعني الكفر عن العشير وليس الكفر بالله عز وجل، ولهذا قالت: الكفر في الإسلام، ولا يمكن أن يكون الكفر في الإسلام إلا الكفر الأصغر، فقال لها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أتردين عليه حديقته؟» قالت: نعم. فأمره أن يقبل ويطلق، فإذا تعذر الصبر على الزوج وخافت المرأة أن لا تقيم حدود الله الواجبة عليها لزوجها فلا بأس أن تطلب الطلاق، وهذه المشكلة كثرت في الآونة الأخيرة، وسببها والله أعلم أن كل واحد من الزوجين لا يقوم بحق صاحبه، فتتنافر القلوب ويكثر السب واللعن، وربما يتعدى إلى سب الآباء والأمهات والعياذ بالله، وربما يؤدي إلى ضرب لم يؤذن فيه شرعاً فيحصل الخلاف والنزاع، فنصيحتي لكل من الزوجين أن يتقي الله عز وجل في نفسه وفي صاحبه وأن يقوم بحقه، وإذا علم الله تعالى منهما أنهما يريدان الإصلاح وفق الله بينهما.
http://binothaimeen.net/content/12528